
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَصــرِمُ أَم تُواصـِلُكَ النَجـودُ
وَلَيـسَ لَهـا وَإِن وَصـَلَتكَ جـودُ
إِذا لايَنتَهــا مَطَلَــت وَلانَــت
وَفيهــا حيـنَ تَنزُرُهـا صـُلودُ
تُشـيرُ إِلـى الحَـديثِ بِحُسنِ دَل
عَــن الفَحشـاءِ مُعرِضـَةٌ حَيـودُ
لَهـا وَجـهٌ كَصـَحنِ البَـدرِ فَخمُ
وَمُنسـَجِرٌ عَلـى المَتنَيـنِ سـودُ
وَعَينــا برغُــزٍ خَــرقٍ غَريـرٍ
وَزانَ النَحــرَ وَالَبّــاتِ جِيـدُ
تَـرى فَـوقَ الرَهابِ لَها سُموطاً
مَـعَ اليـاقوت فَصـَّلَهُ الفَريـدُ
وَأَعظُمُهــــا مُبَتَّلَــــةٌ رِواءٌ
وَذو عُكَــنٍ وَإِن طَعِمَــت خَضـيدُ
مِنَ العِينِ الجَوازىءِ لَيسَ يُخزي
مَحاسـِنَها الرِيـاطُ وَلا البُرودُ
وَقَـد عَبِـقَ العَـبيرُ بِها وَمِسكٌ
يُخــالِطُهُ مِــنَ الهِنـدِيِّ عـودُ
وَتَبسـِمُ عَـن نَقِـيِّ اللَـونِ غُـرٍّ
لَــهُ أُشــُرٌ وَمَنهَلُــهُ بَــرودُ
شــِفاءٌ لِلعَميــدِ فَلَـم تُنِلـهُ
وَكـانَ بِمِثلِـهِ يُشـفى العَميـدُ
يَـراحُ القَلـبُ ما دامَت قَريباً
وَذِكراهــا وَإِن شــَحَطَت تَصـيدُ
فَأَضــحَت بَعـدَما وَصـَلَت بِـدارٍ
شـــَطونٍ لا تُعــادُ وَلا تَعــودُ
وَعَــوصُ الـدَهرِ بِالإِنسـانِ جَـمٌّ
وَلا يُنجـي مِـنَ التَلَـفِ الجُدودُ
إِذا مـا المَـرءُ غـالَتهُ شَعوب
فَمــا لِلشــامِتِينِ بِـهِ خُلـودُ
وَكُــلُّ مُنَعَّــمٍ وَأَخــي شــَقاءٍ
وَمُــثرٍ وَالمُقِــلُّ مَعـاً يَبيـدُ
إِذا مــا لَيلَــةٌ مَـرَّت وَيَـومٌ
أَتــى يَــومٌ وَلَيلَتُــهُ جَديـدُ
أَبــارَ الأَوَّليــنَ وَكُــلَّ قَـرنٍ
وَعــاداً مِثلَمـا بـارَت ثَمـودُ
وَلا يُنجــي مِــنَ الآجــالِ أَرضٌ
يُحَـلُّ بِهـا وَلا القَصـرُ المَشيدُ
وَمـا لا بُـدَّ مِنـهُ سـَوفَ يَـأتي
وَلكِــنَّ الَّــذي يَمضــي بَعيـدُ
وَجَـدتُ النـاسَ شـَتّى شـِيمَتاهُم
غَــوِيٌّ وَالَّــذي يُهــدى رَشـيدُ
مُريــدُ الــذَمّ مَـذمومٌ بَخيـلٌ
وَمُعطـي المـال مُنتَجَـبٌ حَميـدُ
يُـراحُ إِلـى الثَنـاءِ لَهُ ثَناءٌ
عَلـى مَهَـلٍ إِذا بَخِـلّ الزَهيـدُ
وَخَيرُ الناسِ في الدُنيا صَنيعاً
عَلــــى العِلّاتِ مِتلافٌ مُفيـــدُ
وَلَسـتُ أَرى السـَعادَةَ جَمعَ مالٍ
وَلكِــنَّ التَقِــيَّ هُـوَ السـَعيدُ
وَتَقـوى اللَهِ خَيرُ الزادِ ذُخراً
وَعِنــدَ اللَــهِ لِلأَتقـى مَزيـدُ
فَصـــاحِب كُــلَّ أَروَعَ دَهثَمِــيٍّ
وَلا يَصـحَبكَ ذو الغَلَـقِ الحَديدُ
يَـرى مـا نـالَ غُنمـاً كُلَّ يَومٍ
صــَفاةٌ حيــنَ تَخبُــرُهُ صـَلودُ
وَشـــَرُّ مُصــاحِبٍ خُلُــقٌ قَســِيٌّ
وَنِعـمَ الصـاحِبُ الخُلُقُ السَديدُ
وَوَصــلُ الأَقرَبيــنَ سـَبيلُ حَـقٍّ
وَقَطــعُ الرِحــمِ مُطَّلَـعٌ كَـؤودُ
إِذا مـا الكَهلُ عوتِبَ زادَ شَرّاً
وَيُعتِـبُ بَعـدَ صـَبوَتِهِ الوَليـدُ
يَغيــضُ الأَكثَـرونَ حَصـى رِجـالٍ
وَيَــثرى بَعـدَ قِلَّتِـهِ الوَحيـدُ
وَيُعطى المَرءُ بَعدَ الضَعفِ أَيداً
وَيَضــعُفُ بَعـدَ قُـوَّتِهِ الشـَديدُ
وَيَصـرَعُ خَصـمَهُ ذو الجَهلِ يَوماً
وَيَبطُــرُ عِنـدَ حُجَّتِـهِ الجَليـدُ
وَلا يُنجـي الجَبـانَ حِـذارُ مَوتٍ
وَيَبلُـغُ عُمـرَهُ البَطَـلُ النَجيدُ
وَطَلّابُ التِــراتِ بِهــا طَلــوبٌ
ذَكِـــيٌّ لا يُحــالِفُهُ الهُجــودُ
وَشــَرُّ مُطــالِبِ الأَوتـارِ نِكـسٌ
مِــنَ الأَقــوامِ جَثّــامٌ لَبـودُ
فَمـا بـالي وبـالُ بَنـي لَكاعٍ
عَلَـيَّ لَهُـم إِذا شـَبِعوا فَديـدُ
إِذا مـا غِبـتُ عَنهُـم أَوعَدوني
وَأَيُّ النــاسِ يَقتُلُـهُ الوَعيـدُ
مَـتى مـا يَسمَعوا رِزّي يَدينوا
كَمـا دانَـت لِسـَيِّدِها اليَهـودُ
كَــأَنَّهُمُ وَقَـد جَشـَعوا وَذَلّـوا
مَخافَــةَ أَن أُجَــدِّعَهُم ســُجودُ
بَهَرتُهُــمُ وَأُفحِــمَ نــاطِقوهُم
كَمـا بَهَـرَ المُحَمَّلَـةَ الصـُعود
تَقــادوا مِـن خُبَعثِنَـةٍ هَمـوسٍ
تُبَــوِّلُ مِــن مَخـافَتِهِ الأُسـود
هَرِيـتِ الشـِدقِ يُقعِـصُ كُـلَّ قِرنٍ
عَلـى كَتفَيـهِ مِـن لِبَـدٍ لَبـودُ
دَقيـقِ الخَصـرِ رَحبِ الجَوفِ شَثنٍ
كَــأَنَّ أَخــاً تَــوالِيهِ عَمـودُ
وَلَيــسَ يَعيبُنـي إِن غِبـتُ إِلا
دَعِـــيٌّ أَو دَحيــقٌ أَو حَســودُ
نَفــى عَنّـي العَـدُوَّ قُراسـِياتٌ
قُـرومٌ مِـن بَنـي شـيبان صـِيدُ
فَمِنهُـم حيـنَ تَنتَطِـحُ النَواصي
إِذا ذُكِــرَ المـآثِرُ وَالعَديـدُ
فَمَفــروقٌ وَحارِثَـةُ بـنُ عَمـروٍ
هُمـا الفَرعـان مَجـدُهُما تَليدُ
وَسـادَ الهـانِئانِ بَنـي نِـزارٍ
وَمَــن يَحلُـل بِأَرضـِهِما مَسـودُ
وَبِســـطامَ تَغَمَّــطَ وَالمُثَنّــى
بِـهِ فُضـَّت مِـنَ الفُـرسِ الجُنودُ
وَعــوفُ المَـأثُراتِ وَكُـلِّ عَهـدٍ
وَفِــيٍّ حيــنَ تُنتَقَـضُ العُهـودُ
وَذو المانـا أَبو حَربِ بنِ عوفٍ
مَعــاذَتُهُ تُفَـكُّ بِهـا القُيـودُ
وَكـانَ الحَـوفَزانُ شـهابَ حَـربٍ
رَئيــسَ النـاسِ مُتَّبَعـاً يَقـودُ
وَفَكّــاكُ العُنـاةِ أَبـو ثُبَيـتٍ
يَزيــدٌ بَعــدَهُ مِنّــا يَزيــدُ
وَعُـدَّ أَبـا الوَجيهَـةِ في نُجومٍ
نُجــومٍ جَمَّــةٍ تِلــكَ السـُعودُ
قبيصـَةُ وَاِبنُ ذي الجَدَّينِ مِنهُم
وَأَشــرَسُ وَالمَجَبَّــةُ وَالشـَريد
وَعَمــرو وَالأَغَــنُّ عَميــدُ حَـي
وَكُــلٌّ فــي أَرومَتِــهِ عَميــدُ
وَسـادَ اِبنُ القَريمِ وَكانَ قَرماً
أَخـا حَـربٍ يُشـَبُّ لَهـا الوَقودُ
وَحَمّــالُ المِئِيـنِ أَبـو حُمـاسٍ
أَنـابَ بِهـا إِذا ضـَلَعَ اللَهيدُ
وَجـادَ اِبنُ الحُصَينِ وَكانَ بَحراً
وَلِلهَزهـازِ عِنـدَ الجَهـدِ جـودُ
وَمَصـقَلَةُ الَّـذي أَجـدى وَأَعطـى
لَــهُ مِــن مَــدِّ عـافيهِ وَرود
بِــهِ عِتــقٌ لِســامَةَ بَعـدَ رِقٍّ
إِذا اِبطَـت عَن فِكاكِهِمُ الوُفودُ
جُلــودُهُمُ مِـنَ العَثَـراتِ مُلـسٌ
نَقِيّــاتٌ إِذا دَنِــسَ الجُلــودُ
أولئِكَ أُســرَتي سـَأَذودُ عَنهُـم
إِذا مـا خـامَ عَنهُـم مَن يَذودُ
بِغُــرٍّ مِــن قَــوافٍ نافِــذاتٍ
جَـوارِحَ فـي الصُدورِ لَها خُدودُ
فَشــِعري كُلُّــهُ بَيتــانِ بَيـتٌ
أُثَقِّفُـــهُ وَقافِيَـــةٌ شـــَرودُ
وَإِنّـي حـاكِمٌ فـي الشِعرِ حُكماً
إِذا ذُكِـرَ القَـوافي وَالنَشـيدُ
فَخَيـرُ الشـِعرِ أَكرَمُـهُ رِجـالاً
وَشـَرُّ الشـِعرِ مـا نَطَقَ العَبيدُ
شـُهودي الناسُ أَن قَد قُلتُ حَقّاً
وَكـانَ الحَـقُّ يُـوجِبُهُ الشـُهودُ
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.