
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا النـاسُ إلّا فـي رِمـاقٍ وَصالِحٍ
وَمــا الــدَهرُ إِلّا خِلفَـةٌ وَدُهـورُ
مَراتِـبُ أَمّـا البُـؤسُ مِنها فَزائِلٌ
وَكُــلُّ نَعيـمٍ فـي الحَيـاةِ غُـرورُ
الشــَرُّ لا يَبقـى وَلا الخَيـرُ دائِمٌ
وَكُــلُّ زَمــانٍ بِالرِجــالِ عَثــورُ
مَـتى يَختَلِـف يَـومٌ عَلَيـكَ وَلَيلَـةٌ
يَلُـح مِنهُمـا فـي عارِضـيكَ قَـتيرُ
جَديـدان يَبلـى فيهمـا كُـلُّ صالِحٍ
حَثيثـــانِ هـــذا رائِحٌ وَبَكــورُ
وَأَعلَـمُ أَن لا شـَيءَ يَبقـى مُـؤَمَّلاً
خَلا أَنَّ وَجــهَ اللَــهِ لَيـسَ يَبـورُ
وَمـا الناسُ في الأَعمالِ إِلّا كَبالِغٍ
يُبَنّــي وَمُنبَــتُّ النِيــاطِ حَسـِيرُ
فَمُســتَلَبٌ مِنــهُ رِيــاشٌ وَمُكتَــسٍ
وَعــارٍ وَمِنهُــم مُــترِبٌ وَفَقيــرُ
وَبــاكٍ شـَجاً وَضـاحِكٌ عِنـدَ بَهجَـةٍ
وَآخَـــرُ مُعطـــىً صــِحَّةً وَضــَريرُ
وَكُـلُّ اِمرىـءٍ إِن صَحَّ أَو طالَ عُمرُهُ
إِلــى مِيتَــةٍ لا بُـدَّ سـَوفَ يَصـيرُ
يُؤَمِّـلُ فـي الأَيّـامِ ما لَيسَ مُدرِكاً
وَلَيــسَ لَـهُ مِـن أَن يُنـالَ خَفيـرُ
وَإِنَّ نَمـاءَ النـاسِ شـَتّى وَرَرعُهُـم
كَنَبـــتٍ فَمِنــهُ طــائِلٌ وَشــَكيرُ
فَـأَحكَمَني أَن أَقـرَبَ الجَهـلَ عِبرَةً
لَيـــالٍ وَأَيّــامٌ مَضــت وَشــُهورُ
أُضــاحِكُ أَعــدائي وَآدو لِسـُخطِهِم
وَقَــد وَغِــرَت مِنهُـم عَلَـيَّ صـُدورُ
كَمـا رُبَّمـا حـاوَلتُ أَمـراً بِغَيرِهِ
فَــأَدرَكتُهُ وَذو الحِفــاظِ وَقــورُ
وَأَكـلُ لِئام النـاسِ لحمي وَقَرصُهُم
وَنَجـــواهُمُ خَطــبٌ عَلَــيَّ يَســيرُ
فَـأَنّ اِمـرأً أَبـدى الشَناءَةَ وَجهُهُ
فَــإِنّي بِعَــوراتِ العَــدُوِّ بَصـيرُ
رَمَيـتُ فَأَقصـَدتُ الَّـذي يَستَنيصـُني
بِغُــرٍّ أَبَــرَّت مــا تَـزالُ تعيـرُ
وَأَعلَـمُ لَحـنَ القَـولِ مِن كُلِّ كاشِحٍ
وَإِنّــي بِمــا فـي نَفسـِهِ لَخَـبيرُ
أَلا رُبَّ نــاهٍ عَــنِ أُمــورٍ وَإِنَّـهُ
بِـــأَيِّ أُمــورٍ مِثلِهــا لَجَــديرُ
وَمـا النـاسُ في الأَخلاقِ إِلّا غَرائِزٌ
كَمـا الشـِعرُ مِنـهُ مُصـلِدٌ وَغَزيـرُ
وَغُــرٍّ كِــرامٍ مُحصــَناتٍ يَقودُهـا
لِمَنكَـــحِ لُــؤمٍ ضــَيعَةٌ وَمُهــورُ
وَضــَرُّكَ مَـن عـادَيتَ أَمـرُ قِوايَـةٍ
وَحَــزمٍ وَضــَرُّ الأَقرَبيــنَ فُجــورُ
وَقِيلُـكَ قَـد أَبصـَرتُ شـَيئاً جَهِلتَهُ
لِــذي حَنَــقٍ عِنـدَ الحَمِيَّـةِ بـورُ
وَكَيـفَ تُسـِرُّ الفَخـرَ في غَيرِ كُنهِهِ
وَفـي أَنفُـسِ الأَقـوامِ أَنـتَ حَقيـرُ
وَكائِن تَرى مِن كامِلِ العقلِ يُزدَري
وَمِـن نـاقِصِ المَعقـولِ وَهـوَ جَهيرُ
وَمِنهُـم قَصـيرٌ رامَ مَجـداً فنـالَهُ
وَآخَــرُ هَيـقٌ فـي الحِفـاظِ قصـيرُ
وَمِــن طـالِبٍ حَقّـاً بِفَحـشٍ يَفـوتُهُ
وَمُــدرِكِهِ بِــالحَقِّ وَهــوَ ســَتيرُ
وَمُنتَحِــلٍ شــِعراً ســِواهُ يَقـولُهُ
وَقــائِلِ شــِعرٍ لا يَكــادُ يَســيرُ
وَقَــد يَصـبِرُ المِهلاعُ لا بُـدَّ مَـرَّةً
وَيَجـزَعُ صـُلبُ العـودِ وَهـوُ صـَبورُ
وَإِنّـي لَأَبـري العِيـسَ حَتّـى كَأَنَّها
مِـنَ الجَهـدِ مِـن طَيِّ التَنائِفِ عَورُ
وَأَكتُـمُ سـِرَّ النَفـسِ حَتّـى أُمِيتَـهُ
وَلَيـسَ لِمَـن يُحيـي السـَريرَ ضَميرُ
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.