
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشــتَقتَ وَاِنهَــلَّ دَمـعُ عَينِـكَ أَن
أَضــحى قِفــاراً مِـن خُلَّـتي طَلَـحُ
بَســــابِسٌ دارُهـــا وَمَعـــدَنُها
تُمســـي خَلاءً وَمــا بِهــا شــَبَحُ
إِلّا عســــولٌ أَو حاجِـــلٌ نَغِـــقٌ
وَذو ضـــُياحٍ فــي صــَوتِهِ بَحَــحُ
يَضــبَحُ فيهــا شــَختاً تُجــاوِبُهُ
إِذا صــاحَ يَــومٌ رَوّاغَــةٌ ضــَبُحُ
كَـــأَنَّهُ لَــم يَكُــن بِــهِ أَحَــدٌ
فَـالقَلبُ مِـن قَلـبِ مَـن نَـأى قَرِحُ
تَشــوقُهُ عُــدمُلُ الــدِيارِ وَمــا
أَشـــقاهُ إِلا الــدّوارِسُ المُصــُحُ
يَعتادُهـــا كُـــلُّ مُســبِلٍ لَجِــبٍ
جَـــونٍ رُكـــامٍ ســـَحابُهُ رُجُــحُ
قُعــسٌ مِــنَ المـاءِ فـي غَـوارِبِهِ
بُلـــقٌ صـــِعابٌ يَرمَحنَــهُ ضــُرُحُ
مُقعَنــدِرٌ فــي الــدِيارِ مُؤتَلِـقٌ
تَكــادُ مِنــهُ الأَبصــارُ تُلتَمَــحُ
مُؤتَلِـــفٌ خِلـــتَ فــي أَواخِــرِهِ
حُــداةَ عِيـرٍ إِذا جَلَّحـوا صـَدَحوا
قَــد مــاتَ غَمّــاً أَجَــشُّ مُبتَـرِكٌ
تَنصـــاحُ مِنـــهُ مَــواقِرٌ دُلُــحُ
فَالمــاءُ يَجــرى وَلا نِظــامَ لَـهُ
لَـــهُ رَوايـــا صـــَعوقَةٌ ســُحُحُ
وَالطَيـرُ تَطفـو غَرَقـاً قَد أَهلَكَها
رَحــبُ العَزالـي مـا صـَبَّ مُنسـَفِحُ
يَـزدادُ جـوداً وَالأَكـمُ قَـد غُمِـرَت
وَالعــونُ فيهــا مَقامُهــا طَفِـحُ
وَالـوَحشُ أَوفَـت عَلـى اليَفاعِ وَما
لــم يُــوفِ مِنهــا ســَيلِهِ سـُبُحُ
قَـد نـالَ مِنهـا البُطـونَ ذو زَبَدٍ
فَكُـــلُّ رَفـــعٍ مِنهُـــنَّ مُنتَضــِحُ
أَشــحَدَ إِذا هَبَّــتِ الشــَمالُ لَـهُ
ســِيقَ رُكــامٌ فَــالغَيمُ مُنســَرِحُ
تَلــوحُ فيــهِ لَمّــا قَضـى وَطَـراً
قَــوسٌ حَناهــا فــي مُــزنِِ قُـزَحُ
وَالأَرضُ مِنــهُ جَــمُّ النَبـاتِ بِهـا
مِثــلُ الزَرابــي لِلــوَنِهِ صــَبَحُ
وَاِرتَــدَتِ الأُكـمُ مِـن تَهاويـلِ ذي
نَــورٍ عَميــمٍ وَالأَســهُلُ البُطُــح
مِـــن أربِيـــانٍ تَزِينُــهُ شــُقُقٌ
يُغبِــقُ مــاءَ النَــدى وَيَصــطَبِحُ
أَولادُهـــا الأَرخُ حيــنَ تَفطِمُهــا
وَغــــاطِشٌ لِلرِضــــاعِ مُرتَشـــِحُ
يَحوزُهــا كَــالعَزيزِ عَــن عُــرُضٍ
يَهُـــزُّ رَوقـــاً كَـــأَنَّهُ رُمُـــحُ
وَأَنـــتَ إِن تَشـــأَ أَمَّ مُــرتَبِئاً
لَـــهُ صـــِعابٌ رَواتِـــعٌ لُقُـــحُ
يَصـــومُ مِــن حُبِّهــا وَيَربَؤُهــا
فَـــالبَطنُ مِنـــهُ كَــأَنَّهُ قِــدَحُ
إِن رامَهــا لَــم تَقِـرَّ وَاِمتَنَعَـت
مِنــهُ عَلــى كُــلِّ فــائِلٍ جُــرُحُ
مَــتى تَفُتــهُ فـي الشـَدِّ خائِفَـةً
يُـــدنِهِ مِنهـــا صـــَلادِم وُقُــحُ
صــَرَفتُ عَنهــا وَالطَيــرُ جارِيَـةٌ
وَلَســـتُ مِمَّــن يَعــوقُهُ الســُنُحُ
تَحمِــلُ كــوري وَجنــاءُ مُجفَــرَةٌ
قَنـــواءُ عَرفــاءُ جَســرَةٌ ســُرُحُ
أُجــهٌ أَمــونٌ كَــالقَبرُ هامَتُهـا
ذاتُ هِبــابٍ فــي لَحيِهــا ســَجَحُ
وَفــي يَــدَيها مِـن بَغيِهـا عُسـُرٌ
وَالرِجــلُ فيهــا مِـن خَلفِـهِ رَوَحُ
بِهـــا نُــدوبُ الأَنســاعِ دامِــةٌ
يَلــوحُ مِــن حَزِّهــا بِهــا وَضـَحُ
حَـــزَّ ســـُقاةٍ حِجـــاجَ غامِضــَةً
مِنهــا عَلــى كُـلِّ جـانِبٍ مَتَحـوا
لا شـَيءَ أَنجـى مِنهـا وَقَـد ضـَمَرَت
مِـن بَعـدِ بُـدنٍ إِذ بَلَّهـا الرَشـَحُ
يَبُــلُّ مِنهــا الــذِفرى وَدَنَّسـَها
مِــن قُنفُــذِ اللِيـتِ حالِـكٌ نَتِـحُ
تُمِــرُّ جَثلاً مِثـلَ الإِهـانِ عَلـى ال
حـاذَينِ يَـبرو فـي قُضـبِهِ البَلَـحُ
وَتـــارَةً عَجزَهـــا تُصــيبُ بِــهِ
وَذائِلاً لَيــــسَ فيـــهِ مُمتَنَـــحُ
إِن حُــلَّ عَنهـا كَـورٌ يَبِـت وَحَـداً
وَصــــاحِباها كِلاهُمــــا طَلِـــحُ
فَكَــم وَرَدنــا مِــن مَنهَـلٍ أَبِـدٍ
أَعــذَبُ مــا نَسـتَقي بِـهِ المِلَـحُ
آمُــلُ فَضــلاً مِــن ســيبِ مُنتَجَـعٍ
إِيّــاهُ يَنــوي الثَنـاءُ وَالمِـدَحُ
أَزَحــتَ عَنّــا آلَ الزُبيــرِ وَلَـو
كــانَ إِمــامٌ سـِواكَ مـا صـَلَحوا
تَســوسُ أَهــلَ الإِســلامِ عُملَتَهُــم
وَأَنــتَ عِنــدَ الرَحمــنِ مُنتَصــَحُ
إِن تَلــقَ بَلــوى فَصــابِرٌ أَنِــفٌ
وَإِن تُلاقِ النُعمــــى فَلا فــــرِحُ
مــاضٍ إِذا العِيـسُ أُسـنِفَت وَوَنَـت
فـــي لَـــونِ داجٍ كَــأَنَّهُ مِســَحُ
تُصــبِحُ عَــن غِـبِّ مـا أَضـَرَّ بَهـا
وَالعِيــسُ خــوصٌ بِـالقَومِ تَجتَنِـحُ
يَرمــي بِعَينَـي أَقنـى عَلـى شـَرَفٍ
لَـــم يُـــؤذِهِ عــائِرٌ وَلا لَحَــحُ
يَــبينُ فيـهِ عِتـقَ الأَعاصـي كَمـا
يَــبينُ يَومــاً لِلنــاظِرِ الصـُبحُ
وَآلُ أَبــي العــاصِ أَهـلُ مَـأثُرَةٍ
غُــرٌّ عِتـاقٌ بِـالخَيرِ قَـد نَفَحـوا
خَيـــرُ قَريـــشٍ هُــمُ أَفاضــِلُها
فــي الجِـدِّ جِـدٌّ وَإِن هُـمُ مَزَحـوا
أَرحِبُهـــا أَذرُعـــاً وَأَصـــبِرُها
صَبراً إِذا القَومُ في الوَغى كَلَحوا
أَمّـــا قرَيــشٌ فَــأَنتَ وارِثُهــا
تَكُــفُّ مِــن شــَغبِهِم إِذا طَمَحـوا
حَفِظـــتَ مــا ضــَيَّعوا وَزَنــدَهُمُ
أَورَيـتَ إِذا أصـلَدوا وَقَـد قَدَحوا
مَنــاقِبُ الخَيــرِ أَنــتَ وارِثُهـا
وَالحَمــدُ ذُخــرٌ تُغلـي بِـهِ رَبِـحُ
آلَيـــتُ جَهــداً وَصــادِقٌ قَســَمي
بِـــرَبِّ عَبـــدٍ تَجُنُّـــهُ الكُــرُحُ
فَهــوَ يَتلــو الإِنجيــلَ يَدرُســُهُ
مِــن خَشــيَةِ اللَــهِ قَلبُـهُ قَفِـحُ
لابنُـــكَ أَولــى بِمُلــكِ والِــدِهِ
وَعَمُّــــهُ إِن عَصــــاكَ مُطَّــــرَحُ
داودُ عَـــدلٌ فَـــاِحكُم بِســـُنَّتِهِ
وَآلُ مَـــروانَ إنهـــم نَصــَحوا
فَهُــم خيــارٌ فَاِعمَــل بِســُنَّتِهِم
وَاِحـيَ بِخَيـرٍ وَاِكـدَح كَمـا كَدَحوا
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.