
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـانَ الخَليـطُ فَشـَطّوا بِالرَعـابيبِ
وَهُـنَّ يُـؤبَنَّ بَعـدَ الحُسـنِ بِـالطيبِ
فَهَيَّجـوا الشـَوقَ إِذ حَفَّـت نَعامَتُهُم
وَأَورَثـوا القَلـبَ صَدعاً غَيرَ مَشعوبِ
فَهُــم حَـزائِقُ سـاروا نِيَّـةً قُـذُفاً
لَـم يُنظِـروكَ سـِراعاً نَحـوَ مَلحـوبِ
بَتّوا القَرينَةَ فَاِنصاعَ الحُداةُ بِهِم
وَهُــم ذَوو زَجَــلٍ عــالٍ وَتَطريــبِ
مِنـهُ أَراجيزُ تَزفي العِيسَ إِذ حُدِيَت
وَفـي المَزاميـرِ أَصـواتُ الصـَلابيبِ
وَالعيـسُ مِنـهُ كَـأَنَّ الذُعرَ خالَطَها
أَو نالَهـا طـائِفٌ مِن ذي المَخاليبِ
زانَ السُدولَ عَلَيها الرِقمُ إِذ حُدِجَت
بِكُــلِّ زَوجٍ مِــن الـديباجِ مَحجـوبِ
وَفــي الهَــوادِجِ أَبكــارٌ مُنعَّمَـةٌ
مِثلُ الدُمى هِجنَ شَوقاً في المَجاريبِ
كَأَنَّهــا كُلَّمــا اِبتُـزَّت مَباذِلُهـا
دُرٌّ بَــدارين صــافٍ غَيــرُ مَثقـوبِ
لَهــا ســَوالِفُ غُــزلانٍ وَأَوجُهُهــا
مِثــلُ الـدَنانيرِ حُـرّاتُ الأَشـانيبِ
كَأَنَّمــا الـذَهَبُ العِقيـانُ تَجعَلُـهُ
بَيــنَ الزُمُـرُّدِ أَوسـاطُ اليَعاسـيبِ
عَلـى نُحـورٍ كَغِرقـي البَيـضِ ناعِمَةٍ
يَعلُلنَهـــا بِمَجـــاميرٍ وَتَطييــبِ
لَهـا مَعاصـِمُ غَـصَّ اليارِقـاتُ بِهـا
وَفـي الخَلاخيـلِ خَلـقٌ غَيـرُ مَعصـوبِ
تَزهـو المَحاسـِنُ مِنهـا وَهِيَ ناعِمَةٌ
بِكُــلِّ جَثـلٍ غُـدافِ اللَـونِ غِربيـبِ
صـُفرُ السَوالِفِ مِن نَضخِ العَبيرِ بِها
تَبــدو لَهــا غُـرَرٌ دونَ الجَلابيـبِ
تُبـدي أَكُفّـاً تَصـيدُ العاشِقينَ بِها
مِنهـا خَضـيبٌ وَمِنهـا غَيـرُ مَخضـوبِ
كَـأَنَّ أَفواهَهـا الإِغريـضُ إِذ بَسـَمَت
أَو أُقحُــوانُ رَبيــعٍ ذي أَهاضــيبِ
فـي رَوضـَةٍ مِـن رِياضِ الحَزنِ ناعِمَةٍ
تَجـري الطِلالُ عَلَيهـا بَعـدَ شـُؤبوبِ
كَــأَنَّني شــارِبٌ مِـن ذِكرِهِـم ثَمِـلٌ
لَــذٌّ يُعَـلُّ بِخَمـرِ الطـاسِ وَالكـوبِ
أَخــو نَــدامى كِـرامٍ حَـلَّ ضـَيفُهُمُ
بِرَيَّــةٍ بــاتَ يُسـقى غَيـرَ مَسـلوبِ
تَـدِبُّ فيهـا حُمَيّاهـا وَقَـد شـَرِبوا
مِنهـا قِطـابٌ وَمِنهـا غَيـرُ مَقطـوبِ
شــَربٌ يُغَنّــونَ وَالريحـانُ بَينَهُـمُ
وَكُــلُّ جَحـلٍ مِـنَ الخُرطـومِ مَسـحوبِ
تَـرى القَـوائِمَ مِنـهُ وَهـيَ شـائِلَةٌ
مِــن كُـلِّ ذي مُشـعَرٍ بِالقـارمَربوبِ
تَســيلُ أَرواحُهـا مِنهـا إِذا مُلِئَت
حَتّــى تُفَـرَّغُ فـي مَـوتي الأَكـاويبِ
إِنَّ المَناهَــلَ جَــمٌّ لَـن تُسـاعِفَنا
مِنهـا العِـذابُ وَمِنهـا غَيرُ مَشروبِ
تَحنـو إِلـى كُـلِّ فِينـانٍ أَخـي غَزَلٍ
صـَوادِفٌ عَـن ذَوي الأَسـنانِ وَالشـيبِ
يَبلـى الشَبابُ وَيَنفي الشَيبُ بَهجَتَهُ
وَالـدَهرُ ذو العَوصِ يَأتي بِالأَعاجيبِ
مـا يَطلُـبِ الـدَهرُ تُـدرِكهُ مَخالِبُهُ
وَالـدَهرُ بِـالوِترِ نـاجٍ غَيرُ مَطلوبِ
هَـل مِـن أُنـاسٍ أُولـي مَجدٍ وَمَأثُرَةٍ
إِلّا يَشــُدُّ عَلَيهِــمُ شــَدَّةَ الــذيبِ
حَتّــى يُصــيبَ عَلـى عَمـدٍ خِيـارَهُمُ
بِالنافِـذاتِ مِـنَ النُبـلِ المَصائيبِ
إِنّـي وَجَـدتُ سـِهامَ المَـوتِ مَعدَنُها
بِكُــلِّ حَتــمٍ مِــنَ الآجـالِ مَكتـوبِ
مَـن يَلـقَ بِلَـوى يَنُبـهُ بَعدَها فَرَجٌ
وَالنــاسُ بَيــنَ ذَوي روحٍ وَمَكـروبِ
وَبَيــنَ داعٍ إِلــى رُشــدٍ صـَحابَتَهُ
وَبَيــنَ غــاوٍ وَذي مــالٍ وَمَحـروبِ
وَالعَيـشُ طُبيـانِ طُـبيٌ ثَـرَّ حـالِبُهُ
وَطُــبيُ جَــدّاءُ ذاوٍ غَيــرُ مَحلـوبِ
وَمــا طِلابُــكَ شـَيئاً لَسـتَ نـائِلَهُ
وَسـَبُّكَ النـاسَ ظُلمـاً غَيـرَ تَعـذيبِ
عــاتِب أَخــاكَ وَلا تُكثِــر مَلامَتَـه
وَزُر صــَديقَكَ رِســلاً بَعــدَ تَغييـبِ
وَإِن عُنيــتَ بِمَعــروفٍ فَقُـل حَسـَناً
وَلا تَهِــن عَــن ذَوي ضـِغنٍ لِتَهييـبِ
لا تَحمَــدَنَّ اِمــرِأً حَتّــى تُجَرِّبَــهُ
وَلا تَـــذُمَّنَّهُ مِــن غَيــرِ تَجريــبِ
إِنَّ الغُلامَ مُطيـــعٌ مَـــن يُــؤَدِّبُهُ
وَلا يُطيعَـــكَ ذو شـــَيبٍ لِتَــأديبِ
إِنَّ الســَلائِقَ فــي الأَخلاقِ غالِبَــةٌ
فَالصــَقرُ لا يُقتَنــى إِلّا بِتَــدريبِ
وَإِن رَحَلــتَ إِلــى مَلــكٍ لِتَمـدَحَهُ
فَاِرحَــل بِشـِعرٍ نَقِـيٍّ غَيـرِ مَخشـوبِ
وَاِمــدَح يَزيـدَ وَلا تَظهَـر بِمَـدحَتِهِ
وَقُــد أُوائِلَهــا قَــوداً بِتَشـبيبِ
إِنَّ البَــوارِحَ لا يَحبِســنَ رِحلَتَــهُ
وَلا يَعـــوجُ بِأَصــواتِ الغَرابيــبِ
إِنَّ الخَليفَــةَ فَــرعٌ حيـنَ تَنسـُبُهُ
مِــنَ الأَعاصـي هِجـانٌ خَيـرُ مَنسـوبِ
يَنميــهِ حَــربٌ وَمَـروانُ وَأَصـلُهُما
إِلــى جَراثيـمُ مَجـدٍ غَيـرِ مَأشـوبِ
نَمــاكَ أَربَعَــةٌ كــانوا أَئِمَّتَنـا
فَكــانَ مُلكُـكَ حَقّـاً لَيـسَ بِـالحوبِ
أَعطـاكَ مُلكـاً وَتَقـوى أَنـتَ سائِسُهُ
بَعـدَ الفَضائِلِ مَن أَوحى إِلى النوبِ
كَالبَـدرِ أَبلَـجُ عـالي الهَمِّ مُختَلَقٌ
يُنمـى إِلـى الأَبطَحِيّـاتِ المَصـاعيبِ
بَحــرٌ نَمَتــهُ بُحـورٌ غَيـرُ سـاجِيَةٍ
تِلـكَ المَخاصـيبُ أَبنـاءُ المَخاصيبِ
قَـومٌ بِمَكَّـةَ فـي بَطحائِحـا وُلِـدوا
أَبنــاءُ مَكَّــةَ لَيسـوا بِالأَعـاريبِ
الأَكثَــرونَ إِذا مــا سـالَ مـوجُهُمُ
بِكُـلِّ أَصـيَدَ سـامي الطَـرفِ هُبهـوبِ
وَالضــارِبونَ مِـنَ الأَبطـالِ هـامَهُمُ
ضـَرباً طِلَخفـاً وَهَكّـاً غَيـرَ تَـذبيبِ
أَنـتَ اِبـنُ عاتِكَةَ المَيمونِ طائِرُها
أُمُّ المُلـوكِ بَنـي الغُـرِّ المَناجيبِ
إِذا المُلـوكُ جَـرَت يَومـاً لِمَكرُمَـةٍ
جَــريَ المَحاضـيرِ حُثَّـت بِـالكَلابيبِ
جَرَيـتَ جَـريَ عَـتيقٍ لَـم يَكُـن وَكَلاً
بَـذَّ العَناجيـجَ سـَبقاً غَيـرَ مَضروبِ
سـَهلُ المَبـاءَةِ يَعفـو الناسُ جَمَّتَهُ
يَكسو الجِفانَ سَديفاً مِن ذُرى النِيبِ
حَتّـى تَصـُدَّ العَـوافي بَعـدَما سَبَقَت
عِنـدَ المَجاعَـةِ مِـن لَحـمٍ وَتَرعيـبِ
وَأَنـتَ تُحيـي فِئامـاً بَعـدَما هَمَدَت
إِحيــاءَ غَيـثٍ بِصـَوبِ نَفـسٍ حُلبـوبِ
وَأَنــتَ خَيرُهُــمُ يَومــاً لِمُختَبِــطٍ
وَأَجـودُ النـاس جـوداً عِنـدَ تَنجيبِ
وَجَحفَـــلٍ لَجِـــبٍ جَـــمٍّ صــَواهِلُهُ
عَـودٍ يُجِـدُّ مَتـونَ السـَهلِ وَاللـوبِ
تَـرى السـَماحيجَ فيهـا وَهيَ مُسنَفَةٌ
وَكُــلَّ فَحـلٍ طُـوالِ الشـَخصِ يَعبـوبِ
يَحمِلــنَ بِـزَّةَ أَبطـالٍ إِذا رَكِبـوا
بِكُـــلِّ مُطَّـــرِدٍ صــَدقِ الأَنــابيبِ
تَـردي بِشـُعثٍ إِذا اِبتَلَّـت رَحاثِلُها
بِكُــلِّ فَــجٍّ مِــنَ الأَعـداءِ مَرهـوبِ
إِن ســَكَّنوها وَشـَدّوا مِـن أَعِنَّتِهـا
أَخَـذنَ بِـالقَومِ فـي حُضـرٍ وَتَقريـبِ
وَإِن مَرَوهــا بِقِــدٍّ أَو بِأَســؤُقِهِم
جاشــَت سـَراحيبُ تَـبري لِلسـَراحيبِ
يَسـمو بِهـا وَبِجَيـشٍ كَالـدَبا أَشـِبٍ
بِكُـلِّ هَـولٍ عَلـى مـا كـانَ مَركـوبِ
حَتّــى يَفُـضَّ جُموعـاً بَعـدَما حَشـَدَت
يُهــالُ مِنهـا وَيُغشـى كُـلُّ مَرعـوبِ
لَـهُ كِبـاشٌ بِوَقـعِ السـَيفِ يَغصـِبُها
وَكَبــشُ صــَفِّكَ مــاضٍ غَيـرُ مَغصـوبِ
ثُمَّــتَ ناصــِت فُلــولاً مِـن عَـدُوِّكُمُ
قَـد أَجحَـرَت بَيـنَ مَقتـولٍ وَمَجنـوبِ
شــُدَّت يَـداهُ جَميعـاً عِنـدَ مَأخَـذِهِ
شــَدّاً إِلـى جيـدِهِ رَبطـاً بِتَقصـيبِ
بَلـهُ سـُبِيٌّ حَوَتهـا الخَيـلُ تَحسَبُها
زُهــاءَ شــاءٍ مِــنَ الأَذرِيِّ مَجلـوبِ
كَــأَنَّ رَنّـاتِ نُسـوانُ السـبِيِّ وَقَـد
أَلـوى بِها القَومُ أَصواتُ اليَعاقيبِ
غُنـمٌ يَظَـلُّ إِمـامُ النـاس يَقسـِمُها
فَبَيــنَ مَوهوبَــةٍ مِنهــا وَموهـوبِ
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.