
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَـلَّ قَلـبي مِـن سُلَيمى نَبلُها
إِذ رَمَتنـي بِسـِهامٍ لَـم تَطِـش
طَفلَــةُ الأَطــرافِ رُودٌ دُميَـةٌ
وَشــَواها بَختَــرِيٌّ لَـم يُحَـش
وَتَزيــنُ الـوَجهَ مِنهـا غُـرَّةٌ
تَـبرُقُ الأَبصـارُ مِنها لَم تُعَش
وَكَــأَنَّ الـدُرَّ فـي أَخراصـِها
بَيـــضُ كَحلاءَ أَقَرَّتــهُ بِعُــش
وَلَهـا عَينـا مَهـاةٍ فـي مَهاً
تَرتَعــي نَبـتَ خُزامـى وَنَتَـش
بَعضــُها يَغـذو سـِخالاً نُبَّهـاً
قائِمــاتٍ بَيـنَ ثيـرانٍ نُفُـش
تَرتَعــي نَبــتَ عَـدابٍ مُونِـقٍ
نَـورَ مِزبـادٍ وَنَـوراً لِلكَـرِش
لا تَــرى إِلّا صــِواراً راتِعـاً
أَو رَعيلاً زَعِلاً مِثــلَ الحَبَــش
رُكِّبَــت مِنــهُ كَعــابٌ حَمشـَةٌ
بَيــنَ ســُوقٍ وَظَنـابيبَ حُمُـش
وَكَـأَنَّ الصـُحمَ مِـن ظِلمانِهـا
كُلَّمـا أَنسـَلنَ زِفّـاً شُومُ فَرش
وَإِذا تَضـحَكُ سـَلمى عَـن مَهـاً
لاحَ بَــرقٌ هَــمُّ مَشـعوفٍ عَطِـش
حُــرَّةُ الحُسـنِ رَخيـمٌ صـَوتُها
رُطَــبٌ تَجنيـهِ كَـفُّ المُنتَقِـش
وَهيَ في الدَجنِ إِذا ما عونِقَت
مُنيَـةُ البَعـلِ وَهَـمُّ المُفتَرِش
أَيُّهـا السـاقي سـَقَتهُ مَزنَـةٌ
مِـن رَبيـعٍ ذي أَهاضـيبَ وَطَـش
إِمـدَحِ الكَـأسَ وَمَـن أَعمَلَهـا
واهِـجُ قَومـاً قَتَلونا بِالعَطَش
إِنَّمــا الكَـأسُ رَبيـعٌ بـاكِرٌ
فَـإِذا مـا غـابَ عَنّا لَم نَعِش
وَكَــأَنَّ الشـربَ قَـومٌ مَوَّتـوا
مَـن يَقُـم مِنهُـم لِبَولٍ يَرتَعِش
خُــرُسُ الأَلســُنِ مِمّـا صـابَهُم
بَيــنَ مَصـدوعٍ وَصـاحٍ مُنتَعِـش
مِــن حُمَيّــا قَرقَــفٍ خُصــِّيَّةٍ
قَهــوَةٍ حَولِيَّــةٍ لَـم تُمتَحَـش
فَهــيَ صــافٍ لَونُهـا مُبيَضـَّةٌ
آلَ مِنهـا فـي خَـوابٍ لَم تُغَش
يَنفَـعُ المَزكـومَ مِنها ريحُها
ثُـمَّ تَشـفي داءَهُ إِن لَـم تُنَش
وَتَرَخّــي بــالَ مَـن يَشـرَبُها
وَيُفَـدّى كَرمَهـا عِنـدَ التَجَـش
وَهـيَ مَـن يَطعَمُهـا يَشحذ لَها
يُنفِـقُ الأَمـوالَ فيهـا كُلُّ هَش
وَبَنــو شـيبان حَـولي مِنهُـمُ
حِلَــقٌ غُلـبٌ وَلَيسـَت بِـالقَمَش
زادَ شــيبانَ وَأَثـرى زَرعَهـا
آبِـرُ الـزَرعِ وَعيـشٌ غَيـرُ عَش
وَرَدوا المَجـدَ وَكـانوا أَهلَهُ
فَـرَوَوا وَالمَجـدُ عافٍ لَم يَنِش
وَهِـيَ الشُدقُ إِذا ما اِستُنطِقَت
أَبلَغَـت فـي كُـلِّ فَـنٍ لَم تَكِش
وَتَـرى الخَيـلَ لَـدى أَبياتِهِم
كُــلَّ جَــرداءَ وَســاجِيٍّ هَمِـش
لَيـسَ فـي الأَلوانِ مِنها هُجنَةٌ
بَلَــقُ الغُـثرِ وَلا عَيـبُ بَـرَش
يَتَجـاوَبنَ صـَهيلاً فـي الـدُجى
أِرِنــاتٍ بَيــنَ صَلصـالٍ وَجُـش
فَبِهـا يَحـوونَ أَمـوالَ العِدا
وَيَصــيدونَ عَلَيهـا كُـلَّ وَحـش
دَمِيَــت أَكفـالُه مِـن طَعنِهِـم
بِالرُدَينِيّـاتِ وَالخَيـلِ النَجُش
وَهُـمُ فـي الحَربِ لَمّا زاحَفوا
بَيــنَ خَيلَيـنِ بِزَحـفٍ مُنتَغِـش
نُنهِـلُ الخطـيّ مـن أعـدائنا
ثُمَّ نَفري الهامَ إِن لَم نَفتَرش
بِــأَكُفٍّ لَقِحَــت لَمّــا ســَمَت
بِســـُيوفٍ رَبَعِيّـــاتٍ بُهُـــش
فَبِهـا تَسمو إِذا التَجَ الوَغى
عاضــِباتٍ كُــلَّ قِـرنٍ لِلكُبَـش
وَإِذا الإِبـلُ مِـنَ المَحـلِ غَدَت
وَهـيَ فـي أَعيُنِها مِثلُ العَمَش
حُســَّرَ الأَوبــارِ مَمّـا لَقِيَـت
مِـن سـَحابٍ صافَ عَنها لَم يُرِش
خُســَّفَ الأَعيُــنِ تَرعـى جُوفَـةً
هَمَـدَت أَوبارُهـا لَـم تَنتَفِـش
وَأَمــاتَ المَحـلُ مِـن حَيّـاتِهِ
جــاحِراتٍ كُــلَّ أَفعـى وَحَنَـش
قَتَــلَ الضــَبَّ فَـأَودى هَزلُـهُ
لَيـسَ يُبـدي ذَنَبـاً لِلمُحتَـرِش
فَهُــم فيهــا مَخاصــيبُ إِذا
لَـم يَكُـن حَشـوٌ لِمَن لا يَحتَنِش
نَنعِـشُ العـافي وَمَـن لاذَ بِنا
بِسـِجالٍ جِئنَ مِـن أَيـدي نُعُـش
وَنَغَـدّى الضَيفَ مِن شَحمِ الذُرى
مِـن سـَديفٍ مُشـبِعٍ مِنـهُ نُعَـش
وَهُــمُ إِن يَختَــرِش أَمـوالَهُم
سـائِلٌ يَملـونَ كَـفَّ المُختَـرِش
مِـن مَهـارى رِحلَـةٍ يُعطونَهـا
بَيـنَ مَخشـوشٍ وَعَنـسٍ لَـم تُخَش
ذاكَ قَــولي وَثَنــائي وَهُــمُ
أَهـلُ وُدّي خـالِصٌ فـي غَيرِ غِش
فَسـَلوا شـيبانَ إِن فارَقتُهـا
يَـومَ يَمشـونَ إِلى قَبري بِنَعش
هَـل غَشـِينا مَحرَماً مِن قَومِنا
أَو جَزَينـا جازِياً فُحشاً بِفُحش
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.