
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَضـحَت أُمَيمَـةُ لا يُنـالُ زِمامُهـا
وَاِعتـادَ نَفسـَكَ ذِكرُهـا وَسَقامُها
وَرَأَت سـِهامَكَ لَـم تَصِدها فَاِلتَوَت
وَاِختَـلَّ قَلبُـكَ إِذ رَمَتـكَ سِهامُها
وَغَــدَت كَـأَنَّ حُمولَهـا وَزُهاءَهـا
سـُحُقُ النَخيـلِ تَفَيَّـأَت أَكمامُهـا
فَاِشـتَقتُ إِذ شـَطَّت وَهـاجَ كَـآبَتي
ذِكــرى وَنَفسـي شـَفَّني تَهمامُهـا
وَذَهــابُ هَمّـي وَصـلُ مـن عُلِّقتُـهُ
وَهنانَـةً يَشـفي السـَقيمَ كَلامُهـا
يُربـي عَلـى حُسنِ الحَوابي حُسنُها
وَيَزيــدُ فَـوقَ تَمـامِهِنَّ تَمامُهـا
تَخطــو عَلــى بَردِيَّتَيـنِ بِغابَـةٍ
مَمكـورَتَينِ فَمـا يَـزولُ خِـدامُها
رُودٌ إِذا قــامَت تَــداعى رَملَـةٌ
يَنهـالُ مِن أَعلى الكَثيبِ هَيامُها
فَوِشــاحُها قَلِــقٌ وَشـَبَّ سـُموطَها
نَحــرٌ عَلَيـهِ سـُموطُها وَنِظامُهـا
وَلَهـا غَـدائِرُ قَـد عَلَـونَ مَآكِماً
يُغـذى العَـبيرَ أَثيثُها وَسُخامُها
وَلَهــا كَهَمِّــكَ مُقلَتــانِ وَسـُنَّةٌ
وَبِهـا يُضـاءُ مِن الدُجى إِعتامُها
صـَفراءُ تُصـبِحُ كَـالعَرارَةِ زادَها
حُسناً إِذا اِرتَفَعَ الضَحاءُ مَنامُها
تَجلــو بِأَفنــانٍ أَغَــرَّ مُفَلَّجـاً
يَجـري عَلَيـهِ أَراكُهـا وَبَشـامُها
رِيفــاً يَـرِفُّ كَـالأُقحُوانِ أَصـابَهُ
مِـن صـَوبِ غادِيَّةِ الرَبيعِ رِهامُها
وَكَــأَنَّ مِسـكاً أَو شـَمولاً قَرقَفـاً
عَتَقَـت وَأَخلَـقَ بِالسـِنين خِتامُها
يُشـفى بِنَفحَتِهـا وَريـحِ سـِياعِها
عِنـدَ الشُروبِ مِن الرُؤوسِ زُكامُها
شــيبَت بِكــافورٍ وَمـاءِ قَرَنفُـلٍ
وَبِمــاءِ مَوهَبَــةٍ يَسـِحُّ فِـدامُها
يَجـري عَلـى أَنيابِهـا وَلِثاتِهـا
لَمّــا تَكَـرَّرَ وَاِنجَلـى إِعتامُهـا
وَتُريــــكَ دَلّا آنِســــاً وَتَقَتُّلاً
وَيَزيــنُ ذاكَ بَهاؤُهـا وَقَوامُهـا
فَرعــاً مُقابَلَـةً فَلا تَخـزي بِهـا
وَهِـيَ الَّـتي أَخوالُهـا أَعمامُهـا
وَهِـيَ الَّـتي كَمَلَـت تُشـبَّهُ دُميَـةً
أَو دُرَّةً أَغلــى بِهــا مُسـتامُها
وَعَـدَت عِـداتٍ حـالَ دونَ نَجازِهـا
صـَرفُ اللَيـالي بَعـدَها أَيّامُهـا
فَنَأَتـكَ إِذ شـَطَّت بِها عَنكَ النَوى
وَعَقـا لَهـا دِمَـنٌ وَبـادَ مَقامُها
مَـرُّ الـدُهورِ مَعَ الشُهورِ تَنوبُها
وَمِـنَ الرِيـاحِ لِقاحُهـا وَعُقامُها
غَربَلنَهـا وَنَخَلـنَ أَليَـنَ تُربِهـا
وَجَلالَهـا لَمّـا اِسـتُثيرَ قَتامُهـا
تُــربٌ تَعاوَرُهــا عَواصـِفٌ أَربَـعٌ
عَفّــى مَعــارِفَ دُمنَـةٍ تَقمامُهـا
خَمســاً تُعَفّيهــا وَكُــلُّ مُلِثَّــةٍ
رَبَعِيَّــةٍ أُنُــفٍ أَســَفَّ غَمامُهــا
دَلَفَـت كَـأَنَّ البُلـقَ في حَجَراتِها
وَحَنيــنَ عُــوذٍ بَعـدَهُ إِرزامُهـا
غَـرِقَ الرَبـابُ بِهـا وَأَبطَأَ مَرَّها
أَحمــالُ مُثقَلَـةٍ يَنـوءُ رُكامُهـا
حَتّـى إِذا اِعتَمَّـت وَمـاتَ سَحابُها
حَفَــشَ التِلاعَ بِثَجِّــهِ تَســجامُها
وَوَهَــت مُبَعِّجَــةً تَبَعَّــجَ عُظمُهـا
لَمّــا تَزَيَّــدَ وَاِدلَهُـمَّ جَهامُهـا
وَالمـاءُ يَطفَـحُ فـوق كُـلِّ عَلايَـةٍ
وَيَزيـدُ فيـهِ وَمـا يَني تَسجامُها
حَتّــى إِذا خَفَّـت وَأَقلَـعَ غَيمُهـا
لَبِسـَت تَهاويـلَ النَبـاتِ إِكامُها
وَالنَقــعُ وَالرَيّـانُ جُـنَّ نَبـاتُهُ
مُستَأسـِداً وَزَهـا الرِياضَ تُؤامُها
وَضـَعَت بِهـا أُدمُ الظِباءِ سِخالَها
عُفــرٌ تَعَطَّــفُ حَولَهــا أَرآمُهـا
وَتَـرى النِعـاجَ بِها تُزَجّى سَخلَها
رُجنـاً يَلـوحُ عَلـى شَواها شامُها
وَتَـرى أَداحِـيَّ الرِثـالِ خَوالِيـاً
مِنهـا سـِوى قَيـضٍ يَجـولُ نَعامُها
صــــُحماً عَفاؤُهـــا وَكَأَنَّهـــا
شـُوهُ الحَـواطِبِ رُعبِلَـت أَهدامُها
وَمَجـالُ عُـونٍ مـا تَـزالُ فُحولُها
غَيـري يَطـولُ عِـذامُها وَكِـدامُها
فَـإِذا أَضـَرَّ بِعانَـةٍ صـَخِبُ الضُحى
جَـأبُ النُسـالَةِ لَـم يَقِرَّ وِحامُها
ضـَرَحَت تَوالِيهـا وَهـاجَ ضـَغائِناً
وَعَــداوَةً مــا حُمِّلَـت أَرحامُهـا
ســَكَنَت بِـدارٍ مـا تُبَيِّـنُ آيُهـا
كــانَت بِهِـنَّ قِبابُهـا وَخِيامُهـا
فَتَرَكتُهُــنَّ وَمــا سـُؤالي دِمنَـةً
عِنــدَ التَحِيَّــةِ لا يُـرَدُّ سـَلامُها
وَاِجتَبـتُ تِيهـاً مـا تَني أَصداؤُهُ
تَزقـو وَغَـرَّدَ بَعـدَ بـومٍ هامُهـا
عَــذراءُ لا إِنــسٌ وَلا جِــنٌّ بِهـا
وَهِــيَ المَضـِلَّةُ لا تُـرى أَعلامُهـا
خَلَّفتُهــــا بِجُلالَـــةٍ عِيديَّـــةٍ
مَضـبورَةٍ يَبنـي القُتـودَ سَنامُها
عَيســاءُ تَغتـالُ الفِجـاجَ بِوَقَّـحٍ
تَنفـي الحَصـى وَيَرُضـُّهُ تَلثامُهـا
بِعَنَطنَــطٍ كَالجِـذعِ مِنهـا أَسـطَعٌ
ســامٍ يُمَــدُّ جَـديلُها وَزِمامُهـا
فَـإِذا مَشـَت مَقصـورَةً زافَـت كَما
يَجتــازُ أَعظَــمَ غَمـرَةٍ عَوّامُهـا
وَكَـأَنَّ أَخطَـبَ ضـالَةٍ فـي شـِدقِها
لَمّـا عَمـى بَعـدَ الدُؤوبِ لُغامُها
وَيُصـيبُ بَعـدَ القـادِمَينِ زَميلَها
رَيّــانُ نــاعَمَ نَبتَـهُ إِعقامُهـا
كـانَت ضـِناكاً فَاِسـتَحَلتُ سَمينَها
حَتّــى تَلاءَمَ جِلــدُها وَعِظامُهــا
وَتَرَكتُهــا مِثــلَ الهِلالِ رَذِيَّــةً
وَكَأَنَّمـا شـَكوى السـَليمِ بُغامُها
تَنـوي وَتَنتَجِـعُ الوَليـدَ خَليفَـةً
يُعنــى بِـذلِكَ جُهـدُها وَجَمامُهـا
مَلِــكٌ أَغَــرُّ نَمــى لِمَلـكٍ كَفُّـهُ
خَيـرُ العَطـاءِ بُـدورُها وَسَوامُها
تَنـدى إِذا بَخِـلَ الأَكُـفُّ وَلا تُـرى
تَعلــو بَراجِــمَ كَفِّـهِ إِبهامُهـا
وَهُـوَ الَّـذي يُمسـي وَيُصبِحُ مُحسِناً
شــَتّى لَـهُ نِعَـمٌ جَـدا إِنعامُهـا
وَإِذا قُرَيــشٌ ســابَقَتكَ سـَبَقتَها
بِقَــديمِ أولاهـا وَأَنـتَ قِوامُهـا
وَإِذا قَنـاةُ المَجـدِ حاوَلَ أَخذَها
فَبِطــولِ بَســطَتِهِ يُبَـذُّ جِسـامُها
أَنـتَ الَّـذي بَعـدَ الإِلـهِ هَدَيتَها
إِذ خاطَرَتــكَ بِأَقــدُحٍ أَقوامُهـا
فَـوَرِثتَ قائِدَهـا وَفُـزتَ بِقِـدحِها
وَخَصـَمتَ لُـدّاً لَـم يَهُلـكَ خِصامُها
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.