
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـد واصـَلتُ سـَلمى فـي لَيالٍ
وَأَيّـــامٍ وَعَيــشٍ غَيــرِ عَــشِّ
لَقَـد هازَلتُهـا فـي يَـومِ دَجنٍ
عَلـى عُتُـقٍ مِـنَ الـديباجِ فُرشِ
كَــأَنَّ مُدامَــةً وَرُضــابَ مِسـكٍ
وَكــافوراً ذَكِيّــاً لَــم يَغَـشِّ
تُعَــلُّ بِــهِ ثَنايــا بـارِداتٌ
كَلَــونِ الأُقحَــوانِ غَـداةَ طَـشِّ
تُحِيـرُ بِنَقـشِ سـُنَّتِها إِذا مـا
بَـدَت يَومـاً مَحاسـِنَ كُـلِّ نَقـشِ
تَبُـذُّ العِيـنَ إِن قَعَـدَت جَمالاً
وَتَنطِـقُ مَـن رَآهـا حيـنَ تَمشي
إِذا اِرتَجَّـت رَوادِفُهـا تَهـادَت
مُبَتَّلَــةً شــَواها غَيــرُ حُمـشِ
عَلَيهـا الـدُرُّ نِيطَ لَها شُنوفاً
كَبَيــضِ ضـَئيلَةٍ فـي جَـوفِ عُـشِّ
أَجـادَ بِهـا بُحـورٌ مِـن بُحـورٍ
وَعَيــنٌ مِـن نِسـاءٍ غَيـرِ عُمـشِ
كَشــَمسِ الصـَيفِ غُرَّتُهـا ضـِياء
يَكـادُ شُعاعُها في البَيتِ يُعشي
كَــأَنّي شــارِبٌ يَـومَ اِسـتَقَلَّت
دِمــاءَ ذَرارِحٍ وَســِمامَ رُقــشِ
فَأَضـحَت دارُهـا مِنهـا قِفـاراً
قَطـوعُ الـوُدِّ لا تُرشـي لِمُرشـي
وَغَيَّـــرَ آيَ دِمنَتِهــا غُيــوثٌ
تُعِـجُّ التَلـعَ مِـن وَبـلٍ بِحَفـشِ
سـَقى مـاءُ النَدى مِنها رِياضاً
وَســارَحَةً مَـعَ اليَـومِ المُـرِشِّ
بِهــا نَـورٌ مِـنَ الأَزواجِ شـَتّى
تَجـولُ بِهـا أَوابِـدُ كُـلِّ وَحـشِ
وَمِــن جَـأبِ النُسـالَةِ أَخـدَرِيٌّ
وَمِــن شــَخصٍ تَـرودُ وَأُمِّ جَحـشِ
وَمِــن عَينـاءَ راتِعَـةٍ وَأُخـرى
إِذا رَبَضــَت تَـرُدُّ رَجِيـعَ كِـرشِ
وَظُلمــان تَقــودُ لَهـا رِئالاً
كَــأَنَّ نَعــامَهُنَّ ســَبِيُّ حُبــشِ
وَلَسـتَ إِذا عَـرا ظُلمـي صَديقي
إِذا مــادامَ مِــن وُدّي بِبَــشِّ
وَأَنصـَحُ لِلنَّصـيحِ إِذا اِستَراني
وَأُرفِـدُ ذا الضـَغينَةِ شـَرَّ غِـشِّ
وَتَــأتيني قَـوارِصُ عَـن رِجـالٍ
فَـأُبلِغُ حـاجَتي فـي غَيـرِ فَحشِ
وَأُدرِكُ صــالِحَ الأَوتـارِ عَفـواً
بِعَـونِ اللَـهِ فـي طَلَبي وَنَجشي
أَبـي لـي ما غَلِبتُ بِهِ الأَعادي
عَطـاءُ اللَـهِ مِـن شِعري وَبَطشي
فَلا يَخشــى ذَوو الأَحلامِ جَهلــي
وَلا أُرعـي عَلـى البَذِخِ الغِطَمشِ
أَهَــشُّ لِحَمـدِ قَـومي كُـلَّ يَـومٍ
وَلَســتُ إِلــى مَلامَتِهِــم بِهَـشِّ
وَجَـدتُ أَبـا رَبيعَـةَ فَـوقَ بَكرٍ
كَمـا عَلَـتِ البِلادَ بَنـاتُ نَعـشِ
نُغَدّي الضَعيفَ مِن قَمَعِ المَتالي
ســَديفاً مُشــبِعاً مِنـهُ يُعَشـّي
وَنَحمِــلُ كُــلَّ مُضــلِعَةٍ وَعَقـلٍ
وَنَضـرِبُ فـي الكَتيبَـةِ كُلَّ كَبشِ
وَنَضــرِبُ مَــن تَعَـرَّضَ مُوضـِحاتٍ
عَلانِيَّــةً جِهــاراً غَيــرَ غُطـشِ
هُـمُ المُسـتَقدِمونَ إِلىالمَنايا
وَقَـد لَبِسـوا سـِلاحاً غَيـرَ وَخشِ
سـَأَعني مَـن عَنـى قَـومي بِسوءٍ
وَلا يَبلــى إِذا رَجَمــتُ خَدشـي
وَلَيـلٍ قَـد قَطَعـتُ وَخَـرقِ تِيـهٍ
عَلــى هَــولٍ بِـذي خُصـَلٍ لِجُـشِّ
أُقَــدِّمُهُ يَجـوبُ بِـيَ الحُـدابى
عَلـى ثَبَـجٍ مِـنَ الظَلمـاءِ جَرشِ
لَــولا اللَـهُ لَيـسَ لَـهُ شـَريكٌ
إِلَــهُ النـاسِ ذو مُلـكٍ وَعَـرشِ
نَبـاكَرَني مِـنَ الخُرطـومِ كَـأسٌ
تَكــادُ سـُؤورُ نَفحَتِهـا تُنَشـّي
تَـدِبُّ لَهـا حُمَيـا حيـنَ تَنمـي
وَيَنفَـحُ ريحُهـا عِنـدَ التَجَشـّي
يُبـاعُ الكَـأسُ مِنهـا غَيرَ صِرفٍ
بِصــافِيَةٍ مِــنَ الأَوراقِ حُــرشِ
وَإِنَّ خَلائِقــي حَســُنَت وَطــابَت
كِــرامٌ لا يُســَبُّ بِهِــنَّ نَعشـي
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.