
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الوَليــدَ أَميـرَ المُـؤمِنينَ لَـهُ
حَــقٌّ مِــنَ اللَــهِ تَفضـيلٌ وَتَشـريفُ
خَليفَـةٌ لَـم يَـزَل يَجـري عَلـى مَهَـلٍ
أَغَـرُّ تَنمـي بِـهِ البِيـضُ الغَطـاريفُ
لا يُخمِــدُ الحَـربَ إِلّا رَيـثَ يُوقِـدُها
فــي كُــلِّ فَــجٍّ لَـهُ خَيـل مَسـانيفُ
يَحــوي ســُبِيّاً فَيُعطيهـا وَيَقسـِمُها
وَمــن عَطّيتِــهِ الجُــردُ السـَراعيفُ
أَخــزى طُرَنــدَةَ مِنــهُ وابِـلَ بَـرِدٌ
وَعَســكرٌ لَـم تَقُـدهُ العُـزَّلُ الجـوفُ
مــا زالَ مَسـلَةُ المَيمـونُ يَحضـُرُها
وَركنُهــا بِثِقــالِ الصــَخرِ مَقـذوفُ
وَقَـد أَحـاطَت بِهـا أَبطـالُ ذي لَجَـبٍ
كَمـا أَحـاطَ بِـرَأسِ النَخلَـةِ اللِيـفُ
حَتّـى عَلَـوا سـورَها مِـن كُـلِّ ناحِيَةٍ
وَحـانَ مَـن كـانَ فيهـا فَهـوَ مَلهوفُ
فَأَهلُهــا بَيــنَ مَقتــولٍ وَمُســتَلَبٍ
وَمِنهُــمُ مُوثَــقٌ فـي القِـدِّ مَكتـوفُ
يـا أَيُّهـا الأَجـدَعُ الباكي لِمَهلَكِهِم
هَـل بَـأسُ رَبِّـكَ عَـن مَـن رامَ مَصروفُ
تَـدعو النًصـارى لَنا بِالنَصرِ ضاحِيَةً
وَاللَـهُ يَعلَـمُ مـا تُخفـي الشَراسيفُ
قَلَعــتَ بِيعَتَهُـم عَـن جَـوفِ مَسـجِدِنا
فَصــَخرُها عِــن جَديـدِ الأَرضِ مَنسـوفُ
كانَت إِذا قامَ أَهلُ الدينِ فَاِبتَهَلوا
بــاتَت تُجاوِبُنــا فيهـا الأَسـاقيفُ
أَصـواتُ عُجـمٍ إِذا قـاموا بِقُربَتِهِـم
كَمـا تُصـَوِّتُ فـي الصـُبحِ الخَطـاطيفُ
فَــاليَومَ فيـهِ صـَلاةُ الحَـقِّ ظـاهِرَةٌ
وَصــادِقٌ مِــن كِتـابِ اللَـهِ مَعـروفُ
فيــهِ الزَبَرجَـدُ وَاليـاقوتُ مُؤتَلِـقٌ
وَالكِلـسُ وَالـذَهَبُ العِقيـانُ مَرصـوفُ
تَــرى تَهـاويلَهُ مِـن نَحـوِ قِبلَتِنـا
يَلــوحُ فيــهِ مِـن الأَلـوانِ تَفويـفُ
يَكـادُ يُعشـي بَصـيرَ القَـومِ زِبرِجُـهُ
حَتّــى كَــأَنَّ سـَوادَ العَيـن مَطـروفُ
وَفِضــَّةٌ تُعجِــبُ الرائيــنَ بِهجَتُهـا
كَريمُهـــا فَــوقَ أَعلاهُــنَّ مَعطــوفُ
وَقُبَّــةٌ لا تَكــادُ الطَيــرُ تَبلُغُهـا
أَعلــى مَحاريبهـا بِالسـاجِ مَسـقوفُ
لَهـا مَصـابيحُ فيهـا الزَيتُ مِن ذَهَبٍ
يُضـيءُ مِـن نورِهـا لُبنـانُ وَالسـِيفُ
فَكُـــلُّ إِقبـــالِهِ وَاللَــهُ زَيَّنَــهُ
مُبَطَّـــنٌ بِرُخــامِ الشــامِ مَحفــوفُ
فــي ســُرَّةِ الأَرضِ مَشــدودٌ جَـوانِبُهُ
وَقَــد أَحـاطَ بِـهِ الأَنهـارُ وَالريـفُ
فيــهِ المَثــاني وَآيــاتٌ مُفَصــَّلَةٌ
فيهِــنَّ مِــن رَبِّنــا وَعـدٌ وَتَخويـفُ
تَمَّــت قَصــيدَةُ حَــقٍّ غَيـرَ ذي كَـذِبٍ
فـي حَوكِهـا مِـن كَلامِ الشـِعرِ تَأليفُ
قَـــوَّمتُ مِنهـــا فَلا زَيــغٌ وَلا أَوَدٌ
كَمــا أَقــامَ قَنـا الخَطِّـيِّ تَثقيـفُ
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.