
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أأحِبّـتي الشـاكِينَ طُـولَ تَغَيّـبي
والـذّاهبينَ منَ الهوى في مَذْهبي
لا تحْسـَبوا أنّي جَعْلتُ على النّوى
لجنــابِكم بالاخْتيــار تَجُّنــبي
مــا جُبْـتُ آفـاقَ البلادِ مُطَوِفّـاً
إلا وأنتـم فـي الـوَرى مُتَطلبّـي
سـَعْيِي إليكم في الحقيقة والذي
تَجـدون عنكم فهْو سَعْيُ الدّهر بي
أنحُـوكمُ ويَـرُدُّ وَجهْـي القّهقَـرّى
دَهْـري فسـَيْري مثْـلُ سيْرِ الكَوكب
فالقَصـدُ نحـوَ المَشْرقِ الأقصى له
والسـَّيرُ رأيَ العَينِ نحوَ المَغْرب
تاللهِ ما صَدق الوشاةُ بما حَكَوا
إنّـي نسـِيتُ العهـدَ عنـد تَغرُّبي
هـانَ الفـراقُ علـيَّ بعدَ فِراقِكم
والصـَّعبُ يسـهُلُ عنـد حَمْلِ الأصعَب
يـا راكبـاً يُزْجي المطيّة غادياً
حــتى تُبلِّغَــهُ مُنــاخَ الأركَــب
هــل طالعـاتٌ بـالطُويْلعِ غُـدوةً
تلـك الشـّموس الغاربـاتُ بِغُـرَّب
مُتَنَقّبـــاتٌ بالســّواعدِ رِقْبــةً
مــن كُــلِّ سـافرةٍ ولـم تَتنقَّـب
بَيضـاءَ أُخـتِ فـوارسٍ تـأْوِي إلى
بيــتٍ بأشــطان الرمـاح مُطَنَّـب
كالظَّبيـةِ الأدمـاءِ يَرتَـعُ سرْبُها
فــي كــلِّ وادٍ بالأســنّةِ مُعشـِب
عَهْـدي بهـا وغريبُهـا لم تَنْتَزِحْ
دارٌ بــه وغُرابهــا لـم يَنْعَـب
فلقـد وقَفْـتُ اليـومَ مَوقفَ زائرٍ
للطَّـرْفِ منـه فـي الـديار مُقلِّب
لـكَ فـي مـدامِعيَ الغزيرةِ غُنْيةٌ
عــن مِنّــةٍ للــرائح المُتحلّـب
سـِيانِ ذو هَـدَبٍ إذا أروَى الثَّرى
يـا دارَهابـالقَطْرِ أو ذو هَيْـدَب
إمّــا تَريْنـي فـوق ذِروةِ عِرْمـسٍ
أطْـوي الفلا أو فـوق صَهوةِ سَلْهَب
وأخـو اللّيالي ما يزالُ مُراوِحاً
مـا بيـنَ أدَهـم خيْلهـا والأشهَب
كالخِضـْرِ فـي حَضـَرٍ وبَـدْوٍ موغِلاً
دهْـري أُمـزِّق سبْسـباً عـن سبْسـَب
فـالأرضُ لـي كُـرةٌ أُواصـِلُ ضَربَها
وصـَوالجي أيـدي المطايا اللُّعَّب
وفِنـاء مَولانـا المـدى وخِطارُنا
مـن بعدِ نَيلِ المجدِ نُجحُ المَطْلب
مَلــكٌ يظَــلُّ مُحجَّبــاً مـن عـزِّه
ونَـــداه مهمـــا رُمْتَغُرمُحَجَّــب
غُصــَّت بصـافنةِ الجيـادِ عِراصـُه
تـدْعو إليـه بنى الرَّجاء وتَطَّبي
رحبـت فلـو نطـق الجمادُ لسامعٍ
نطقَــتْ بأهــلٍ للوفـود ومَرحَـب
ليـس المَجـرّةُ أنجُمـاً في أفقها
لكــنّ ذيـلَ عُلاه عـالي المسـْحب
أحَســودَهُ ألقيـتَ شـِلوك ناشـباً
فـي نـابِ أرقـمَ أومخـالبِ أغلَب
ســَوّى الزمـانَ وأهلـه بثقـافهِ
واختـــصَّ كُلاباختصـــاصٍ معجِــب
فــالعجمُ فيـه مثـلُ خـطٍّ معجَـمٍ
والعــربُ فيـه مثـلُ خَـطٍ مُعْـرَب
صـدق الحنيَّـةَ خلـف رمـيٍ صـائبٍ
بجيوشــهِ مــن خلـفِ رأيٍ أصـوب
فيُــديرُ فــي أثنــائهنَ كلامـه
كــأسَ المنيـةِ للعـدُوِّ المُجلـب
كالسـيفِ مـا ينفـكُّ يهـزمُ حـدُّه
غِلَـظَ الرّقـابِ برِقـةٍ في المضرِب
مُلئت قلـوبُ عـداهُ منـه مخافـة
خلَعـت فـؤادَ الخـالعِ المتَـوَثِّب
مِــن معمــلٍ ليلاً لكيــدٍ كـامنٍ
أومُرســلٍ صــُبحاً لخيــلٍ شــُزَّب
ونَصــيحُ ســُلطانٍ يُهــذِّبُ مُلكـه
مــن كُــلِّ ماأهــدَىمَقالُ مـؤنِّب
ويَشـُبُ فـوق المُلـكِ نـارَ قريحةٍ
يأتيـك منهـا الـرأيُ غيرَ مصهَّب
فتَـراهُ طـولَ زمـانه فـي مَعْـرَكٍ
دونَ العُلا أبـداًوهم فـي المَلعَب
قُطـــبٌ لــدولته وكــلٌّ أنجــمٌ
والقُطــبُ ثَبـتٌ ليـس بـالمُتقلِّب
فــي كفِّــه قَلَــمٌ يَغُـضُّ مضـاؤُه
مــن كــلِّ مَطْـرورِ الغِرارِمُـذَرَّب
مـازال إمّـا كالحسـامِ المُنتضَى
يُـروِي الصَّدَى أو كالغمامِ الصَيِّب
العيـث يغلـطُ حيـنَ يَنسـخُ جُودَه
ولـذاك يَظْفَـرُ فـي البلادِ بمُجْدِب
واللّيـــثُ وَدَّتشــَبُّهاً بيَمينــه
لـو كـان مـن قَصـَبٍ أُمـدَّ لمِخْلَب
والنَّجـمُ يَحْكي بُعْدَ غَورِك إن هوَى
وإذا سـما يَحكـي عُلُـوًّ المَنصـب
فيَرونــه عــن غايتَيْـكَ مُقَصـِّراً
فــي سـَيرِه المُتَصـِّعدِ المُتَصـَوِّب
يـا صـاحِ سـيَفٌ أنـت راقَ صِقالُه
ولقــد بسـطتُ إليـك كـفَّ مجَـرِّب
بلِّــغ أبـا نصرٍنُصـِرت َوَقـلْ لـه
اِعتِـب فـإنّ الـدَّهر ليـس بمُعْتب
وانْـه الزّمانَ عنِ الاساءةِ جاهداً
هــل خـادمٌ لـذُراك غيـرُ مُـؤدَّب
اجمَعْ صِحابَك في الزمانِ تطُلْ بهم
فالرّمـحُ يُوجَـدُ نَظْمُـه مـن أكعُب
واطْلٌـبْ لتُـدرِك مـا تشاءُ مُظفَّراً
فلطالمـا أدركـتَ مـا لـم تطلُب
وَعلى الوليِّ خلعْتَ من سَلَبِ العِدا
فاخلعْ كذاك مَدى اللّيالي واسْلُب
كم عزمةٍ لك قد رميْتَ لها العِدا
بالخيـلِ تحمِـلُ كـلَّ شـَهْمٍ مِحْـرب
مـن كـلِّ طَـودٍ فـي العنان وَمَرُّهُ
كـالبَرقِ تحـت الفـارسِ المتُلبِّب
أعزيـزَ ديـنِ اللـه دعـوةَ آمِـلٍ
بـذُراك قـوْدَ مرامِـه المُستَصـعَب
جـاء الشتاءُ يريدُ هَدْمى فابْننى
عجلاًوإلاّ تبتَـــــدِرني يَكلَــــب
وغـداً تَشـيبُ من الجبالِ فروعُها
فتَطـولُ حَيـرةُ أشـيبٍ فـي أشـيب
وإذا بكَـى للعَجْـزِ أصـبحَ دَمْعُـه
فـي الهُـدبِ منهُ كلؤلؤٍ في مِثْقَب
جُـدبى علـى قَومي وُجدْ لي بالّذي
أَبغـي وفـي شَرفِ اصطناعي فارغب
فلقـد حجَجتُـك إذ عَلمتُـك كَعبـةً
كَيمـا تكـونَ مـنَ الثّوابِ مُقرِبي
وأَرى مَعـادي كالمعَـاد وغيَبـتي
ذنْــبٌ تَقــدَّم فــاغفرْ للمُـذْنِب
يــاآلَ حامــدٍ الكـرامَ بَقيتُـمُ
فلأنتُــمُ للمُلــكِ خَيْـرُ بَنـي أَب
عَمْـرِي لقـد أصفَيْتُكم منّي الهوى
وعَصــيتُ فيكـم قَـوْلَ كُـلَ مُثَـرِّب
وخَـدمتُكم ليـلَ الشـّبابِ بطُـولِه
حتّـى بـدا صـُبْحُ العِـذارِ الأشيَب
فلئن حَميْـتَ مـن الحوادثِ جانبي
ياعُـدَّتي لـم تَحْـمِ جـانبَ أجنَـب
لـي فـي عُلاكَ مَقـالُ كـلّ بديعـةٍ
يَرْويـــهِ كــلُّ مُشــَرِّقٍ ومُغَــرِّب
لَـذَّتْ بـأفواهِ السـُّراةِ عِـذابُها
فكأنّهــا مَصــْقولُ ثَغْــرٍ أشـنَب
مِـدَحٌ لفِكْـرٍ فـي المعـاني مُغْرِبٍ
صـِيغَتْ لمُلـكٍ فـي المعالي مُغرِب
مُتَنـــاولاتٌ مــن بعيــدٍ دِقّــةً
والأرضُ خيــرُ رياضــِها للمغـرب
قــد أتْعبـتْ لكنّهـا لمّـا أتَـتْ
وَفْـق المُنـى فكأنهـا لـم تُتْعِب
وقلائدٌ مِمّـــا نظَمْـــتُ أَوابــدٌ
مــن كــلِ قَـولٍ أَنتَقيـهِ مُهَـذَّب
إحــدى كرامـاتي بمَـدحِك أننـي
نَظّمْــتُ دُرا وهْــو غيــرُ مُثقَّـب
فأَجيــدُها وأكُـرُّ فـي أثنائهـا
مـن خَـوْفِ نَقْـدِك نَظْـرةَ المُتَهيِّب
وصـفاتُك العُلْيا هي الغُررُ التي
لوُضـوحها صـفةُ المُريـح المُنصب
بَهَـرت فـإن أطنَبْـتُ كنـتُ كُمُوجزٍ
عَجْــزاًوإن أوجـزتُ كنـتُ كمُطنِـب
والشـّعرُ سـِحرٌ لا يحـلُّ سوى الّذي
يَنْســاغُ منــه وصــفُهُ بـالطَّيِب
فـاذْهَبْ بسلْكِك فانِظمِ الدرَّ الذي
تَرضـاه أو فـاذْهَبْ بحَبْلك فاحْطِب
بَخِــلَ اللّئامُ فكـذّبوا مُـدّاحَهم
هـل في الجَهام يلوحُ غيرُ الخُلَّب
أعـدى زمانَـكَ حُسْنُ ذِكرِك فابتنَى
مَجـداً لـدَهرٍ قـد سـما بكَ مُنْجِب
نُهـدي إليـه وأنـت فيه ثناءنا
كالغمِـدِ حُلِّـي للحسـامِ المِقْضـَب
فاسـْلَمْ لنـا مـاأطْرَبتْ مَسـجوعةً
فـي مِنَـبرِ الأغصـانِ خُطبـةُ أخطَب
واسـْعَدْ بشـَهْرِ الصومِ أولى وافد
منـك الغـداةَ وقـد أتـى بتَقَرُّب
وأْذَنْ لـه مـا كَـرَّ حَـوْ لٌ راجِـعٌ
يَرْجـعْ غليـك مـع السَّعود ويَذْهَب
فــي ظــلِ مُلْـكٍ لا يُصـَغِّرِ قَـدْرَه
إلاّرجـــاءُ مَزيـــدِه المُــترقّب
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.