
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمَــولايَ الأجــلُّ نِـداءَ عَبْـدٍ
بصـَفْحِكَ مـن عتابِـك مُسـتَجيرِ
أجِرْنـي مـن زمانٍ قد سَخا لي
بُقربِـك ثـمّ نافسَ في الحُضور
إلـى يُمنـاكَ أشـكو فَيْضَ سُحْبٍ
كما تَشكو الجنودُ إلى الأمير
عَـدانِي القَطْـرُ عن غَيْثٍ بغَيْثٍ
وعَــوّقَني مَطيــرٌ عـنَ مَطيـر
وأظمـأني إليـك وهـل سَمعْتُمْ
بغَيْــثٍ مُلِهـبٍ غُلَـلَ الصـُّدور
علــى أنّـي لواحـدةٍ أتاهـا
غَفْـرتُ جـرائمَ المُزْنَ الدَّرور
فمُـذ طَرق البشيرُ بما أعَدُّوا
مـنَ التّشَريفِ للمولَى الوزير
يُــديمُ نِثـارَه ويقـولُ هـذا
أقَــلُّ قضــاءِ حَــقٍ للبَشـير
وبـالورِقِ النـثيرِ يُغَـصُّ جَوّاً
غـداً سـيُغَصُّ بالـذَّهَب النّثير
فيَحكِـي مـا سيَحكيهِ ازْدِحاماً
إذا أخذَ المواكبُ في المَسير
فيـا عَضُدَ المكارمِ والمعالي
ويـا سـنَدَ السّرايا والسّرير
يـذوبُ الحاسدون جوًى إذا ما
طلعـتَ بغُـرّةِ البـدر المُنير
فتَشـتعلُ القلـوبُ لهـم بنارٍ
وتكتحـلُ العيـون لهـم بِنُور
ولـو يَـدرون من عُلْياك ماذا
يُسـِرُّ لهـم زمانُك في الضَّمير
إذَنْ يـا صـاحِ لاعْتَمدَ الأعادي
علــى حَـدِّ الأسـنّةِ بـالنُّحور
ومـا نظَـرتْ لِنُوشـروانَ يوماً
مـن الزَّمَنِ العيونُ إلى نَظير
فقُـلْ لِحَسودِه في المُلْكِ صَبْراً
وبعـضُ الصـَبرْ أقْتَـلُ للصَبور
تُبـاريهِ وهـل فـي عَيْـنِ شمس
بَقــاءٌ للشــَّرارِ المُسـتَطير
لـه خُلِـقَ المُسـانِدُ غيـرَ شَكٍّ
فقد رجَع المُعارُ إلى المُعير
قضـَى الأحـزانُ عُقْبتَهـا وهذا
أوانُ السـُّكْرِ من نُخَبِ السُّرور
كـذلك مـا انقضـَى ليلٌ طويلٌ
فأعقَبنــا سـوى يـومٍ قَصـير
أبـا شـَرفاً لدينِ اللّهِ أضحَى
لـه رِدْأً علـى صـَرْفِ الـدُّهور
عِراصــُك جَنّـةٌ وبهـا نُزولـي
ففيـمَ أنـا مُقاسي الزَّمْهَرير
وأضـيافُ الشـتاء بحيـثُ رَفْعٌ
لنيـــران ونَصــْبٌ للقُــدور
وغيـرُ قِـرايَ كـأسٌ مـن عُقارٍ
ولكـنْ أيـن كـوسٌ مـن عَقيـر
فـدُمْ يـا أكملَ الوزراء طُرّاً
سـِدادا فـي الأوامـرِ والأمور
لِيبقَـى مُلكُهـم فَلَكـاً مُداراً
ورأْيُـك فيـه كالقُطْب المُدير
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.