
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَرْدُ الخُـدودِ ودُونَـهُ شـَوْكُ القَنا
فَمــنِ المُحَـدِّثُ نَفْسـَهُ أن يُجْتَنَـى
لا تَمــدُدِ الأيـدي إليـه فطالمـا
شـَنُّوا الحُـروبَ لأنْ مدَدْنا الأعيُنا
وَرْدٌ تخَيَّــر مــن مَخافــةِ نَهْبِـه
بـاللّحظِ فـي وَرَقِ البَراقعِ مَكْمَنا
يُلْقـي الكِمامَ معَ الظّلامِ إذا دَجا
ويَعـودُ فيـه مع الصَّباح إذا دنا
ولطالَمــا وُجــدَ الخِلافُ وإلْفــهُ
دِينــاً لعَمْـرُك للحسـانِ ودَيـدَنا
قُــلْ للَّـتي ظلَمـتْ وكـانتْ فتنـةً
لـو أنهـا عَـدلتْ لكـانتْ أفْتَنـا
لمّـا سـألتُ الثّغـرَ منهـا لُؤلؤاً
قـالتْ أمـا يَكْفيـكَ جَفْنُـكَ مَعْدِنا
أيُــرادُ صــَوْنُكِ بـالتَّبرقُعِ ضـَلّةً
وأرى السـُّفورَ لمثْـلِ حُسنِك أصْوَنا
كالشــّمسِ يَمْتنـعُ اجْتلاؤك وَجْهَهـا
فـإنِ اكتسـَتْ برَقيـقِ غَيْـمٍ أمْكَنا
غـدَتِ البخيلـةُ في حمىً من بُخْلها
فسـلُوا حُمـاةَ الحـيِّ عـمَّ تَصـُدُّنا
وأَبـتْ طُـروقَ خيالِهـا فـإلى متى
جَـرُّ الرّمـاحِ مـن الفوارسِ نَحْوَنا
هــل عنْـدَ حَـيِّ العامريّـةِ قُـدرةٌ
أنْ يَفْعلـوا فـوقَ الَّذي فعلَتْ بنا
مـا هُـمْ بـأعظمَ فَتكة لو بارزوا
مـن طَرْفِ ذاتِ الخالِ إذ برْزتْ لنا
إن كـان قَتْلـي قَصـْدَهمْ فلْيَرفَعوا
كِلـلَ الظّعـائنِ ولْيُخلُّـوا بَيْننـا
مـاذا كفَونـا مـن لقـاءِ فَـواتنٍ
لــولا مُراقَبـةُ العيـونِ أتَيْننـا
يـا صـاحِ مِلْ بالعيسِ شَطْرَ ديارِهم
فطلُولُهـا أضـحَتْ تُشـاطرُنا الضَّنى
عُـجْ بـالمَطيِّ علـى المنازل عَوْجةً
فلعلَّهــا تُشــفي جــوىً ولعلَّنـا
ســاعِدْ أخــاك إذا دعـاكَ لخُطّـةٍ
وإذا أردتَ مُسـاعِداً لـكَ فادْعُنـا
فالجـاهلانِ اثْنـانِ من بَيْنِ الورَى
فـافْطُنْ أُخَـيَّ وإنْ همـا لم يَفْطُنا
مَـن قـالَ ما بالنّاسِ عنّي من غنىً
مـن جَهْلـهِ أو قـال بي عنهم غِنى
كـم رُعْـتُ حيَّـكِ ثـائراً أو زائراً
لمّـا عَنـاني مـن غرامـي ما عنى
عيــشٌ كمـا شـاء الصـِّبا قضـّيْتُه
أصـبو وأُصـبي كُـلَّ أَحْـورَ أَعْيَنـا
إنّـي لأذكـرُ فـي اللّيـالي ليلـةً
والإلْــفُ فيهــا زارنـي مُتوسـِّنا
بعـثَ الخيـالَ وجـاءني فـي إثْره
أَرأيـتَ ضـَيْفاً قـطُّ يتْبـعُ ضـَيْفَنا
الطَّيـفُ يرحَـلُ وهْـو ينْـزِلُ مُقلـةً
فيهـا التـوهُّمُ قـد أُحيـلَ تيقُّنا
فــاليومَ أَرضــَى زُورَ زَوْرٍ طـارق
يَسـْري لخَطْـبِ نـوَى الخليطِ مُهوَّنا
أَفــدي خُطـاه إذا سـَرَى بمكـانه
منّــي ليُمســيَ للزّيـارةِ مُـدْمِنا
مــا إنْ جفَـوْتُ الطَّيـفَ إلاّ ليلـةً
والحـيُّ قد نزلوا بأعلَى المُنْحنى
لمّــا ألــمَّ وقـد شـَغَلْتُ بمدحـةٍ
لعزيـزِ ديـنِ اللـهِ فكْـريَ مُوْهِنا
فـي ليلـةٍ حسـدَتْ مصـابيحُ الدُّجَى
كَلِمـي وقـد كـانتْ بها هيَ أَزْينا
قَلمـي بهـا حتّـى الصّباحِ وشَمْعتي
بِتْنــا ثلاثتُنــا ومَـدْحُك شـُغْلُنا
حتّـــى هَزَمْنـــا للظّلامِ جُنــودَهُ
لمّــا تَشــاهَرْنا عليـه الألْسـُنا
أَفْناهمــا قَطّـي وأَفنَيْـتُ الـدُّجَى
ســَهَراً فأَصـبَحْنا وأَسـْعدُهم أَنـا
وإلـى العزيـزِ أَمَلْتُ نِضْوي زائراً
لكنّنــي اسْتَبْضــَعْتُ دُرّاً مُثْمَنــا
فغَـدا يُنيـلُ الرِّفـدَ مُـوفيَ كيْلِه
مـن قبـلِ شـَكْوانا لِمـا قد مَسَّنا
مَلِـكٌ أَغـرُّ إذا انْتَدى يومَ النَّدى
أَلْفيتَــهُ فــرداً مــواهبُه ثُنـا
خَضـِلُ الأناملِ بالحِباء إذا احتَبى
كـالطّودِ يَحتضـِنُ الغَمامَ المُدجِنا
أَمِنَـــتْ إســاءتَه عِــداهُ لأنّــهُ
مُـذْ كـان لم يُحسِنْ سوى أنْ يُحسِنا
لمّـا رأى السـُّلطانُ خـالصَ نُصـحِهِ
أَضــحى بغُــرّةِ وجهــهِ مُتَيمّنــا
فغــدا وفـي يُمنـاهُ آيـةُ مُلكـهِ
يُفْنـي المُسـِرَّ عِنـادَه والمُعْلِنـا
فمـتى تَفرْعـنَ فـي الممالكِ مارِقٌ
أَوْمَــى إلـى قلـمٍ لـه فتَثَعْبنـا
وجلا اليـدَ البيضـاءَ فـي كَلماته
فتَلقَّــف المُتمــرِّدَ المُتفَرْعنــا
يـا مَـن إذا أَرخَـى عِنـانَ جَوادِه
أَضـحى وثـانيه النَّجـاحُ إذا ثَنى
ويعـودُ بـالجُرْدِ السـَّلاهبِ مُسـْهلاً
فــي أَيِّ أَرضٍ سـارَ فيهـا مُحْزِنـا
لمّـا أَعَـرتَ السـّمعَ نَبْـأةَ صـارخٍ
نفَـتِ الكـرَى عـن ناظرَيْـكَ تَحنُّنا
أَتْبعــتَ حَجَّتَــك الحميـدةَ غَـزْوةً
فقضـَيْتَ أَيضـاً فَرْضـَها المُتَعيِّنـا
وجَـررْتَ أَذيـالَ الكتـائبِ مُـوغِلاً
في الأرضِ خلْفَ بني الخَبائثِ مُثْخِنا
حتّـى غـدَتْ تلـك المَجاهـلُ منهـمُ
وكأنمـا هُـنّ المَنـاحِرُ مِـن مِنـى
سـَقتِ الصـّوارمُ أَرضَهمْ من بعدِ ما
قلّبْـنَ أَظهُرَهـا السـَّنابِكُ أَبْطُنـا
وأَرْيتَهــمْ إعجــازَ يـومِ حَفيظـةٍ
لـم يُبـقِ صـِدْقُ الضَّرْبِ فيه مَطْعَنا
زرَعَ الطِّعـانَ فسـَنْبلَتْ فـي سـاعةٍ
مـن هـامِهمْ وشـُعورِهمْ سُمُرُ القَنا
فغـدا هُنـاكَ ببـأْسِ أَحمـدَ مُؤمِناً
مَـن لـم يُعَـدَّ بـدينِ أَحمدَ مُؤمِنا
هـل عُصـبةُ الإشـراكِ تَعلَـمُ أَنّهـا
مـا صـادَفَتْ مـن حَـدِّ سيفِكَ مأْمَنا
لكنّمــا رجَـع الجيـوشُ وغُـودِروا
إذ كــان خَطْبُهـمُ عليكـمْ أَهْوَنـا
مثْــلَ القنيـصِ ازْورَّ عنـه فـارسٌ
والسـَّهمُ فيـه جنَـى عليه ما جنَى
يَرجـو البقـاءَ ومـا بقـاءُ مُصَرَّعٍ
تَخِـذَ السـِّنانُ القلْـبَ منه مَسْكَنا
إن تَرجِعــوا عنهـمْ فلا يَـترقَّبوا
إلاّ الفَنـاءَ مُبـاكِراً لهـمُ الفِنا
والسـُّحبُ بعـدَ عُبورِهنَّ يَرى الوَرى
فـي إثْرِهـا أثَـرَ السـُّيولِ مُبيَّنا
فَلْيَهنـــأ الإســـلامَ أَنَّ عِمــادَه
مُـذْ جَـدَّ في طَلَقِ المكارمِ ما ونَى
صـَلِيَتْ شـُواظَ الحربِ أَعداءُ الهُدَى
مُـذْ سـار في فَلَكِ المعالي مُمْعِنا
وكـأنّه الشـَّمسُ المنيـرةُ طـالعَتْ
خِطـطَ البلادِ من القَصيّ إلى الدُّنا
فأبــاتَ أرضــاً نُورُهـا مَسـكونةً
وأبــتْ لأُخـرى نارُهـا أن تَسـكُنا
للــهِ مَقْــدَمُ ماجــدٍ أضـحَى بـه
عنّــا لنازلـةِ النَّـوائبِ مَظْعَنـا
عَـوْدٌ إلينـا عـادَ أحمـدُ كاسـْمِه
فغــدا بإقبــالٍ يُضـاعَفُ مُؤْذِنـا
كــانتْ شــَرارةَ فتْنــةٍ مَشـْبوبةٍ
فلقــد تَرامَـتْ أشـْمُلاً أوْ أيمُنـا
قُــلْ للَّــذين تَشـعَّبوا شـُعَباً لأنْ
ظَنّــوا خِلافَكُــم مَرامــاً هَيِّنــا
مـا إنْ يُنـازِعُ ضـَيْغَماً فـي غِيلِه
إلاّ امْــرؤٌ مــلَّ الحيـاةَ وحُيِّنـا
ومَـنِ ابتنَـى وسـْطَ العرينِ قبابَهُ
فـأحسَّ ريـحَ اللَّيثِ قَوَّض ما ابْتَنى
فـي كـلِّ غـابٍ غـابَ عنـه سـَليلُه
مَرْعـىً ولكـنْ لا قَـرارَ إذا انْثَنى
ســيُريحُ عــازِبَ كُـلّ أمـرٍ سـائسٌ
يُرضـي الرَّعيّـةَ عـادلاً أو مُحْسـنا
يـا مَـوئلاً يُـولي الأنـامَ صنائعاً
أمسـَتْ مـنَ الشُّهُبِ الطَّوالعِ أبْيَنا
مــا إنْ دعــاكَ لِصـيتِه ولمُلْكِـهِ
إلاّ أجَبْـــتَ مُحســـِّناً ومُحصـــِّنا
كُـلٌّ إذا اسـتَرعَوْهُ يَسـْمَنُ مُهـزِلاً
فـي ذا الزَّمانِ وأنت تَهزِلُ مُسْمِنا
دَسـْتُ الـوِزارةِ لـم يَـزَلْ مَنْ حَلَّهُ
ولَئنْ تَجلّـى ملـءُ عَيْنَـيْ مَـنْ رَنا
كالبـدرِ فـي ليـلٍ ورأيُـكَ شمسـُه
والبـدرُ مُقْتَبـسٌ من الشَّمسِ السَّنا
ســِيّانِ عنــدكَ كـان رَبْعـاً آهِلاً
للحــيِّ أو رَســْماً عفـا وتَـدمَّنا
مـا إنْ خـذَلْتَ علـى اختلاف شعارِه
مُتعلِّيــاً نــاداك أو مُتعَثْمِنــا
واليـومَ أجـدَرُ حيـنَ أصـبحَ عُطْلُه
مُتزيِّنــاً لمّــا غــدا مُتَزيَّنــا
لا زلـتَ ثَبْتـاً فـي المواقفِ كُلّما
لَعِــبَ الزّمــانُ بـأهلِه وتَلوَّنـا
أمـا الرجـاء فلـم يـزل متغربا
حــتى إذا وافـى ذُراك اسـتوطنا
ألقَـى إلـى ابْنِ أبيه منكَ رِحالَه
فلِـذاكَ أنـتَ بـهِ شـديدُ المُعْتنَى
أَنـتَ الرَّجـاءُ لكلِّ مَن يطأُ الثَّرى
فإليـكَ كـان أَشار حينَ به اكْتنَى
لـك فـي العُلا هِمَمّ تَزيدُ على مَدَى
زَمَــنٍ فعشــْتَ لنَشــْرِهنَّ الأزْمُنـا
وكأنّهــا والــدّهرَ نَهْــجٌ ضــَيِّقٌ
أَصـبحتَ تَسـلُكُ فيـه جَيْشـاً أَرْعَنا
وكتـابُ عصـرِكَ مُـذْ أَتَـى أَبنـاءه
واللـــهُ ضـــَمَّنه عُلاكَ وعَنْوَنــا
قـرأوا إلى ذا اليومِ عُنْواناً له
وقلوبُنـــا تَتَطلَّــعُ المُتضــمَّنا
يـا ماجـداً عَبِـقَ الزّمـانُ بذِكرهِ
والـذِّكرُ فـي الأيّامِ نعْم المُقْتَنى
يَـزْدادُ عنـدَك حُسـْنُ مـا نُثْنِي به
كمَزيـدِ مـا تـوُليهِ حُسـْناً عِنْدَنا
وأَعُــدُّ مـدْحَ ملـوكِ عَصـْريَ هُجْنـةً
وأَعُـدُّ تَـرْكَ مديـح مثْلِـك أَهْجَنـا
فبلَغْـتَ قاصـيةَ المَـدى وملكْتَ نا
صـيةَ العُلا وحَـويْتَ عاصـِيةَ المُنى
وبَقِيـتَ مـن غيـرِ انْقطـاع ماضياً
وبلا تَغَيُّــــرِ آخِـــرٍ مُتمكِّنـــا
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.