
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَتَرْنَ المحاســنَ إلاّ العُيونـا
كمـا يَشـْهَدُ المَعْـرَكَ الدّارِعونا
ســــَللْنَ ســـيوفاً ولاقَيْنَنـــا
فلا تَسـألِ اليـومَ مـاذا لَقينـا
كَســرْنَ الجُفــونَ ولـولا الرِّضـا
بحُكْـمِ الغـرامِ كَسـرْنا الجُفونا
وحَســْبُ الشــَّهيدِ ســُروراً بـأَنْ
يُعـايِنَ حُـوراً مـع القَتْـل عِينا
أفــي كُــلِّ يَــومٍ هــوىً مُعْـرِضٌ
يَشـُبُّ لنـا الحسـْنُ حربـاً زَبونا
أعَيْنــيَّ بَعْــدَ زِيــالِ الخليـطِ
أعِينـا علـى مـا أُلاقـى أَعِينـا
وكنّــا تركْنــا غــداةَ الـوَدا
ع كُــلَّ فــؤادٍ بــدَيْنٍ رَهينــا
فلمّـــا أُتيـــحَ لنــا مَوعِــدٌ
يُعلِّلنَــا ذِكْــرُه مــا بَقِينــا
قَضــينا دُيــونَ الهــوَى كُلَّهـا
سـوى أنّنـا مـا فَككْنا الرُّهونا
فَرُحْنــا وقــد كَمِـدَ الحاسـدون
لمــا يَعْلَمــونَ ومـا يَجْهلونـا
ولا عَيْــبَ فينــا ســوى أنّنــا
عَففْنـا وظَـنَّ الغَيـورُ الظُّنونـا
عُهـــودٌ تَقضـــَّتْ ومــا خلّفَــتْ
سـوى أنْ نَـذُمَّ الزَّمـانَ الخَؤونا
وكــم قـد جَـرَرتُ ذيـولَ الصـِّبا
وجُــنَّ العــواذلُ منّــي جُنونـا
وحُبْلَـى مـن الزَّنْـج قـد أضـمَرَتْ
من الرُّومِ في البَطْنِ منها جَنينا
قَطعـــتُ دُجاهــا ببَــدرٍ يَعُــدُّ
مـن البَـدْرِ قَدْرَ اللّيالي سِنينا
ولا عَيْـــبَ فيـــه ســوى أنّــه
إذا النّـاسُ مَدُّوا إليه العُيونا
يَظُــــنُّ خيــــالاتِ أهـــدابِها
عِــذاراً علـى خَـدّه النّاظرونـا
تُميــتُ وتُحْيـي الفتَـى نَظْرتَـاهُ
كنفْختَــيِ الصــُّورِ للعاشــِقينا
يَكُــمُّ أقــاحِيَهُ فــي الشــَّقيقِ
فَيفتُقُــه الــدَّلُّ حتّــى يَبينـا
وقبــلَ ثنايــاهُ والثّغْــرِ مِـنْ
هُ لـم نَرَ مَنْ خَطَّ في الميمِ سِينا
لقَلْــبي بَلابــلُ تـأْوي القُـدودَ
حَكتْهــا بلابـلُ تـأْوي الغُصـونا
غُصـــونٌ قَــدِ اتَّخــذَتْ فَــوْقَهُنْ
نَ منّـا طُيـورُ القلـوبِ الوُكونا
وحاجَـــةُ نَفْــسٍ رَحلْنــا لهــا
مَطايـــا نُدارِســُهُنَّ الحَنينــا
ألِفْنــا لهــا قَلِقــاتِ البُـرَى
وعِفْنــا لهـا شـَرِقاتِ البُرينـا
وكــلُّ أنــاةٍ تُجيــلُ الوِشــاحَ
لكـــلّ وآةٍ تُجيـــلُ الوَضــينا
هَجْــرتُ الملاحَ وجُــزْتُ المِــراحَ
ومــاذا أُرجّـي مـنَ الغادرينـا
ومـا ملـك الـدّهرُ قَـطُّ الوفـاءَ
فمِــن أيــن يُــورِثُه للبنينـا
وقـد كُنـتُ قِـدْماً مُعنَّـى الفؤادِ
أُوالــي جَـواداً وأهْـوَى ضـَنينا
فلمّـــا خلَصـــتُ نجِـــيَّ العُلا
وأقصــرَ عـن عـذْليَ العاذِلونـا
حلَفــتُ علــى مَســْحةٍ للســّحاب
فعــزَّتْ فقــال لـيَ القائلونـا
إذا مــا لثَمْـتَ يَميـنَ الـوزيرِ
ســمَوْتَ فـأبرَرْتَ تلـكَ اليَمينـا
إلــى شـَرَفِ الـدّينِ تِـرْبِ العُلا
أثَـرْتُ مـنَ العيـسِ حَرْفـاً أمونا
ولـــو بِعــتُ ســاعةَ لُقيــانه
بــدهْرٍ ســواهُ لكُنْـتُ الغَبينـا
كريــمٌ مــدائحُنا الغُــرُّ فيـه
ولكــنْ صــنائعُه الغُــرُّ فينـا
تَــــرَى للعُفـــاةِ بـــأبوابه
مَطيّـــاً مُناخــاً وخَيلاً صــُفونا
مَعيـنُ النَّـدى مـا تَـرى من فتىً
يُعِـــدُّ رِشــاءً عليــه مُعينــا
وشـــمسٌ غـــدا بُرْجَــهُ نَفْســُه
تَــرَى بُــردَه أُفْقَـهُ والعرينـا
تَغيــــمُ إذا شـــاء أقلامُـــه
بجَــــوْنٍ فَتُمْطُـــرُ للآمِلينـــا
فَيعتقــدُ البحـرُ أنْ قـد حكـاهُ
إذا بَعـثَ السـُّحْبَ للخَلْـقِ جُونـا
غـدَتْ مُـذْ غـدا وهْـو صَدر العُلا
صـــُدورٌ بــهِ لقلــوبٍ ســُجونا
وآلَــى بــه النَّصــرُ لا خــانَه
فلـم يَخْـشَ فـي موقـفٍ أنْ يَخونا
ولــم يَعتمــدْ بــأبيهِ اليَمـي
نَ إلاّ ليُومِنَنــــا أنْ يَمينـــا
إذا ســَدَّد الرُّمـحَ يـومَ الـوغَى
وقـد صـقَلَ البِشـْرُ منه الجَبينا
فكُــلٌّ علــى خَــدِّه فـي الثّـرى
يَخِــرُّ لــه طائعــاً أو طَعينـا
أأعـــداءه حـــاذِروا حِلْمَـــه
فقـد تَخِـذَ المَـوتَ فيـه كَمينـا
ولا تـــأْمنوا لِيـــنَ أخلاقِـــه
فشــدّةُ بـأْسِ القنـا أنْ تَلينـا
هــو الطَّـودُ حِلْمـاً ولكـنْ تَـرى
لنــارِ الحفيظــةِ فيـه كُمونـا
كــذا الفَلــكُ المُعْتلــي كُلُّـه
حَــراكٌ وتَحســَبُ فيــه ســُكونا
ألا يــا كلــوءَ اللّيـالي لِمـا
أُذيـلَ مـن المُلْـكِ حتّـى تَصـونا
بــكَ الأنجـمُ الزُّهْـرُ فـي أنَّهُـنَّ
يَبعْـنَ الكَـرى بـالعُلا يَقْتَـدينا
ومـــن شــَرَفِ اســْمك أنّ الهلالَ
تَقــوَّسَ حتّــى حكَـى منـه نونـا
إذا طـالبَ الـرَأْيَ منـكَ الزَّمـا
نَ بالشـّيء كان القَضاءُ الضّمينا
إذا مـا الملوكُ اتّقَوا بالدُّروعِ
مـن الخوفِ أو بالحصونِ المَنونا
فلـم تَـرْضَ غيـرَ السُّيوفِ الدُّروعَ
ولـم تَـرْضَ غيرَ الجيادِ الحُصونا
ليَهْنِـــكَ أنّ مُغيـــثَ الأنـــامِ
غـدا لـك بـالوُدِّ غَيْثـاً هَتونـا
وقبــلَ المُغيـثِ أبـوه الغِيـاثُ
تَبـوّأْتَ منـه المكـانَ المَكينـا
فَــورِّثهُ منــك أُخْــرى الزّمــا
نِ نُصـحاً مُبينـاً ورأْيَـاً مَتينـا
وأوّلُ آثـــــارِكَ البـــــاهرا
تِ واحــدةٌ تُرغِــمُ الكاشــِحينا
مَنــالُ الخلافــةِ والمُلْـكِ منـك
إعـــادةُ ظَــنٍّ صــفاءً بقينــا
وبــالأمسِ أقْرَحْـتَ شـأنَ الحسـودِ
بأنّــك أصــلحْتَ تلـك الشـُّؤونا
علــى حيـنَ أعضـلَ داءُ العـراق
وكـان الَّـذي لـم تَخَفْ أنْ يكونا
أتَوْهــا فسـالَتْ ميـاهُ الحديـدِ
إلــى أنْ أشـَرْتَ فعـادتْ أُجونـا
وقـد كـان خطْبـاً أشـابَ القُرونَ
ولــولاك كــان أبـادَ القُرونـا
وبيــن الإمــام ومَـوْلَى الأنـامِ
أَنْ فَتَــن المُلْــكَ قـومٌ فُتونـا
فمِــنْ قبــلُ بيــنَ نَبِيِّـيْ هُـدىً
جنَــى السـّامرِيُّ خصـاماً مُبِينـا
وكــلٌّ لــه العُـذْرُ فيمـا أتَـى
كـــذلكَ يَعتقـــدُ المُؤْمنونــا
حــروبٌ جَلــتْ صــَدأَ الـدَّولتَيْنِ
كــأنّ الصــّوارمَ كـانتْ قُيونـا
ومــا كـان ثَـمَّ شـجارُ القلـوبِ
وإن كـان فيـه شـِجارُ القُنينـا
ولكــنْ تمَخّــضُ تلــك الهَنــاتُ
ليَنْتِجْـنَ يَومـاً علـى المارِقينا
فمَــنْ مُبِلـغٌ لـي مليـكَ الـوَرى
مَقـــالاً يُقرَّطُـــه الســّامِعونا
أســـــلطانَنا أيَّ ذي رأفــــةٍ
تَخيَّـــركَ اللـــهُ للمســلِمينا
خُلِقْـــتَ عقيــداً لتــاجِ العَلا
ءِ ظَهْـــرِ آدمَ إذ كــان طينــا
كـــأنّ ملائكـــةَ اللــهِ فيــه
رأوكَ فخَـــرُّوا لــه ســاجِدينا
وقــالوا يَمينــاً لهـذا الَّـذي
تُعِــدُّ الخلافــةُ منــه يَمينــا
نظَرْنـــا علــى أنّــه طالمــا
عَهِــدْنا الســّلاطينَ مُسـتَوْزِرينا
ومثْـــلُ اخْتيــارِكَ للصــّلبِ ال
مُؤيّــدِ مــا عَهِــدَ العاهِـدونا
مَلِــــيَّ بإعْمــــالِه فِكْرتَـــيْ
ن يُرضـيكَ مـا شـئْتَ دُنيا ودِينا
جَمعْــتَ المَعــانيَ فــي لَفْظــةٍ
وقـد رُمْـتَ عـن قَـدْرِه أن تَبينا
فـــأقْرأْتَهُ آيـــةَ الإصـــْطِفاء
وقُلــتَ غــدوْتَ مكينــاً أمينـا
فشــــَّبْهتَه بـــالنّبْيِّ الّـــذي
تَــوزَّرَ فـي مصـْرَ للمَلْـكِ حِينـا
ومَعْنـاهُ فـارْعَ لنـا مـا رَعـاهُ
وكــنْ مثْلَــه بامْتثـالٍ قَمينـا
وكـانَ هُـوَ الطّـالبَ الشـُّغْلَ منه
فحســْبُك أنّــا لـكَ الطّالِبونـا
وهــل أنــتَ أيضـاً سـوى صـاحب
نَعُــدُّكَ للمُلْــكِ حصــْناً حَصـينا
أخـــو مَنْظَـــرٍ وأخــو مَخْبَــرٍ
يُســهْلُ يُمْنُــكَ عنّــا الحُزونـا
فوَجْهُــكَ يُعطــي البِلادِ السـّناءَ
ورأيُـك يَكفـي العِبـادَ السِّنينا
ألا فابْقَيــا مـا حـدَتْ بـالمطيّ
حُــداةٌ وحَجّـوا صـَفاً أو حَجونـا
فنِعْـمَ الـوزيرُ اتّخـذْتَ الـوزيرَ
ونِعْـمَ القريـنُ ارتضَيْتَ القَرينا
عليــمٌ بأخبــارِ كُــلِّ القُـرونِ
وأخْبـــارُه نُــزَهُ الدّارِســينا
كـأنّ الفَـتى عـاش عُمْـرَ الزَّمانِ
وعاشـــرَ أهليــهِ مُســْتَجْمعينا
إذا مــا دَرى قَصــَصَ الـذّاهبِينَ
وجــادَ لِيُـذْكَرَ فـي الغابِرينـا
فصـــوَّرَ هـــذا لــه الأَوّلِيــنَ
وَصــــــَوَّرَهُ ذاك للآخِرينـــــا
فمَــنْ يــكُ عِلْــمٌ وجــودٌ لــه
فقـد عـاشَ عُمْـرَ الوَرى أجْمَعِينا
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.