
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـرومُ رِضـاهُمْ ثـمَّ تأْتي المَناهِيا
أحــبٌّ وعِصــيانٌ لقـد ظَلْـتَ لاهيـا
تَكنَّيــتَ عبـداً ثـمَّ أكنَنْـتَ إمـرةً
أعبــدٌ وأمـرٌ مـا أخالـك صـاحيا
جمعـتَ عيـوبَ الـرَّدّ كِـبراً وكَـبرةً
ومـاذا يُسـاوي مَن تحلّى المساوِيا
أمـا أبصـرتْ عينـاكَ للحـقِّ مُرشداً
أمَــا سـمعتْ أذْنـاكَ للـهِ داعِيـا
أبعـــدَ مشــيبٍ تَســْتَجدُّ شــَبيبةً
وبعـدَ هُـدىً تبغـي عَمىً أو تعامِيا
لقد صاحَ داعي الرُّشْدِ لوْ أنَّ سَامعاً
ولاحَ صــَباحُ الحـقِّ لـو أنَّ رائيـا
وأشـرق سـِرُّ الجُـودِ لو أنَّ ذا حِجىً
يُشــاهدُ نُـوراً أو يُجيـبُ مُنادِيـا
تسـامَتْ لـكَ الأكـوان تُجْلَى عَرائِساً
فلـو كنتَ ذا عَيْنين كنتَ المُناجيا
ونـادتْ ألا كُفـءٌ يُكـافي ومـا أرى
لهـا مِنْـكَ كُفـؤاً إنْ خَطبتَ مُكافيا
و إلّا فمــا بـالُ البَهـارِ مُحـدِّقاً
وقــد كَحَلَــتْ منـهُ الظِّلالُ مَآقيـا
ومـا بـالُ صـُدغِ الآسِ أخضـرَ ناصِعاً
ومـا بـالُ خَـدِّ الوردِ أحمرَ قانِيا
ومـا لِثغـورِ الزَّهـرِ تُلفَى بَواسماً
إذا مـا عُيـونُ القَطْرِ ظَلْنَ بَواكِيا
ولِـمْ طـرَّزَ الـبرقُ الغَمـامَ وَوَشَّحتْ
سـواجِمُه البَطْحـاءَ بيضـاً مَواضـِيا
ومــا للآلـي الشـُّهبِ رُصـِّعَ نَظمُهـا
فأمسـَتْ صـدورُ الأُفـقِ عَنها حَواليا
ومــا لبطـاحِ الأرضِ أُبـدعَ رَقْمُهـا
فراقَــتْ أسـاريراً ورقَّـتْ حَواشـِيا
ومـا لِحَمـامِ الأيْـكِ تَشـدو تَرنُّمـاً
ومـا لِقُـدودِ القُضـْب تَهفو تَعاطِيا
ولِـمْ قَبَـضَ النَّيْلَـوْفَرُ الكفَّ خائِفاً
ولِـمْ بَسـَطَ السُّوْسـانُ يُمناهُ راجِيا
أتحســَبُ هـاتي كُلَّهـا خُلِقـت سـُدىً
لغيــر اعتبــارٍ لا وَرَبِّـكَ ماهِيـا
وأنَّ قُصـــاراها لِلَهْـــوٍ ولـــذَّةٍ
لقـد أخطأ التَّقديرُ مِنْكَ المَرامِيا
فَمـا خُطبـاءُ العُـرْبِ أفصـحُ واعِظاً
مِنَ الطَّيرِ يَشْدو لَوْ فَهمتَ المَعانِيا
ولا صــفَحاتُ الهِنْــدِ أردعُ زاجِـراً
مِنَ البَرْقِ يَبْدُو لَوْ علمتَ النَّواهِيا
ولا لطَــفُ الإحْســانِ أحسـن مَوقِعـاً
مِـنَ النَّورِ يَذْكو لو عرفْتَ الأيادِيا
أيا غَائِباً عن حَضرةِ القُدسِ قد نَبا
به الطَّبعُ أن يأْتي هُدىً أو يُواتِيا
أمـا تَتَّقـي بأْسـاً أما تَرْتجي نَدىً
أمـا تَنْتَهـي وَعظاً لقد ظَلتَ هازِيا
إذا مـا دَعاكَ الخَطْبُ كي تَرْعوي لهُ
تَــدارككَ اللُّطــفُ الخفـيُّ تَلافِيـا
فلا شـــِدَّةٌ تُعـــديكَ إلّا لَجاجـــةً
ولا فَتْـــرَةٌ تُجــديكَ إلّا تَمادِيــا
إليــكَ إشــاراتٌ وعنــكَ عِبــارةٌ
وفيــكَ أمــاراتٌ فلا تَــكُ سـاهيا
وسـائِلةٍ مـا بـالُ جَفْنِـكَ والبُكـا
ومـا عَرَفَتْنـي عَـنْ هـوىً قَطُّ سالِيا
إليـكِ فَمـا فـي خـاطِري فَضْلُ وُسْعةٍ
لِســَمْعكِ فَضـْلاً عـن حَـديثِ غرامِيـا
ذَرينــي لِغَيْـري وَلْتَرُوحـي لِراحـةٍ
فَرُبَّتَمــا أعْــدى أسـايَ الأواسـِيا
فُتِنــتُ بِــدُنيا جـاذَبَتْني أعِنَّـتي
فمــا لـيَ لا أبكـي لِـذلكَ مالِيـا
فَمـا وَجْـدُ ثَكْلـى أُمِّ فَـرْدٍ أصابها
وَجِــيُّ رَدىً فيــهِ فأصــبحَ ثاوِيـا
تُـردِّدُ فِكْـراً لا تَـرى عنـهُ مَعْـدِلاً
وتَرْجِـعُ طَرفـاً لا تَـرى منـه باقِيا
فَتسـتنجدُ الصـَّبرَ الجميـلَ لِخَطْبِها
فَلا تَلْتقـــي إلا خَــذُولاً وناعِيــا
فَتَهْتِـكَ سـِتْرَ الصـَّبرِ عنْ بَرْح لوعةٍ
تُعيـدُ بيـاض الصـُّبح أسـودَ ساجِيا
مُدَلَّهــةٍ وَلهــى يُطارحُهــا الأسـى
أفــانينُ شــَجْوٍ مَوْحَـداً ومَثانيـا
بـأعظَمَ مـن وَجـدي علـى فَرطِ زَلَّتي
وأكـبرَ مـنْ حُزنـي لقُبْـحِ فَعاليـا
شـبابٌ مضـى لـم أحْـلَ منـهُ بطائلٍ
فيـاليتَ شـِعري كيفَ بالشَّيبِ حالِيا
ومـا أسـَفي أنْ مَـرَّ ما مرَّ فانْقَضى
ولكـنَّ هَمِّـي مـا بَقِـيْ مِـنْ زَمانِيا
فقـد فَتـح الرَّحمـنُ أبـوابَ عَفْـوهِ
لِمَـنْ راجَـعَ الـذِّكرى وأقبلَ خاشِيا
أخـافُ قبيـحَ العَـوْد فالعُـذْرُ ضَيِّقٌ
عَلَـى أنَّ بـابَ العَفـو أوسَعُ نادِيا
إلهــيَ والشـَّكوى إليـكَ اسـْتراحةٌ
فـأنتَ إلـى الشـَّاكي أشـدُّ تَدانِيا
إلهــيَ لا تَفْضــَح عُــواراً سـَتَرْتَهُ
فمــاليَ مَــأْمولٌ ســِواكَ إلهِيــا
هلكـتُ ردىً إن لـم أنـلْ منك رحمةً
تبَعِّــدُ رَوْعــاتي وتـدني أمانِيـا
لَعَـلَّ الَّـذي قـامَ الوجـودُ بِجُـودِهِ
يُعيـدُ بِحُسـْنِ اللُّطْـفِ حـاليَ حالِيا
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي.طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات.قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770ه.وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنةوقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و(إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة و أسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها.و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747ه.