
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَنِّــي بأوديــة الربيــع وطـوفي
وصـفي الطبيعـةَ يـا فتـاةَ الريفِ
وَلَّــى خريـفُ العـام بعـد ربيعـه
ولَكَــمْ ربيــعٍ مــرَّ بعــد خريـفِ
يـا أخـت طالعـة الشـموس تطلَّعـي
للـــورد بيـــن مفتَّــحٍ وكفيــفِ
والطيـــر هــدارٌ فــأفقٌ أكــدرٌ
يرمــي الغمـامَ بـه وأفـقٌ يـوفي
لهفــانَ يرتـادُ الجـداول باكيـاً
مــن كــلِّ طيــفٍ للربيــع لطيـفِ
أهـدى الشـتاءُ إليه من نَغمِ الأسى
صــَخَبَ الريــاح وأنَّــةَ الشـادوفِ
هـــذا بعـــبرته يجــودُ وهــذه
مـا بيـن نقْـسٍ فـي الربـى وزفيفِ
إنــي لأذكــرُ حقلنــا ولياليــاً
أزهــرنَ فــي ظــلٍّ لــديه وريـفِ
ومراحنـا بِقُـرى الشـمال وكوخَنـا
تحــت العــرائش فـي ظلالِ اللـوفِ
نلقـي الخمـائلَ بالخمـائلِ حولنا
متعانقـــاتٍ ســـابغاتِ الفـــوفِ
ذكـرى الطفولـة أنـتِ وحدك للصِّبا
حُلُـــمٌ يرفِّــه عنــه بالتشــويفِ
يــا رُبَّ رســمٍ مــن ربوعـك دارسٍ
قَصــُرَ الثـواءُ بـه وطـال وقـوفي
إنـي طـويتُ العيـش بعـدك ضـارباً
فــي الأرض منفــرداً بغيـر أليـفِ
صـَدَفَ الفـؤادُ عـن الشـباب ولهوه
ومضــى عــن الأحبـابِ غيـر صـدوفِ
يــا رُبَّ ليــلٍ دبَّ فــي أحشــائه
منــا لفيــفٌ ســار إثــر لفيـفِ
نقتــافُ آثــار الطيـور شـوارداً
بيـن النخيـلِ علـى رمـال السـِّيفِ
شــادٍ هنــا وهنــاك رَنَّـةُ مِزْهَـر
النجــمُ فــي خفــقٍ لــه ورفيـفِ
والبــدرُ نَقَّبــهُ الغمــامُ كـأنه
وجـــهٌ تــألَّقَ مــن وراءِ نصــيفِ
والنهــرُ سلســال الخريـر كـأنه
قيثــــارة ســـحريةُ التعزيـــفِ
قومي عذارى الريف والتمسي الرُّبى
نُضــراً وغنــي بالغــدير وطـوفي
وتفيَّــأي الـدوحَ الظَّليـل ومربـأ
للفـــنِّ تحـــت أزاهــرٍ وقطــوفِ
غُصــن يطــلُّ الفجـرُ مـن ورقـاتِه
ويُقبِّـــلُ الأنـــداءَ جــدَّ شــغوفِ
أيـن الغـديرُ عليـه يخلـع وشـيَه
صـــنعُ الأنامــل رائعُ التفويــفِ
يـا حبـذا هـو مـن مـراحٍ للصـبا
والكــوخُ مـن مشـتىً لنـا ومصـيفِ
صــُوَرٌ نزلــن علــى بنـانِ مصـورٍ
صــُوِّرن مــن نســق أغــرَّ شــريفِ
أغريـنَ بـي حُلُـمَ الطفولة والهوى
وأثـرنَ بـي ذكـرى ليـالي الريـفِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.