
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـنَ مـنْ عَينيَّ هاتيكَ المجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
أيــنَ عُشـاقُك سـُمَّار الليَـالي
أيـنَ من واديكِ يا مهدَ الجمالِ
مـوكبُ الغيـدِ وعيـدُ الكرنفالِ
وَسـُرَى الجُنْدولِ في عرض القنالِ
بيـن كـأسٍ يتشـهى الكرمُ خمرَهْ
وحــبيبٍ يتمنَّـى الكـأسُ ثَغْـرَهْ
إلتقــتْ عينــي بـهِ أوَّلَ مـرَّهْ
فعرفــتُ الحـبَّ مـن أوَّلِ نظـرَهْ
أيـنَ مـنْ عَينيَّ هاتيكَ المجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
مـرَّ بـي مُستضحكاً في قربِ ساقي
يمْــزُجُ الـراحَ بأقـداحٍ رِقـاقِ
قـد قصـدناهُ علـى غيـرِ اتفاقِ
فنَظرنــا وابتســمنا للتَّلاقـي
وهـوَ يَستهدِي على المفْرِقِ زهرَهْ
ويُســوِّي بيــدِ الفتنـةِ شـَعْرَهْ
حيــن مســَّتْ شـَفتي أوَّل قطـرَهْ
خِلْتُــهُ ذوَّبَ فــي كأسـيَ عِطـرَهْ
أيـنَ مـنْ عَينيَّ هاتيكَ المجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
ذَهــبيُّ الشـَّعرِ شـَرقيُّ السـِّماتِ
مــرِحُ الأعْطـافِ حلـوُ اللَّفتـاتِ
كُلَّمـا قلـتُ لـهُ خُـذْ قـالَ هاتِ
يا حبيبَ الرُّوحِ يا أُنسَ الحياةِ
أنـا مـن ضيَّعَ في الأوهامِ عُمْرَهْ
نسـيَ التاريـخَ أو أُنسـيَ ذِكرَهْ
غيـرَ يـومٍ لـم يَعُدْ يذكرُ غيرَهْ
يــومَ أنْ قــابلته أوَّلَ مــرَّهْ
أيـنَ مـنْ عَينيَّ هاتيكَ المجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
قــالَ مـن أيـنَ وأصـغى ورَنـا
قلــتُ مــن مصـرَ غريـبٌ ههُنـا
قــالَ إن كنــتَ غريبـاً فأنـا
لـم تكـنْ فينيسـيا لـي مَوْطنا
أيـنَ منِّـي الآن أحلامُ البُحَيْـرَهْ
وســماءٌ كَســتِ الشـطآنَ نضـْرَهْ
منزلـي منهـا علـى قمـةِ صَخْرَهْ
ذاتِ عيـنٍ مـن مَعينِ الماء ثرَّهْ
أينَ من فارسوفيا تلكَ المَجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
قلـتُ والنشـوةُ تسري في لساني
هـاجتِ الـذكرى فـأينَ الهَرمان
أين وادي السِّحرِ صدَّاحَ المغاني
أيـن مـاءُ النيل أين الضِّفَّتان
آه لـو كنـتَ معـي نختالُ عَبْرَهْ
بشــراعٍ تَســبحُ الأنجـمُ إثـرَهْ
حيث يَروي الموجُ في أرخم نَبْرَهْ
حُلْـمَ ليـلٍ من ليالي كليوبترَهْ
أيـنَ مـنْ عَينيَّ هاتيكَ المجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
أيُّهـا الملَّاحُ قِـفْ بيـنَ الجسورِ
فتنـةِ الـدنيا وأحلامِ الـدهورِ
صــفَّق المــوجُ لولـدانٍ وحـورِ
يُغرقـون الليـلَ في يَنبوع نورِ
مـا تـرى الأغيـدَ وضـَّاء الأسِرَّهْ
دقَّ بالسـاق وقـد أسـلَم صـدْرَهْ
لمحــبٍّ لــفَّ بالســاعد خَصـْرَهْ
ليـتَ هـذا الليلَ لا يُطْلِعُ فجرَهْ
أيـنَ مـنْ عَينيَّ هاتيكَ المجالي
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
رَقَـصَ الجُنـدولُ كـالنجم الوضيِّ
فاشـْدُ يـا ملَّاح بالصـوتِ الشجيِّ
وترَنَّـــمْ بالنشــيدِ الــوثَنيّ
هــذه الليلـةُ حُلْـمُ العَبقـريِّ
شـاعتِ الفرحـةُ فيهـا والمسرَّهْ
وجَلا الحـبُّ علـى العُشـّاق سـرَّهْ
يَمنـةً مِلْ بي على الماء ويَسرَهْ
إنَّ للجنـدول تحـت الليل سِحرَهْ
أيـن يا فينيسيا تلك المجالي
أيــن عُشـاقُك سـُمَّار الليـالي
أيـن مـن عينيَّ يا مهدَ الجمالِ
مـوكبُ الغيـد وعيـدُ الكرنفالِ
يا عروسَ البحرِ يا حُلْمَ الخيالِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.