
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـالَ انتظـارُكِ بيـن اليـأسِ والأملِ
يـا كعبـةَ المجـدِ حييِّ موكبَ البطلِ
هــذا المـآبُ المُرجَّـى شـُقَّةٌ قصـُرَتْ
وغُربـةٌ عـن ثَـراكِ الطُّهْـرِ لـم تطُلِ
يـا لهفـةَ القـومِ هلْ ضَجُّوا لرؤيته
وجــدَّدوا العهـدَ مـن أيـامهِ الأُولِ
تــدفَّقَ النهـرُ مـن أقصـى منـابعهِ
لهفـانَ يسـبقُ لمـعَ البـارقِ العَجِلِ
يثــور تيَّــارُهُ العــاتي فيسـأله
أيَّ الأســاطيرِ مـن ماضـيَّ خُيِّـلَ لـي
وأيَّ مضـــطربٍ فـــي ضــِفتيَّ مَشــَتْ
فيــه الملاييـنُ مـن سـاعٍ ومحتفـلِ
أعـودةُ الثـائرِ المنفـيِّ مـن سـفرٍ
لا يبلـغُ الـوهمُ منـه مفـرقَ السُّبُلِ
بـل الشـهيدُ المسـجَّى فـي لفـائفه
ضـَنُّوا عليـه بقـبرِ الهـانئِ الجذِلِ
مـا أشبهَ اليومَ بالأمسِ الذي نَسَلوا
فيـه علـى صـعَقاتِ الحـادثِ الجلَـلِ
هـذا الرفـاتُ تـراثُ المجدِ في وطنٍ
لـواؤه عـن ركـازِ المجـدِ لـم يَمِلِ
أغلـى الـذخائرِ مـن ميـراثِ نهضته
رفــاتُ مستشـهدٍ فـي الحـقِّ مقتتـلِ
مشـى إليـكِ بـه التاريـخُ فاستلمي
معاقـدَ الغـارِ مـن فرْقيْه واقتبلي
حـان اللقـاءُ فمـا أعـددتِ من كَلِمٍ
ومـا ادخـرتِ مـن الأشـواقِ والقُبَـلِ
فاستشـرفي النصـرَ واستدني مطالعَه
هـذا بشـيرُ الهـدى والحـبِّ والأمـلِ
عواهـل النيـلِ أم أشـباحُهم عبروا
مـن ضـِفَّةِ النهر ملءَ السَّهْل والجبلِ
مَـرُّوا خِفافـاً علـى الـوادي كأنهمُ
مـواكبُ السـُّحُبِ البيضـاءِ في الطَّفَلِ
وفــي أســاريرهم ذكـرى وأعينهـم
أسـرارُ مـاضٍ علـى الأحقـابِ منسـَدِلِ
يســتغفرون ليــومٍ مَــرَّ مـا لهـمُ
يَــدٌ بــه جَـلَّ فرعـونٌ عـن الغِيَـلِ
مـا كـان مَن يَسلُب الموتى مضاجعَهم
ربُّ الصــوالجِ والتيجــانِ والـدولِ
حيَّـوا بـأرواحهم سـعداً ولو ملكوا
نبضَ الوتينِ مشوا في المشهد الحفِلِ
يـا صـاحبَ الخُلـدِ كم للروح معجزةٌ
وكــم تمثَّـلَ روحُ الخلـدِ فـي رجُـلِ
لـم ينتهِ الوحيُ والسحرُ الحلالُ ولمْ
تخْـلُ الحيـاةُ مـن الـرُّوادِ والرُّسلِ
ومــن دمِ الشـهداءِ البـاعثين بـه
جيلاً مـن الحـقِّ أو دنيـا مـن الأملِ
ولـم يَـزَلْ لـكَ صـوتٌ كلمـا شـرعوا
لهـا ذمَ البغـي ثنَّاهـا علـى خجـلِ
وطــاف بالمـدفعِ الـداوي فأخرسـَهُ
والنـارُ فـي صـدره تصـطكُّ مـن وجَلِ
لـواؤُك الضـخمُ مـا زالـتْ مـواكبهُ
تــترَى ورايــاتُه حمـراءَ كالشـُّعَلِ
يمشــي علــى قــدَمٍ جَبَّـارةٍ هـزأت
بالصـخرِ والمـوجِ والنيـرانِ والأسَلِ
هــذا طريقُـكَ للـبيتِ الـذي ألِفَـتْ
خُطــاكَ بـالأمسِ فاسـلكهُ علـى مَهـلِ
أنظــرْ إليـه فمـا حـالتْ معـالمهُ
مـا للزمـانِ بمـا خلَّـدْتَ مـن قِبَـلِ
أسـالهُ اليـومُ جرحـاً لـو مضتْ حِقَبٌ
لظــلَّ فـي جنـبِ مصـرٍ غيـر منـدملِ
فَليُلْـقِ أروعَ مـا أبـدعتَ مـن خُطـبٍ
جلالُــكَ الأبــديُّ المفــردُ المثَــلِ
وعِـشْ كمـا أنـتَ معنـىً في ضمائرِنا
لا ينتهــي وحيـهُ يومـاً إلـى أجـلِ
وصــورة ســمحةَ الإشــراقِ ملهِمــةً
أرقَّ مــن خَطــراتِ الشـاعر الغَـزِلِ
ذكـراك فـي الـدهر أعمـارٌ مخلـدةٌ
حيـــاة محتشــدِ الأمجــاد متَّصــلِ
يطـالعُ النـاسَ منها أينما اتجهوا
شــعاع كوكبِــكَ الوقّـادِ فـي الأزلِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.