
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيانُــكَ مـن نبـعِ الجمـالِ المخلّـدِ
صـدَى الـوحي فـي أسـلوبهِ المتجـدِّدِ
ســَرَى لحنــهُ فـي كـلِّ قلـبٍ كأنمـا
شـدا الحـبُّ فـي نايِ الربيعِ المغرِّدِ
غريبــاً مــن الأسـماعِ وهـو كعهـدهِ
قــديمٌ علـى ثغـرِ الزمـان المـردِّدِ
إلـى جبـلِ النـورِ انتهـى سـرُّ وحيهِ
ومــا هـو إلا ملهِـمُ اليـومِ والغـدِ
فغــنِّ بــه الأجيــالَ واهتـف بـآيهِ
ترانيــمَ شــادَ أو تراتيــلَ مُنشـدِ
وأرســلهُ ســمحاً مـن قريحـةِ شـاعرٍ
يعيــشُ بــروحِ الصــَّيْدحيِّ المجــدِّدِ
عـــوالمُ شـــتَّى مــن جلالٍ وروعــة
حواهــا فــؤادُ الكــاتبِ المتَعَبِّـدِ
ذكـــرتُ وللـــذكرى حــديثٌ محبَّــب
وقــد زرتُــه ليلاً علـى غيـرِ موعـدِ
ولليـــلِ إصــغاءٌ وللريــح حــولَه
رفيـفٌ كهمـسِ الـروحِ فـي ظـل معبـدِ
وقــد هــدأ المصــباحُ إلَّا مجاجــةً
مـن النـورِ فـي عينـي أديـبٍ مُسـهّدِ
ترامَــى وراء الأفـق حينـاً وتنثنـي
ببارقـــةٍ مـــن ذهنــه المتوقِّــدِ
فحيّيتُـــه همســاً فحيّــا وصــافحتْ
يـــداهُ يــدي فــي رقّــة وتــودُّدِ
وشــاعَ جلالُ الصــمتِ بينــي وبينَـهُ
فــأمعَنَ إمعــانَ الخيــالِ المشـرّدِ
وأمســيتُ أرعــاهُ فلاحــتْ لخــاطري
ملائكُ بـــالنجوى تـــروحُ وتغتَــدي
تُسـِرُّ إليـه القـولَ فـي غيـر منطـقٍ
بأجنحــةٍ تهفــو علــى غيـر مَشـهَدِ
علــى صــُحفٍ غُــرِّ الحواشـي كريمـةٍ
جــرى قلــمٌ عــفُّ السـريرةِ واليـدِ
نبيـل مرامـي القـولِ فـي كـفِّ كاتبٍ
دعـــاهُ فلبّـــاهُ لأنبـــلِ مَقصـــدِ
يخـــطُّ لروحانيَّــة الشــرقِ ســيرةً
هـي الحـقُّ فـي دنيا الجمال المجرَّدِ
تمثَّلهـــا فـــي صـــورة قرشـــيّة
يشـيعُ الرضـا فـي طيفِهـا المتجسـِّدِ
يبــثُّ ســناها الأرض حبّــاً ورحمــةً
ويطــوي هــداها ســطوةَ المتمــرِّدِ
حيــاةٌ نمــتْ مجـدَ الحيـاةِ وغيَّـرتْ
وجــوهَ الليـالي مـن وضـيءٍ وأربَـدِ
تنَادى بها الراؤون فأعجب لما رأوا
جلالُ نـــبيٍّ فـــي تواضـــعِ مُرشــدِ
تسـامى عـن الـدنيا وفيهـا لـواؤهُ
يطــوفُ بســلطانِ العزيــزِ المؤيِّـدِ
فمــا ضــفَّر الإكليـلَ يومـاً بمفـرِق
ولا حــلَّ منـه التـاجُ يومـاً بمعقِـدِ
أحــبُّ إليــه حيــن يفـترشُ الـثرى
ويــأوي لجــذعِ النخلــةِ المتـأوِّدِ
ويخصـــِفُ نعليـــهِ وطــوعُ يمينــهِ
مصــايرُ هــذا العــالمِ المترغِّــدِ
ويمضـي إلـى الهيجـاءِ غرثانَ صادياً
فلِلَّــهِ دنيـا ذلـكَ السـاغبِ الصـَّدي
ولكنَّــــه ديـــنٌ أفـــاءَ ظِلالـــهُ
علــى ملأٍ مــن شــيعة اللّــه سـُجَّدِ
عفـاةٍ كـأن لـم يملكـوا قوتَ يومهم
وهـم جبهـةُ الملـكِ العريـضِ الموطَّدِ
محَـوْا لفظـةَ الأربـابِ مـن كلمـاتِهمْ
فمــا عرفــوا معنــى مَسـودٍ وسـيِّدِ
هــو المثــلُ الأعلـى ومبعـوثُ أمـةٍ
بناهــا بنــاءَ المعجــزِ المتفـرِّدِ
محمّــدٌ مـا شـعري إليـكَ ومـا يـدي
ومـا الشـعر مـن إبـداعك المتعـدِّدِ
ولكنَّـــهُ حـــوضُ الشــفاعة ضــمَّنا
علــى خيــر ميعــادٍ وأعـذبِ مـورِدِ
نَمـــانيَ إقليــمٌ نمــاكَ وأطلعــتْ
ســماءَكَ شــمسٌ أطلعـتْ فجـرَ مولـدي
فـإن أشـدُ بالمجـدِ الـذي شِدْتَ ركنَهُ
فمــا هــو إلَّا ركـن قـومي وسـودَدي
محمــدُ مــا أُرضـيك بالشـعرِ مِدْحـةً
فحســـبُكَ مرضـــاةُ النــبيِّ محمَّــدِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.