
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـال انتظـاري ومضـى موعدي
وأنـتِ مثلـي ترقبينَ المساءْ
كم لكِ عندي في الهوى من يدِ
يـا زَهرَاتي أنتِ رمزُ الوفاءْ
يـا زهراتـي ويـكِ لا تسـأمي
لا يَرُعــكِ الزّمــنُ الــدائرُ
لا تُطرِقـي وابتهجـي وابسـِمي
عمّــا قليـل يُقبِـلُ الـزائرُ
عمــا قليــلٍ سـوف تلقينـه
أجمـل ما تصبو إليه العيونْ
يَطــرُقُ بــابي مُعلنـاً إنـهُ
كـلُّ اصـطبار فـي هواه يهونْ
أقـول هـل أبطـأ فـي خطـوهِ
أم هـل تـرى أخطـأ ميعـادَهُ
أم ضــلّلته وهـو فـي لهـوهِ
أرجـاءُ حـيٍّ قبـلُ ما ارتادَهُ
تعلّلــي مثلـي وقـولي لعـلْ
أم أنـتِ لا تدرينَ سِرَّ الغرام
مــا أنـتِ إلَّا بسـماتُ الأمـلْ
إن خيَّـم الصـمتُ وساد الظلام
كــم أخــواتٍ لـكِ شـاطرنني
فجــرَ لقــاءٍ رائعِ المطلـعِ
وكــم مسـاءٍ فيـه سـامرْنني
وبتــن فيــهِ سـاهراتٍ معـي
يـا حسـنها فيهـنّ مـن زهرةٍ
ظنَّـت جفـوني بـالكرى مثقلاتْ
مسـَّتْ جـبيني وهـي فـي حيرةٍ
كأنمــا تـوقظني مـن سـُباتْ
ســـاهرةً تخفــقُ أوراقُهــا
علـى فمـي آنـاً وآنـا يـدي
كـــأنَّ أشــواقيَ أشــواقُها
أو أنهــا صــاحبةُ الموعـدِ
خلا بنـا يـا زهَراتي المكانْ
وزايـلَ الشـرفةَ ضـوءُ القمرْ
اليلـةٌ مـا مـرَّ أم ليلتـانْ
إبقَـيْ معـي حتى يلوح السَحَرْ
سـألتكِ الحـبَّ وعهـدَ الوفاءْ
يـا زهراتـي لا تملِّي البقاءْ
ما زال عندي أملٌ في اللقاءْ
وإن مضـى اليومُ وحلَّ المساءْ
خلـفَ زجـاجِ البـاب طيفٌ سرى
يـدنو إلـى بـابي من السُّلَّمِ
خــفَّ لـه قلـبي ومـا صـوَّرا
غيــر ذراعــيْ شــبحٍ مُبهَـمِ
أظــلُّ أرنــو نحـوه مُرهِفـاً
سـمعي ومـا يكـذبني نـاظري
يـا حسرتا ما لاح حتى اختفى
وزالَ مثــل الحُلُـمِ العـابرِ
وكـم خُطـىً أحْسَسـْتُها في دمي
أقـولُ قـد جـاءَ وهـذي خطاه
أُصــْغي وأُحْصــي دَرَجَ السـلّمِ
لكنَّــهُ يمضـي وينـأى صـداهْ
يـا زهراتـي كـم حـديثٍ لنا
عـن موعـد في ليلة أو نهارْ
يعجـبُ منـا كـلُّ مـا حولنـا
أمـا سئِمنا بعد طولِ انتظارْ
ناشـدْتُكِ الحـبَّ فـإنْ تـؤثري
جــدّدتِ أسـماركِ فـي مخـدعي
فانسَيْ مواعيدَ الهوى واذكري
أيَّ فـتىً فـي الحـبِّ لم يُخْدَعِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.