
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غــنِّ بــالهجرة عامـاً بعـد عـام
وادْعُ للحـــقِّ وبشـــِّر بالســـلامِ
وترســـَّلْ يـــا قصـــيدي نَغَمــاً
وتنقَّـــلْ بيـــن مَـــوْجٍ وغمــامِ
صـــوتُكَ الحــقُّ فلا يأخُــذْكَ مــا
فــي نـواحي الأرض مـن بغـيٍ وذامِ
كــنْ بشــيرَ الحـبّ والنـور إلـى
مُهَـــجٍ كلْمــى وأكبــادٍ دوامــي
هجــــرتْ أوطانهـــا واغـــتربتْ
فــي مثــاليٍّ مــن المبـدأ سـامِ
أنِفَــتْ عيــشَ الرقيــق المجتـبى
وأبَـــتْ ذُلَّ الضــَّمير المستضــامِ
يــا دُعــاةَ الحــقِّ هــذه محنـةٌ
تُشــْعِلُ الــرّوحَ بمشـبوب الضـرامِ
هـــذه حـــربُ حيــاةٍ أو حِمــام
وصــراعُ الخيــرِ والشـَّرِّ العُقـامِ
خاضـــها الإســلامُ فــرداً وهَــدى
بيـــــراعٍ وتحــــدَّى بحســــامِ
هجــرةٌ كــانتْ إلــى اللّـه وفـي
خطْوهـــا مولِــدُ أحْــداثٍ جِســامِ
أخطــأ الشــيطانُ مســراها فيـا
ضـَلَّةَ الشـيطانِ فـي تلـك الموامي
آبَ بالخيبــــةِ مــــن غـــايتهِ
وهــو فـوق الأرض ملعـونُ المقـامِ
صـــفحاتٌ مـــن صـــراعٍ خالـــدٍ
ضـــُمِّنَتْ كـــلَّ فخـــارٍ ووســـامِ
لــم تُتَــحْ يومــاً لجبَّــارٍ طَغَـى
أو لبــاغٍ فاتــكِ الســيف عُـرامِ
بــل لــدَاعٍ أعــزلٍ فــي قــومهِ
مســتباحِ الــدَّمِ مهـدورِ الـذِّمامِ
زلـــزلَ العــالَم مــن أقطــاره
بقُـوى الـرُّوح علـى القوم الطغامِ
وبنـــــى أوَّلَ دنيــــا حُــــرَّة
بَــرِئتْ مــن كــل ظلــمٍ وأثــامِ
تَســـَعُ النــاسَ علــى ألــوانهم
لـــم تفــرِّقْ بيــن آريٍّ وســامي
حــاطمَ الأصــنامِ هــل منــكَ يـدٌ
تــذَرُ الظلــمَ صـديعاً مـن حُطـامِ
لـــم تُطِقْهــا حجَــراً أو خشــباً
ويُطــاق اليــوم أصــنامُ الأنـامِ
وعجيـــبٌ صـــُنْعُهم فـــي زمـــنٍ
أبصــر الأعمــى بــه والمتعـامي
آدميُّــــون قَزَامـــى انتحلـــوا
منطــقَ الآلهــةِ الشــُّمِّ العظــامِ
وتراهــــم مثلَمــــا تســـمعهم
صـــُوَرَ الـــوهم وأحلامَ النيــامِ
بشــَّروا النــاس بــدنيا ويحهـم
أيُّ دنيـــا مــن دَمــارٍ وحِمــامِ
تســـلُب النــاسَ حِجــاهم وتَــرى
أُمَــم الأرض قطيعــاً مــن ســوامِ
قِيـــلَ للحـــق ومـــا أعجَبَـــه
فـــي ادِّعــاءٍ لفَّقــوهُ واتهــامِ
قِيـــلَ للخُـــبز فَهــل أطعمهــمْ
حـاتمُ الحـرب سـوى الموت الزؤامِ
أنــتِ يـا أيَّتُهـا الشـَّمسُ اطلعـي
مـن وراء الليـل والغيـم الرُّكامِ
ســدِّدي بالنــار قوســاً واصـرعي
مــارِدَ الشــرِّ بمشــبوب السـِّهامِ
ضــــلَّتِ الأرضُ بليــــلٍ داهِــــم
يحــذر النَّجْــمُ دُجـاهُ المـترامي
دَمِيَـــتْ أعيُننـــا فـــي جنحــه
واشـــتَكتْ حــتى خفــافيشُ الظلامِ
يــا قُلوبــاً ضـمَّها الشـّرقُ علـى
مــوْردٍ للحــقِّ والحــبِّ التُّــؤامِ
وشـــــعوباً جَمَعتْهــــا أمَّــــةٌ
بيـــنَ مصـــرٍ وعـــراقٍ وشـــآمِ
وبطونـــاً مـــن بَقايــا طــارقٍ
في البقاعِ الجردِ والخضرِ النوامي
مــا شــدا شــعري بهـا إلَّا هَفَـتْ
بالقِبـابِ الـبيضِ أو حُمْـرِ الخيامِ
كـــلُّ روح بهُـــدىً مـــن حُبّهــا
كــلُّ قلــبٍ بشــعاعٍ مــن غــرامِ
تــذكُرُ القُرْبــى وتســْتدني بهـا
مَشــرق الآمــال فــي مطلـع عـامِ
وتُرجّـــى عــودةَ المجــد الــذي
أعجـزَ البـاني وأعيـا المتسـامي
مـــن بيــوتٍ هاشــميّاتِ البنــى
وعُــــروشٍ أمويَّــــات الـــدعامِ
ونتـــاجٍ مـــن نُهـــىً جبَّـــارةٍ
وتـــراثٍ مـــن حَضــاراتٍ ضــخامِ
قُــلْ لهــا يـا عـامُ لا هُنـتِ ولا
كنـــتِ إلَّا مهــدَ أحــرارٍ كــرامِ
ذاك مجـــدٌ لـــم يَنلْــهُ أهلــهُ
بــــالتمني والتغنــــي والكلامِ
بــــل بـــآلامٍ وصـــبرٍ وضـــنىً
ودمـــــوع ودمٍ حُــــرٍّ ســــجامِ
قُـــلْ لهـــا إنَّ الرَّحـــى دائرةٌ
والليـــالي بيــنَ كــرٍ وصــدامِ
فاســــتعدِّي لغــــدٍ إنَّ غــــداً
نُهْـزَةُ السـبَّاق فـي هـذا الزحـامِ
واجمعــي أمــركِ لليَــوْمِ الــذي
يَحْمِــل البشــرى لعُشــَّاق السـلامِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.