
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيَّتُهـا الأيـام مـا تصـنعينْ
بـذلك العبـءِ الـذي تحملينْ
غُبِنْـتِ يـا أيـام لـم يلتمسْ
عـذركِ حتى المستضامُ الغبينْ
يلومـك النـاسُ علـى مـا بهِ
جرى يراعُ الغيبِ فوقَ الجبينْ
وقـال مـن قـال لقـد أولعت
بالشـرِّ فـالطَّبْعُ لئيـمٌ لعينْ
عــدوةٌ أنــتِ لمــن خــانَهُ
حـظٌّ وإن كنتِ الصديقَ المعينْ
لحـاكِ مـن أخطـأ فـي رأيـه
كأنمـا أنـتِ الـتي تَفكريـنْ
ومـن أسـاء الصـُّنْعَ في عيشه
كيــف تُســيئين ولا تُحسـنينْ
ولامَــكِ الضــّليلُ فـي دهـره
فمنـكِ لا منـه الضلال المبينْ
حـتى أخـو الحرمـان في حُبِّهِ
كأنمـا أنـت الحبيبُ الضنينْ
وأنـــتِ لا شــكوى ولا آهــةٌ
ممـا تـرى عيناك أو تسمعينْ
لمسـْتِ ضـَعْفَ النـاسِ في عالَمٍ
قــويُّهُ لا يرحَــمُ المضـعفينْ
أخــذتِ بالحسـنى أراجيفَهـم
والضـعفُ لا يشـفعُ للمرجفيـنْ
وأنـت يـا أيـام مـن رحمـة
لهــم تُصــلِّين وتســتغفرينْ
وأنـت يـا أيـام كـلُّ الرضى
تـولينهم مـن كنـزه كلَّ حينْ
فمـن مريـر علقـم كـالوزين
حلاوةً فــي عيشــهم تسـكبينْ
وتُنبـتين الرفـقَ فـي أنفـس
غليظـــة قاســية لا تليــنْ
أنـا الذي أدري بما تصنعينْ
إن ضِقتُ بالعمر الذي تَفسحينْ
لـديك مـا يمحـو عذابي وما
يرقـأ دمعـي وهـو هامٍ سخينْ
لـديك مـا يُفنـي همومي وما
يـبرئُ قلـبي وهـو دامٍ طعينْ
لــديكِ مــا يُشـعرني راحـةً
إن عقَّنـي الودُّ وخان اليمينْ
لــديكِ مــا يُنصـفني سـُلوةً
إن ظلـم الحـبُّ وجار الحنينْ
لـولاك لـم أنـسَ فنـائي ولم
أحْلُـمْ بأنِّي خالدٌ في السنينْ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.