
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نُهْــزَةٌ أهــدَتِ الخيـالَ إلينـا
ودَعتْنـــا لموعــدٍ فالتقينــا
ههنـا تحـت ظُلَّةِ الغابة الشجرا
ءِ سـِرْنا والفجـرُ يحنـو علينـا
وقطفنـا مـن زهرهـا وانثنيْنـا
فجنيْنـــا تُفاحَهـــا بيــدينا
وَمَرِحْنــا بهــا ســحابةَ يــوم
وبأشــجارها نقشــْنا اســمينا
ههنـا يـا ابنةَ البحيراتِ والأوْ
دِيـةِ الخُضـْرِ والرُّبـى والجبـالِ
صــدح الحــبُّ بالنشــيد فَلَبَّـيْ
نـا نـداءَ الهـوى وصوتَ الخيالِ
وتَبِعْنـا علـى خُطـى الفجر موسِي
قـى مـن العُشـب والندى والظلالِ
وســمعنا حفيــفَ أجنحــةٍ تَــهْ
فو بها الريحُ من كهوف الليالي
قُلْـتِ لـي والحيـاءُ يَصـْبُغُ خَـدَّيْ
كِ أنــارٌ تمشـي بهـا أم دمـاءُ
ملـءُ عينيكَ يا فتى الشرق أحلا
مٌ ســـكارى وصــبوةٌ واشــتهاءُ
وعلــى ثغـركِ المشـوقِ ابتسـامٌ
ضـــَرَّجَتهُ الأشـــواقُ والأهــواءُ
أوَ حقــاً دنيــاك زهــرٌ وخمـرٌ
وغــــوانٍ فــــواتنٌ وغِنـــاءُ
قُلـتُ يـا فتنـة الصِّبا حَفِلَتْ دُنْ
يـاكِ بـالحبِّ والمُنـى والأغـاني
مـا أثـارت حـرارةَ الجسَدِ المُشْ
تـــاقِ إلَّا مـــرارةُ الحرمــانِ
إنَّ أجســــادنا معـــابرُ أروا
حٍ إلــــى كـــلِّ رائع فتَّـــانِ
أنـا أهـوى روحيَّةَ العالمِ المَنْ
ظــورِ لكـنْ بالجسـم والوجـدانِ
مـا تكـون الحياةُ لو أنكر الأحْ
يــاءُ فيهــا طبــائعَ الأشـياءِ
أنــا أهـواكِ كالفراشـةِ صـاغتْ
هـا زهـورُ الـثرى وكـفُّ الضياءِ
أنـا أهـواكِ فِتنَـةً صاغها المثْ
ثَــالُ مــن طينـةٍ ومـن إِغـراءِ
أنـا أهـواكِ بِدعـةَ الخلدِ صِيغَتْ
مـــن هَــوى آدمٍ ومــن حــوَّاءِ
أنــا أهـواكِ مـن أثـامٍ وطُهـرٍ
حُلــمَ إغفــاءَتي وصـَحْوَ غرامـي
أنــا أهــواكِ تُبـدعين يقينـي
مــن نســيج الظنـون والأوهـامِ
أنـا أهـواكِ دفـءَ قلـبي ويَنبُو
عَ اشــتهائي وشــِرّتي وعُرامــي
وحنانــاً مُجسـَّداً إنْ طـواني الْ
لَيـــلُ وَســـَّدْتُ صــدرَهُ آلامــي
إنّنــي بالخيـالِ أنـتزع الـرِقْ
قَـةَ مـن قسـوة الزمـان المريرِ
عَجبــاً مـا حقـائقُ الكـون إلَّا
لمحـــاتُ الخيــال والتفكيــرِ
قبْـلَ أن تشـرقَ النجومُ على الأرْ
ضِ أضـــاءَتْ بـــذهنِ ربٍّ قــديرِ
وتجلَّـــتْ فــي حُلمِــهِ بنظــامٍ
مـن بـديعِ التكـوين والتصـويرِ
أطلِقـي نفسـَك السـجينةَ ملء الْ
غـابِ ملـء الفضـاء ملء العُبابِ
واحلُمِـي بالحيـاة من نغمِ الخلْ
دِ وخمْـرِ الهـوى وزهـرِ الشـبابِ
ههنـا عُشـُّنا علـى الشاطئِ المسْ
حـورِ نبنِيـهِ مـن غصـونِ الغـابِ
ونخـــطُّ البســتانَ أحلامَ طِفــلٍ
صــــَقلتهُ مـــواهبُ الأربـــابِ
خطــرةٌ ثــم أطرقـتْ فـي حيـاءٍ
وأدارتْ فـي جـانب الغـاب عينا
وانثنــتْ بابتســامةٍ فــدعتني
ثـم قـامت تمشـي هناك الهوينا
وتلاقــت عيونُنــا فتـدانتْ لـي
وجُــنَّ الحنــانُ فــي شــفتينا
فاعتنقنـا فـي قُبْلـةٍ قد أذابتْ
جَســـَديْنا ومـــازَجَتْ روحينــا
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.