
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا فينّا أسمعي الدنيا وهاتي
قِصـَّةَ الغابـة والفَلْـسِ الكبيرِ
أيـن بالـدانوب شدوُ الذكرياتِ
وصـدى العشاق في الليل الأخيرِ
رَحَلــوا عنـكِ بـأحلامِ الحيـاةِ
غيـرَ قلـبٍ فـي يـدِ الحبِّ أسير
حسنُكِ النشوانُ والكأسُ والرويّهْ
جــدَّدا عهــدَ شــبابي فسـَكرْتُ
حُلْـــمُ أيـــامٍ وليلاتٍ وضــيَّهْ
عَـبرَتْ بـي فـي حيـاتي وعـبرتُ
أنـا سـكرانُ وفـي الكأس بقيَّهْ
أيُّ خمـر مـن جَنـى الخلد عصرتُ
آهِ هـاتي قرِّبـي الكـأس إليَّـهْ
واسـقنيها أنـت يـا أندلسـيَّهْ
لا تقـــولي أيُّ صـــوتٍ مُلْهِــمِ
قـادَ روحينـا فجئنا والتقينا
دَمُـكِ المشـبوبُ فيـه مـن دمـي
روحُ مـاضٍ بـالهوى يهفو إلينا
أخْـتَ روحـي قرِّبيهـا مـن فمـي
إن شـربنا أو طربنا ما علينا
آه هاتيهـا مـن الحسـن جَنِيَّـهْ
واسـقنيها أنـت يـا أندلسـيَّهْ
كـانت النظـرةُ أولـى نظرتيـنْ
ثــم صـارت لفظـةً مـا بيننـا
والهــوى يَعْجـب مـن مغـتربَيْنْ
لـم يَقُـلْ أنـتِ ولا قـالتْ أنـا
وَســَبَحنا فـوق وادٍ مـن لجيـنْ
تحــت أفـقٍ مـن غمـاخم وسـَنى
أتملَّاهــــا ســـماتٍ عربيّـــهْ
وأنــادي أنــتِ يـا أندلسـيَّهْ
صـِحْتُ يـا للشَّمس في ظلِّ المغيبِ
تلثــم الزَّهـرَ وأوراقَ الشـجرْ
خِلتُهــا بيــن محــبٍّ وحــبيبِ
قُبلـــةً عنـــد وَداع وســـَفرْ
فـانثنتْ تنظـر للوادي العجيبِ
صــُوَراً يَـذهبنَ فـي إِثـرِ صـورْ
وبســمعي همســةٌ منهـا شـجِيّهْ
وبروحــي أنــتِ يـا أندلسـيَّهْ
ونزلنــا عِنـد شـطٍّ مـن نُضـارِ
وانتحينــا خلـوةً بعـد زحـامِ
قلـتُ والليـلُ بأعقـابِ النهار
ألـكِ الليلـةَ فـي لحـنٍ وجـامِ
مــا علـى مغـتربي أهـل ودار
إنْ أدارا هـا هنـا كـأس مدامِ
آه هاتيهـــا كخــدّيكِ نقيّــهْ
واسـقنيها أنـت يـا أندلسـيَّهْ
واحتوتنــا بَيــن لحـن مطـرب
حانــةٌ مِثـلُ أسـاطيرِ الزَّمـانِ
صـــوّرتْ جـــدرانُها بالــذَّهبِ
فتـنَ العشـق وأهـواءَ الحسـانِ
قـالت اشـربْ قُلـتُ لبّيكِ اشربي
مِلــءَ كأســين فإنّـا ظـامئانِ
خمـــرةً روميــةً أو بــابليهْ
إِســقنيها أنـتِ يـا أندلسـيَّهْ
هتفــتْ بـي ويـداها فـي يـدي
تــدفع الكـأسَ بـإغراءِ وعُجْـبِ
أيُّ قيثــــارٍ شــــجيٍّ غـــرِدِ
خلتُـهُ ينطـق عـن أسـرار قلبي
قلــتُ طِفــلٌ مـن قـديم الأبـد
يمـزُجُ الألحـانَ مِـن خمـر وحُـبِّ
ملــء كـأس فـي يـديهِ ذهـبيّهْ
فاسـقنيها أنـتِ يـا أندلسـيَّهْ
ومضـى الليـلُ ونـادى بالرواحِ
كــلُّ خَــالٍ وتعايــا كـلُّ ضـبِّ
وخبــا المصـباحُ إلَّا كـأس راحِ
نـورُهُ مـا بيـن إِيمـاضٍ ووثـبِ
قـد تحـدَّى وهْجُـهُ ضـوءَ الصباح
فبقينــا حــوله جنبـاً لجنـبِ
نتسـاقاها علـى الفجـر نـديّهْ
وأغنــي أنــت يــا أندلسـيَّهْ
يـا عـروسَ الغـرب يا أندلسيّهْ
بعُـــدَتْ داركِ والصــيف دنــا
أيـن أحلامُ الليـالي القمريـهْ
والبحيـــراتُ مُطيفــاتٌ بنــا
إِذكـري بيـن الكـؤوس الذهبيَّه
حانـةً يـا ليتهـا دامـت لنـا
حيــن أدعــوكِ صـباحاً وعشـيّهْ
إِســقنيها أنـتِ يـا أندلسـيَّهْ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.