
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَقَوْهُ كَــأْسَ فُرْقَتِهِـمْ دِهَاقـا
وَأَسـْكَرَهُ الْـوَدَاعُ فَمـا أَفَاقـا
إِذا مـا الْكَأْسُ لَمْ تَكُ كَأْسَ بَيْنٍ
فَلَيْسـَتْ بِـالْحَمِيمِ وَلاَ الْغَسـَاقا
أَبـى إِلاَّ افْتِرَاقـا شـَمْلُ صـَبْرِي
وَدَمْعِـي إِذْ نَـأَوْا إِلاَّ افْتِراقـا
رِفَاقٌ مَا ارْتَضَوا في السِّيْرِ إِلاَّ
قُلُـوبَ الْعاشـِقينَ لَهُـمْ رِفَاقـا
أَرائِقَــةَ الْجَمَــالِ وَلاَ جَميــلٌ
أَرَاقَـكِ أَنْ جَعَلْـتِ دَمِـي مُرَاقـا
وَســِرْتِ فَلِـمْ أَسـَرْتِ فُـؤَادَ حُـرٍّ
حَلَلْـتِ وَمَـا حَلَلْـتِ لَـهُ وَثَاقـا
تُعَيِّرُنِــي بأَحْــداثِ الْلَّيــالِي
وَكَيْـفَ يُـدافِعُ الْبَـدْرُ الْمِحاقا
شـــَبابٌ كـــانَ مُعْتَلاًّ فَـــوَلىَّ
وَصــَدْرٌ كــانَ مُتَّســِعاً فضـَاقا
يُكَلِّفُنِــي الزَّمَـانُ مَدِيـحَ قَـوْمٍ
يَــرَوْنَ كَســادَ ذِكْرِهِـمُ نَفَاقـا
وَمَـنْ يَرْجُـو مِـنَ النَّارِ ارْتِواءً
كَمَـنْ يَخْشـى مِنَ الْمآءِ احْتِراقا
وَلَـوْ أَنَّ الزَّمـانَ أَرادَ حَمْلَ ال
م ذِي حُمِّلْــتُ مِنْـهُ مَـا أَطَاقـا
وَلـي عَـزْمٌ أَنَـالُ بِـهِ انْفِتاحاً
لِبـابِ الْمَجْـدِ إِنْ خِفْـتُ انْغِلاقا
بَعَثْـتُ بِـهِ النِّيـاق وَقَـدْ يُرَجِّي
أَنِيـقَ الْعَيْـشِ مَنْ بَعَثَ النِّياقا
ســَريْتُ بِهــا وَحَظِّـي ذُو سـُبَاتٍ
وجئت أبـا الفـوارس فاستفاقا
ســعى وســعى الملــوك فكـان
مَـدىً وَأَشـَدَّ فـي السَّعْيِ انْطِلاَقا
وَأَطْـوَلَهُمْ لَـدى الْعلْيـاءِ باعاً
وَأَثْبَتَهُـمْ لَـدى الْهَيْجـآءِ سَاقا
يُطَبِّـــقُ غَيْثُــهُ أَرْضَ الأَمَــاني
وَيَسـْمو سـَعْدُهُ السـَّبْعَ الطِّباقا
وَيَســْبِقُ عَزْمُـهُ كَلْـمَ اللَّيـالِي
فَكَيْــفَ يُحــاوِلُونَ لَـهُ سـِباقا
وَمَـنْ يطْلُـبْ لِلَمْـعِ الْبَرْقِ شَأْواً
يَجِــدْهُ أَعــزَّ مَطْلُــوبٍ لَحاقـا
وَمَـا بِالْجَـدِّ فَـاقَ النَّاسَ صِيتاً
وَلكِـنْ بِالنَّـدى وَالْبَـأْسِ فَاقـا
وَمَـنْ خَطَـبَ الْمَعـالِيَ بِالْعوَالِي
وَبِالْجَـدْوى فَقـدْ أَرْبى الصِّدَاقا
وإن طـرق العـدى لم يرض منهم
سـوى هـام الملـوك لـه طراقا
وَقَــدْ كَــرِهَ التَّلاَقِـيَ كُـلُّ صـَبٍّ
كَـأَنَّ إِلـي الفِراقِ بِهِ اشْتِيَاقا
وَشـَدَّد بِالْخِنـاقِ عَلَـى الأَعَـادِي
فَـتىً رَاخِـى بِنَـائِلِهِ الْخِنَاقـا
تَلاَقَــتْ عِنْــدَكَ الآمــالُ حَتّــى
أَبــى إِسـْرَافُ جُـودِكَ أَنْ يُلاَقـا
وَأَقْبَــلَ بِالْهَنَـاءِ عَلَيْـكَ عِيـدٌ
حَــدَاهُ إِلَيْــكَ إِقْبـالٌ وَسـَاقا
فَســَرَّكَ وَهْـوَ منْـكَ أَسـَرُّ قَلْبـاً
وَلاَ عَجَــبٌ إِن الْمُشــْتَاقُ شـَاقا
وَمِثْلُـكَ يَـا مُحَّمـدُ سـَاقَ جَيْشـاً
يُكَلِّــفُ نَفْـسَ رَائِيـهِ السـِّيَاقا
إذا الْخَيْـلُ الْعِتَـاقُ حَملْنَ هَمّاً
فَهَمُّـكَ يَحْمـلُ الْخَيْـلَ الْعِتَاقـا
وَمَـنْ عَشـِقَ الدِّقاقَ السُّمْرَ يَوْماً
فإِنَّـكَ تَعْشـَقُ السـُّمْرَ الْـدَّقَاقا
وَتَخْتَـرِمُ الْمُلُـوكَ بِها اخْتِرَاماً
وَتَخْتَـرِقُ الْعَجَـاجَ بِها اخْتِرَاقا
يَسـُرُّكَ أَنْ تُسـَاقِي الْجَيْـشَ كَأْساً
مِـنَ الْحَـرْبِ اصْطِباحاً وَاغْتِبَاقا
وَأَشــْجَعُ مَــنْ رَأَيْنَــاهُ شـُجَاعٌ
يُلاقِيــهِ الســُّرُورُ بِـأَنْ يُلاَقِـي
وَمَــا مَــاءٌ لِــذِي ظَمَــإٍ زُلاَلٌ
بِأَعْــذَب مِــنْ خَلاَئِقِــهِ مَـذاقا
حَبَــانِي جُــودُهُ عَيْشــاً كَـأَنِّي
ظَفِـرْتُ بِـهِ مِـنَ الدَّهْرِ استِرَاقا
فَأَيَّـــامِي بِــهِ بِيــضٌ يِقَــاقٌ
وَكَــانَتْ قَبْلَــهُ سـُوداً صـِفَاقا
وطَـوَّقَنِي ابْـنُ مَالِـكَ طَـوْقَ مَـنٍّ
فَصـُغْتُ مِـنَ الثَّنـاءِ لَـهُ نِطَاقا
أَرَى الأَيَّــامَ لاَ تُعْطِــي كَرِيمـاً
بُلُـــوغَ مُـــرَادِهِ إِلاَّ فَوَاقــا
فَلاَ عَاقَتْـكَ عَـنْ طَلَـبِ الْمَعَـالِي
إِذا الأَيَّــامُ كَـادَتْ أَنْ تُعَاقـا
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.