
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَئِنْ عَــدانِي زَمــانٌ عَــنْ لِقـائِكُمُ
لَمـا عَـدانِيَ عَـنْ تَـذْكارِ مـا سَلفَا
وَإِنْ تَعَـــوِّضَ قَــوْمٌ مِــنْ أَحِبَّتَهَــمْ
فَمــا تَعَوَّضــْتُ إِلاَّ الْوَجْـدَ وَالأَسـَفا
وَكَيْــفَ يَصــْرِفُ قَلْبـاً عَـنْ وِدادِكُـمُ
مَـنْ لا يَـرى مَنْكُـمُ بُدّاً إِذَا انْصَرَفا
مــا حــقُّ شـَوْقِي أَنْ يُثْنـى بِلائِمَـةٍ
وَلا لِــدَمُعِيَ أَنْ يُنْهــى إِذا ذَرَفــا
ما وَجْدُ مَنْ فارَقَ الْقَوْمَ الأُلى ظَعَنُوا
كَوَجْـدِ مَـنْ فَـارَقَ الْعَليْاءَ وَالشَّرَفا
لأَغْرَيَـــنَّ بِـــذَمِّ الْبَيْــنِ بَعْــدَكمُ
وَكَيْـفَ تَحْمَـدُ نَفْـسُ التَّـالِفِ التَّلَفا
أَمُــرُّ بِــالرَّوْضِ فِيــهِ مِنْكُـمُ شـَبَهٌ
فَأَغْتَــدِيَ بــارئاً وَأَنْثَنِــي دَنِفـا
وَيَخْطِـــرُ الْغَيْــثُ مُنْهَلاًّ فَيَشــْغَفُنِي
أَنِّـي أَرى فِيـهِ مِـنْ أَخْلاقِكُـمْ طَرَفـا
أَعْــدَيْتُمُ يـا بَنِـي عَمَّـارَ كُـلَّ يَـدٍ
بِـالجُودِ حتّـى كَـأَنَّ الْبُخْلَ ما عُرِفا
مـا كـاَنَ يُعْـرَفُ كَيْـفَ الْعَدْلُ قَبْلَكُمُ
حَتّـى مَلَكْتُـمْ فَسـِرْتُمْ سـِيرَةَ الْخُلَفا
مـا أَحْـدَثَ الدَّهْرُ عِنْدِي بَعْد فُرْقَتِكُمْ
إِلاَّ وِداداً كَمــاءِ الْمُـزْنِ إِذْ رُشـِفا
وَشـــُرِّداً مِـــنْ ثَنــاءٍ لا يُغِبُّكُــمُ
مُضــَمَّناً مُلَــحَ الأَشــْعَارِ وَالطٌّرَفـا
كَــالوَرْدِ نَشـْراً وَلكِـنْ مِـنْ سـَجِيَّتِهِ
أَنْ لَيْــسَ يَبْـرَحُ غَضـّاً كُلَّمـا قُطِفـا
مَحامِـدٌ لَيْـسَ يُبْلِـي الـدَّهْرُ جِـدَّتَها
وَكَيْـفَ تَبْلـى وَقَـدْ أَوْدَعْتُها الصُّحُفا
غُــرٌّ إِذا أَنْشــِدَتْ كَــادَتْ حَلاَوَتُهـا
تُرْبِـي الْقَصـائِدَ مِـنْ أَبْكارِها نُتفَا
يَغْنـى بِهـا الْمَجْدُ عَنْ عَدْلٍ عَلَيَّ وَمَنْ
يَبْغِـي الشـُّهُودَ عَلَى مَنْ جاءَ مُعْتَرِفا
مـا أَنْتُـمُ بِالنَّـدى إِذْ كَـانَ دِينَكُمُ
أَشـَدُّ مِنِّـي عَلَـى بُعْـدِي بِكُـمْ شـَغَفَا
مَـنْ راكِـبٌ وَاصـِفٌ شـَوْقِي إِلـى مَلِـكٍ
لا يَخْجَــلُ الــرَّوْضُ إِلاَّ كُلَّمـا وُصـِفَا
يُثْنِـي بِحَمْـدِ جَلاَلِ الْمُلْـكِ عَـنْ نِعَـمٍ
عِنْـدِي بِمـا رَقَّ مِـنْ شـُكْرِي لَهُ وَصَفا
قُــلْ لِلْهُمـامِ رَعـى الآمـالَ بَعْـدَكُمُ
قَـوْمٌ فَرُحْـتُ أَسـُوقُ الْعُـرَّ وَالْعُجُفـا
إِنْ كــانَ يَخْشــُنُ لِلأَعْــداءِ جـانِبُهُ
فَقَــدْ يَلِيــنُ لرِاجِـي سـَيْبِهِ كَنَفَـا
حاشــا لِمَــنْ حَكَّمَـتْ نُعْمـاكَ هِمَّتَـهُ
أَلاَّ يَبِيــتَ مِــنَ الأَيَّــامِ مُنْتَصــِفا
كَـمْ عَزْمَـةًٍ لَـكَ فِـي الْعَلْياءِ سابِقَةٍ
إِذا جَـرى الـدَّهْرُ فِي مَيْدانِها وَقَفا
وَبَلْــدَةٍ قَـدْ حَماهـا مِنْـكَ رَبُّ وَغـىً
لا تَسـْتَقِيل الـرَّدى مِنْـهُ إِذا دَلَفَـا
إِنْ أَقْلَـقَ الْخَطْـبُ كَـانَتْ مَعْقِلاً حَرَماً
أَوْ الْمَحْـلُ طبـق كَـانَتْ رَوْضـَةً أُنُفا
إِنَّ النَّعِيــمَ لِبــاسٌ خَــوَّلَتْهُ بِكُـمْ
فَــدامَ مِنْكُـمْ عَلَـى أَيَّامِهـا وَضـَفا
إِنْ كُنْـتَ غـادَرْتَ فـي دُنْياكَ مِنْ شَرَفٍ
فَــزادَكَ اللـهُ مِـنْ إِحْسـانِهِ شـَرَفا
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.