
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـكَ الْخَيْـرُ قَـدْ أَنْحـى عَلَـيَّ زَمَاني
وَمَـالي بِمـا يَـأْتِي الزَّمَـانُ يَـدَانِ
كَــأَنَّ صــُروفَ الـدَّهْرِ لَيْـسَ يَعُـدُّهَا
صـــُرُوفاً إِذَا مَكْرُوهُهُـــنَّ عَــدَانِي
وَلَـوْ أَنَّ غَيْـرَ الدَّهْرِ بِالْجَوْرِ قَادَني
جَمَحْــتُ وَلكِــنْ فــي يَـدَيْهِ عِنَـابِي
مُنِيـتُ بِبَيْـعِ الشـِّعْرِ مِـنْ كُـلِّ بَاخِلٍ
بِخُلْـــفِ مَوَاعِيـــدٍ وَزُورِ أَمَـــانِي
وَمَـنْ لِـي بِـأَنْ يُبْتَـاعَ مِنِّـي وَإِنَّما
أُقِيــمُ لِمــاءِ الْـوَجْهِ سـُوقَ هَـوَانِ
ِإذَا رُمْتُ أَنْ أَلْقى بِهِ الْقَوْمَ لَمْ يَزَلْ
حَيـــائِي وَمَـــسُّ الْعُـــدْمِ يَقْتَتِلانِ
أَخَــافُ ســُؤَالَ الْبَــاخِلِينَ كَـأَنَّنِي
مُلاَقِــي الْـوَغى كُرْهـاً بِقَلْـبِ جَبَـانِ
قَعَــدْتُ بِمَجْــرَى الْحَادِثَـاتِ مُعَرَّضـاً
لأَســْبَابِها مَــا شــِئْنَ فِـيِّ أَتَـانِي
مُصـــَاحِبَ أَيَّـــامٍ تُجُــرُّ ذُيُولَهــا
عَلَـــيَّ بِـــأَنْواعٍ مِــنَ الْحَــدَثانِ
أَرَى الـرِّزْقَ أَمَّـا الْعَزْمُ مِنِّي فَمُوشِكٌ
إِلَيْــهِ وَأَمَّــا الْحَــظُّ عَنْـهُ فَـوانِ
وَهَــلْ يَنْفَعَنِّــي أَنَّ عَزْمِــيَ مُطْلَــقٌ
وَحَظِّــي مَــتى رُمْـتُ الْمَطَـالِبَ عَـانِ
وَمَـا زَالَ شـُؤْمُ الْجَـدّ مِـنْ كُلِّ طَالِبٍ
كَفِيلاً بِبُعْــدِ الْمَطلَــبِ الْمُتَــدَانِي
وَقَـدْ يُحْـرَمُ الْجَلْـدُ الْحَرِيـصُ مَرَامَهُ
وَيُعْطِــى مُنَـاهُ الْعَـاجِزُ الْمُتَـوَانِي
وَمِــنْ أَنْكَـدِ الأَحْـدَاثِ عِنْـدِيَ أَنَّنِـي
عَلَــى نَكَــدِ الأَحْــدَاثِ غَيْـرُ مُعَـانِ
فَهــا أَنَــا مَتْــرُوكٌ وَكُـلَّ عَظِيمَـةٍ
أُقارِعُهــا شــَأْنَ الْخُطُــوبِ وَشـَانِي
فَعَثْـراً لِـدَهْرٍ لاَ تَـرى فِيـهِ قَـائلاً
لَعَــاً لِفَــتىً زَلَّــتْ بِـهِ الْقَـدَمَانِ
فَهَــلْ أَنْــتَ مُــولٍ نِعْمـةً فَمُبَـادِرٌ
إِلَــيَّ وَقَــدْ أَلْقَـى الـرِّدى بِجِـرانِ
وَحَــطَّ عَلــيَّ الـدَّهْرُ أَثْقـالَ لُـؤْمِهِ
وَتِلْــكَ الَّتِــي يَعْيَـا بِهـا الثَّقَلاَنِ
وَمُسْتَخْلِصـِي مِـنْ قَبْضـَةِ الْفَقْرِ بَعْدَمَا
تَمَلَّـــكَ رِقِّـــي ذُلُّـــهُ وَحَـــوانِي
وَجَاعِــلُ حَمْــدِي مَـا بَقِيـتُ مُخَلَّـداً
عَلَيــكَ وَمَــا أَرْســَتْ هِضـَابُ أَبَـانِ
إِذاً تَقْتَنِـي شـُكْرَ امْرِيـءٍ غَيْرِ هَادِمٍ
بِكُفْـرِ الأَيَـادِي مَـا ارْتيَاحُـكَ بـانِ
فَمِثْلُـكَ أُنْـسِ الدَّوْلَـةِ انْتاشَ هَالِكاً
أَخَيِـــذَ مُلِمَّـــاتٍ أَســـِيرَ زَمَــانِ
وَغَـادَرَ مَـنْ يَخْشـَى الزَّمَـانَ كَأَنَّمـا
يُلاَقِيـــهِ مِـــنْ مَعْرُوفِــهِ بِأَمَــانِ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.