
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحَتّـى إِلـى الْعَلْياءِ يا خَطْبُ تَطْمَحُ
وَحَتّـى فُـؤَادَ الْمَجْـدِ يا حُزْنُ تَجْرَحُ
أَكُـــلُّ بَقـــاءٍ لِلفَنــاءِ مُؤَهَّــلٌ
وَكُـــلُّ حَيـــاةٍ لِلْحِمــامِ تُرَشــَّحُ
ســَلَبْتَ فَلَــمْ تَتْـرُكْ لِبـاقٍ بَقِيَّـةً
فَيــا دَهْــرُ هَلاَّ بِالأَفاضــِلِ تَسـْمَحُ
تَجــافَ عَـنِ الْمَعْـرُوفِ وَيْحَـكَ إِنَّـهُ
لِمـا يُجْتَـوى مِـنْ فَاسـِدٍ فِيكَ مُصْلِحُ
إِذا كُنْـتَ عَنْ ذِي الْفَضْلِ لَسْتَ بِصافِحٍ
فَواحَســْرَتا عمَّــنْ تَكُــفُّ وَتَصــْفَحُ
خَلِيلَـيَّ قَـدْ كـانَ الَّـذِي كانَ يُتَّقى
فَمــا عُـذْرُ عَيْـنٍ لاَ تُجُـودُ وَتَسـْفَحُ
قِفـا فَاقْضـِيا حَـقَّ الْمَعالِي وَقَلَّما
يَقُــومُ بِــهِ دَمْــعٌ يَجِــمُّ وَيَطْفَـحُ
فَمَنْ كانَ قَبْلَ الْيَوْمِ يَسْتَقْبِحُ الْبُكا
فَقَـدْ حَسـُنَ الْيَـوْمَ الَّذِي كانَ يَقْبُحُ
فَلا رُزْءَ مِــنْ هــذا أَعَــمُّ مُصـِيبَةً
وَلا خَطْــبَ مِــنْ هـذا أَمَـرُّ وَأَفْـدَحُ
مُصـابٌ لَوَ أَنَّ اللَّيْلَ يُمْنى بِبَعْضِ مَا
تَحَمَّـلَ مِنْـهُ الْمَجْـدُ مـا كانَ يُصْبِحُ
وَحُـزْنٌ تَسـاوى النَّـاسُ فِيـهِ وَإِنَّما
يَعُـمُّ مِـنَ الأَحْـزانِ مـا هُـوَ أَبْـرَحُ
تَـرى السـَّيْفَ لا يَهْتَـزُّ فِيـه كآبَـةً
وَلا زاعِبِيَّـــاتِ الْقَنـــا تَتَرَنَّــحُ
فَيـا لَلْمَعـالِي وَالْعَـوالِي لِهالِـكٍ
لَـهُ الْمَجْـدُ بـاكٍ وَالْمَكـارِمُ نُـوَّحُ
مَضـى مُـذْ قَضـى تِلْـكَ الْعَشِيَّةَ نَحْبَهُ
وَمَـا كُـلُّ مَغْبُـوقٍ مِـنَ الْعَيْشِ يُصْبَحُ
لَغـاضَ لَـهُ مَـاءُ النَّـدَى وَهْوَ سائِحٌ
وضـاق بِـهِ صـَدْرُ الْعُلـى وَهْوَ أَفيَحُ
ظَلِلْنا نُجِيلُ الْفِكْرَ هَلْ تَمْنَعُ الرَّدى
كَتــائِبُهُ وَالْيَــوْمُ أَرْبَــدُ أَكْلَـحُ
فَمـا مَنَعَـتْ بُتْـرٌ مِـنَ الْبِيـضِ قُطَّعٌ
وَلا نَفَعَــتْ جُـرْدٌ مِـنَ الْخَيْـلِ قُـرَّحُ
وَلا ذادَ مَشـْهُورٌ مِـنَ الْفَضـْلِ بـاهِرٌ
وَلا كَـفَّ مَعْـرُوفٌ مِـنَ الْخَيْـرِ أَسـْجَحُ
وَهَيْهـاتَ ما يَثْنِي الْحِمامَ إِذا أَتى
جِــدارٌ مُعَلَّــىً أَوْ رِتــاجٌ مَصــَفَّحُ
وَلا مُشـــْرِعاتٌ بِالأَســـِنَّةِ تَلْتَظِــي
وَلا عادِيــاتٌ فِــي الأَعِنَّــةِ تَضـْبَحُ
وَلا سـُؤْدَدٌ جَـمٌّ بِـهِ الْخَطْـبُ يُزْدَهـى
وَلا نـائِلٌ غَمْـرٌ بِـهِ الْقَطْـرُ يَفْضـَحُ
فَيـا لَلَّيـالِي كَيْفَ أَنْجُو مِنَ الرَّدى
وَخَلْفِــي وَقُـدَّامِي لَـهُ أَيْـنَ أَسـْرَحُ
أََأَرْجُو انْتِصاراً بَعْدَ ما خُذِلَ النَّدَى
وَآمُــلُ عِــزّاً والْكِــرامُ تُطَحْطَــحُ
أَرى الإِلْفَ ما بَيْنَ النُّفُوسِ جَنى لهَا
جَوانِــحَ تُــذْكَى أَوْ مَـدامِعَ تَقْـرَحُ
فَيـا وَيْـحَ إِخْوانِ الصَّفاءِ مِنَ الأَسَى
إِذا ما اسْتَرَدَّ الدَّهْرُ ما كانَ يَمْنَحُ
وَمَـنْ عـاشَ يَوْمـاً سـَاءَهُ مـا يَسُرُّهُ
وَأَحْزَنَـهُ الشـَّيْءُ الَّـذِي كـانَ يُفْرِحُ
عَـزاءً جَلالَ الْمُلْـكِ إِنَّـكَ لَـمْ تَـزَلْ
بِفَضـْلِ النُّهَى فِي مَقْفَلِ الْخَطْبِ تَفْتَحُ
فَـذا الدَّهْرُ مَطْوِيٌّ عَلَى الْبُخْلِ بَذْلُهُ
يَعُــودُ بِمُــرِّ الْمَـذْقِ حِيـنَ يُصـَرِّحُ
يُسـاوِي لَـدَيْهِ الْفَضْلَ بِالنَّقْصِ جَهْلُهُ
وَســيَّانِ لِلْمَكْفُــوفِ مُمْسـىً وَمُصـْبَحُ
وَمِثْلُــكَ لا يُعْطِـي الـدُّمُوعَ قِيـادَهُ
وَلَـوْ أَنَّ إِدْمـانَ الْبُكـا لَـكَ َأرْوَحُ
وَلَـوْ كـانَ يُبْكـي كُـلُّ مَيْـتٍ بِقَدْرِهِ
إِذاً عَلِمَــتْ جَمَّاتُهــا كَيْـفَ تُنْـزَحُ
لَســالَتْ نُفُــوسٌ لا دُمُــوعٌ مُرِشــَّةٌ
وَعَـــمَّ حَمـــامٌ لا ســَقامٌ مُبَــرِّحُ
وَمـا كُنْـتَ إِذْ تَلْقى الْخُطُوبَ بِضارِعٍ
لَهــا أَبَــداً أَنّـي وَحِلْمُـكَ أَرْجَـحُ
وَكَـمْ عَصـَفَتْ فِـي جانِبِيْـكَ فَلَمْ تَبِتْ
لَهــا قَلِقــاً وَالطَّـوْدُ لا يَتَزَحْـزَحُ
وَأَيُّ مُلِـــمٍّ فِـــي عَلائِكَ يَرْتَقِـــي
وَأَيُّ الرَّزايــا فِـي صـَفاتِكَ يَقْـدَحُ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.