
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعْطـى الشـَّبابَ مِنَ الآرابِ ما طَلبَا
وَراحَ يَخْتـالُ فـي ثَـوْبَيْ هَوىً وَصِبا
لَـمْ يُـدْرِكِ الشـَّيْبُ إِلاّ فَضـْلَ صَبْوَتِه
كَمـا يُغـادِرُ فَضـْلَ الْكَأْسِ مَنْ شَرِبا
رَأَى الشـَّبِيبَةَ خَطّـاً مُونِقـاً فَـدَرى
أَنَّ الزَّمـانَ سـَيَمْحُو مِنْـهُ ما كَتَبا
إِنَّ الثَّلاثِيـنَ لَـمْ يُسـْفِرْنَ عَـنْ أَحَدٍ
إِلاّ ارْتَـدى بِـرِداءِ الشِّيْبِ وانْتَقَبَا
وَالْمَـرْءُ مَـنْ شـَنَّ فِي الأَيّامِ غارَتَهُ
فَبـادَرَ الْعَيْـشَ بِاللَّـذّاتِ وَانْتَهَبا
مــا شـاءَ فَلْيَتَّخِـذْ أَيّـامَهُ فُرَصـاً
فَلَيْــسَ يَــوْمٌ بِمَـرْدُودٍ إِذا ذَهَبَـا
هَـلِ الصـِّبي غَيْـرُ مَحْبُـوبٍ ظَفِرْتُ بِهِ
لَـمْ أَقْـضِ مِنْ حُبِّهِ قَبْلَ النَّوى أَرَبا
إِنِّـي لأَحْسـُدُ مَـنْ طـاحَ الْغَـرامُ بِهِ
وَجَـاذَبَتْهُ حِبـالُ الشـَّوْقِ فَانْجَـذَبا
وَالْعَجْـزُ أَنْ أَتْـرُكَ الأُوْطـارِ مُقْبِلَةً
حتّـى إِذا أَدْبَـرَتْ حاوَلْتُهـا طَلَبـا
مـالِي وَلِلْحَـظِّ لا يَنْفَـكُّ يَقْـذِفُ بِـي
صــُمِّ الْمَطــالِبِ لا وِرْداً وَلا قَرَبـا
أَصـْبَحْتُ فِـي قَبْضـَةِ الأَيّـامِ مُرْتَهَناً
نـائِي الْمَحَـلِّ طَرِيـداً عَنْهُ مُغْتَرِبا
أَلَــحَّ دَهْــرٌ لَجُـوجٌ فِـي مُعانَـدَنِي
فَكُلَّمــا رُضــْتُه فِـي مَطْلَـبٍ صـَعُبا
كَخـائِضِ الُوَحْـلِ إِذْ طالَ الْعَناءُ بِهِ
فَكُلَّمــا قَلْقَلَتْــهُ نَهْضــَةٌ رَســَبا
لأَســْلُكَنَّ صــُرُوفَ الــدَّهْرِ مُقْتَحِمـاً
هُـوْلاً يُزَهِّـدُ فِـي الأَيّـامِ مَـنْ رَغِبا
غَضــْبانَ لِلْمَجْـدِ طَلاّبـاً بِثَـأْرِ عُلاً
وَاللَّيْـثُ أَفْتَـكُ مـا لاقى إِذا غَضِبا
عِنْـدِي عَـزائمُ رَأْيٍ لُـوْ لَقِيـتُ بِها
صـَرْفَ الزَّمـانِ لَـوَلىّ مُمْعِنـاً هَرَبا
لا يَمْنَعَنَّــكَ مِــنْ أَمْــرٍ مَخــافَتُهُ
لَيْـسَ الْعُلـى النَفِيسِ يَكْرَهُ الْعَطَبا
كُـنْ كَيْفَ شِئْتَ إِذا ما لَمْ تَخِمْ فَرَقاً
لا عَيْـبَ لِلسـَّيْفِ إِلاّ أَنْ يُقـالَ نَبـا
لا تَلْـحَ فِـي طَلَـب الْعَلْياءِ ذا كَلَفٍ
فَقَلَّمـا أَعْتَـبَ الْمُشـْتاقُ مَـنْ عَتَبا
لَتَعْلَمَـنَّ بَنـاتُ الـدَّهْرِ مـا صـَنَعَتْ
إِذا اسْتَشاطَتْ بَناتُ الْفِكْرِ لِي غَضَبا
هِـيَ الْقَـوافِي فَـإِنْ خَطْـبٌ تَمَرَّسَ بِي
فَهُـنَّ مـا شـاءَ عَزْمِي مِنْ قَنَاً وَظُبا
عَقــائِلٌ قَلَّمــا زُفَّــتْ إِلـى مَلِـكٍ
إلاّ أَبــاحَ لَهُــنَّ الْـوُدَّ وَالنَّشـَبا
غَـرائِبٌ ما حَدا الرَّكْبُ الرِّكابَ بِها
إِلاّ تَرَنَّحْــنّ مِــنْ تَرْجِيعهِـا طَرَبـا
مِـنْ كُـلِّ حَسْناءَ تَقْتادُ النُّفُوسَ هَوىً
إِذا أَلَــمَّ بِســَمْعٍ رَجْعُهــا خَلَبـا
شـامَتْ بُـرُوقَ حَيـاً بـاتَتْ تَشِبُّ كَما
تُجـاذِبُ الرِّيحُ عَنْ أَرْماحِها الْعَذَبا
وَاسْتَوْضــَحَتْ ســبُلً الآمـالِ حـائِدَةً
عَــنِ الْمُلُـوكِ إِلـى أَعْلاهُـمُ حَسـَبا
تَــؤُمُّ أَبْهَرَهُــمْ فَضــْلاً وَأَغْمَرَهُــمْ
بَـــذْلاً وَأَفْخَرَهُــمْ فِعْلاً وَمُنْتَســَبا
تَفَيَّـأَتْ ظِـلَّ فَخْـرِ الْمُلْـكِ وَاغْتَبَطَتْ
بِحَيْـثُ حُـلَّ عِقـالُ الْمُـزْنِ فَانْسَكَبا
حَتّــى إِذا وَرَدَتْ تَهْفُــو قَلائِدَهــا
أَلْفَـتْ أَغَـرَّ بِتـاجِ الْمَجْـدَ مُعْتَصِبا
أَشــَمَّ أَشــْوَسَ مَضــْرُوباً ســُرادِقُهُ
عَلـى الْمَالِـكِ مُـرْخٍ دُونَها الْحُجُبا
مُمَنَّـعَ الْعِـزِّ مَعْمُـورَ الْفِنـاءِ بِـهِ
مُظَفَّــرَ الْعَــزْمِ وَالآراءِ مُنْتَجَبــا
مِـنْ مَعْشـَرٍ طالَمـا شـَبُّوا بِكُلِّ وَغىً
نـاراً تَظَـلُّ أَعـادِيهِمْ لهَـا حَطَبـا
بِيــضٌ تَوَقَّــدُ فِـي أَيْمـانِهِمْ شـُعَلٌ
هِـيَ الصـَّواعِقُ إِذْ تَسـْتَوْطِنُ السُّحُبا
مِــنْ كُــلِّ أرْوَعَ مَضـّاءٍ إِذا قَصـُرتْ
خُطـى الْمُحـامِينَ فِـي مَكْرُوهَةٍ وَثَبا
ذا لا كَمَـنْ قَصـَّرَتْ فِـي الْمَجْدِ هِمَّتُهُ
فَبـاتَ يَسـْتَبْعِدُ الْمَرْمى الَّذِي قَرُبا
عَضـْبِ الْعَزِيمَـةِ لَـوْ لاقَـتْ مَضارِبُها
طُـوْداً مِـنَ الْمُشْرِفاتِ الصُّمِّ لاَنْقَضَبا
زاكِـي الْعُـرُوقِ لَـهُ مِـنْ طَيِّـءٍ حَسَبٌ
لُوْ كَانَ لَفْظاً لَكانَ النَّظْمَ وَالْخُطَبا
الْهَـادِمِينَ مِـنَ الأَمْـوالِ ما عَمَرُوا
وُالْعـامِرِينَ مِـنَ الآمـالِ مـا خَرِبا
رَهْـطِ السـَّماحِ وَفِيهِـمْ طـابَ مَوْلِدُهُ
إِنَّ السـَّماحَ يَمـانٍ كُلَّمـا انْتَسـَبا
أَمّـا الْمُلُـوكُ فَمـالِي عِنْدَهُمْ هَمِمِي
وَالْشـُّهْبُ تَحْسَبُها مِنْ فَوْقِها الشُّهُبا
خَلا نَـــدى مَلِــكٍ تُصــْبِي خَلائِقُــهُ
قَلْـبَ الثَّنـاءِ إِذا قَلْبُ الْمُحِبِّ صَبا
لَقَـدْ رَمَتْ بِي مَرامِيها النَّوى زَمناً
فَـالْيَوْمَ لا أَنْتَحِي فِي الأَرْضِ مُضْطَرَبا
أَأَرْتَجِــي غَيْــرَ عَمّــارٍ لِنائِبَــةٍ
إِذَنْ فَلا آمَنَتْنِــي كَفُّــهُ النُّوبَــا
الْمَـانِعُ الْجارَ لُوْ شاءَ الزَّمانُ لَهُ
مَنْعـاً لَضـاقَ بِـهِ ذَرْعـاً وَإِنْ رَحُبا
الْبَـاذِلُ الْمـالَ مَسـْئُولاً وَمُبْتَـدِئاً
وَالصـائِنُ الْمَجْـدَ مَوْرُوثاً وَمُكْتَسَبا
اَلْـواهِبُ النِّعْمَـةَ الْخَضْرَاءَ يُتْبِعُها
أَمْثالَهـا غَيْـرَ مُعْتَـدٍّ بِمـا وَهَبـا
إِذا أَرَدْتُ أَفــــاءَتْنِي عَـــواطِفُهُ
ظِلاًّ يُريـحُ لِـيَ الْحَـظِّ الَّـذِي عَزَبـا
وَالْجَـدُّ وَالْفَهْـمُ أَسـْنى مِنْحَةٍ قُسِمَتْ
لِلطــالِبينَ وَلكِـنْ قَلَّمـا اصـْطَحَبا
أَرانِــي الْعَيْـشَ مُخْضـَراً وَأَسـْمَعَنِي
لَفْظـاً إِذا خـاضَ سَمْعاً فَرَّجَ الْكُرَبا
خَلائِقُ حَســـُنَتْ مَـــرْأىً وَمُســْتَمَعاً
قَـوْلاً وَفِعْلاً يُفِيـدُ الْمـالَ وَالأَدَبـا
كَـالرَّوْضِ أَهْـدى إِلـى رُوّادِهِ أَرَجـاً
يُـذْكِي النَّسـِيمَ وَأَبْدى مَنْظَراً عَجَبا
عـادَتْ بِسـَعْدِكَ أَعْيـادُ الزَّمانِ وَلا
زالَ الْهَنـاءُ جَدِيـداً وَالْمُنى كَثَبا
وَعِشـْتَ مـا شـِئْتَ لا زَنْـدٌ يُقالُ كَبا
يُوْمـاً وَلا بَـرْقُ غَيْـثٍ مِنْ نَداكَ خَبا
إِنَّ الزَّمــانَ بَـرَتْ عُـودِي نَـوائِبُهُ
فَمــا أُعَــدُّ بِـهِ نَبْعـاً وَلا غَرَبـا
وَغـالُ بِـالْخَفْضِ جَـدّاً كـانَ مَعْتَلِياً
وَبِــالْمَرارَةِ عَيْشـاً طالَمـا عَـذُبا
فَمـا سـَخا الْعَزْمُ بِي إِلاّ إِلَيْكَ وَلا
وَقَفْــتُ إِلاّ عَلَيْــكَ الظَّـنَّ مُحْتَسـِبا
يــا رُبَّ أَجْــرَدَ وَرْســِيٍّ ســَرابِلُهُ
تَكـادُ تَقْبِـسُ مِنْـهُ فِي الدُّجَى لَهَبا
إِذا نَضـا الْفَجْـرُ عَنْـهُ صـِبْغَ فِضَّتِهِ
أَجْـرى الصـَّباحُ عَلَـى أَعْطافِهِ ذَهَبا
يَجْـرِي فَتَحْسـُرُ عَنْـهُ الْعَيْـنُ ناظِرَةً
كَمـا اسْتَطارَ وَمِيضُ الْبَرْقِ وَالْتَهَبَا
جَــمِّ النَّشـاطِ إِذا ظُـنَّ الْكَلالُ بِـهِ
رَأْيــتَ مِـنْ مَـرَحٍ فِـي جِـدّهِ لَعِبـا
يَرْتـاحُ لِلْجَـرْيِ فِـي إِمْسـاكِهِ قَلِقاً
حَتّــى كَـأَنَّ لَـهُ فِـي راحَـةٍ تَعَبـا
يَطْغـى مِراحـاً فَيَعْتَـنُّ الصـَّهِيلُ لَهُ
كَـالْبَحْرِ جـاشَ بِـهِ الآذِي فَاصـْطَخَبا
جـادَتْ يَـداكَ بِـهِ فِي عُرْضِ ما وَهَبْتْ
قَبْلَ السُّؤَالِ وَأَحْرِ كالْيَوْمَ أَنْ تَهَبا
رفْقــاً بِنـا آلَ عَمّـارٍ إِذا طَلَعَـتْ
خَيْـلُ السَّماحِ عَلَى سَرْحِ الثَّنا سُرَبا
لا تَبْعَثُوهــا جُيُوشـاً يَـوْمَ جُـودِكُمُ
إِنَّ الطَّلائِعَ مِنْهــا تَبْلُــغُ الأَرَبـا
قَـدْ أَنْضَبَ الْحَمْدَ ما تَأْتِي مَكارِمُكُمْ
مـا خِلْـتُ أَنَّ مَعِينـاً قَبْلَـهُ نَضـَبا
وَلَـوْ نَظَمْـتُ نُجُـومَ اللَّيْـلِ مُمْتَدِحاً
لُـمْ أَقْـضِ مِنْ حَقِّكُمْ بَعْضَ الَّذِي وَجَبا
لأَشـــْكُرَنَّ زَمانــاً كــانَ حــادِثُهُ
وَغَـدْرُهُ بِـي إِلـى مَعْرُوفِكُـمْ سـَبَبا
فَكَــمْ كَسـا نِعْمَـةً أَدْنـى مَلابِسـِها
أَسْنى مِنَ النِّعْمَةِ الأُولى الَّتِي سَلَبا
وَمـا ارْتَشـَفْتُ ثَنايا الْعَيْشِ عِنْدَكُمُ
إِلاّ وَجَـدْتُ بِهـا مِـنْ جُـودِكُمْ شـَنبَا
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.