
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَبُوا طَيْفَكُمْ أَعْدى عَلَى النَّأْي مَسْراهُ
فَمَــنْ لِمَشــُوقٍ أَنْ يُهَــوِّمَ جَفْنــاهُ
وَهَـلْ يَهْتَـدِي طَيْـفُ الْخَيـالِ لِناحِـلٍ
إِذا السـُّقْمُ عَنْ لَحْظٍ الْعَوائِدِ أَخْفاهُ
غِنــىً فِــي يَـدِ الأَحْلامِ لا أَسـْتَفِيدُهُ
وَدَيْــنٌ عَلَــى الأَيّــامِ لا أَتَقاضـاه
وَمــا كُـلُّ مَسـْلُوبِ الرُّقـادِ مُعـادُهُ
وَلا كُــلُّ مَأْســُورِ الْفُـؤَادِ مَفـاداهُ
يَـرى الصـَّبْرَ مَحْمُـودَ الْعَواقِبِ مَعْشَرٌ
وَمـا كُـلُّ صـَبْرٍ يَحْمَـدُ الْمَرْءُ عُقْباهُ
لِــيَ اللـهُ مِـنْ قَلْـبٍ يُجَـنُّ جُنُـونُهُ
مَــتى لاحَ بَـرْقٌ بِـالْقَرِينَيْنِ مَهْـواهُ
أَحِـــنُّ إِذا هَبَّــتْ صــَباً مُطْمَئِنَّــةٌ
حَنِيـنَ رَذايـا الرَّكْـبِ أَوْشـَكَ مُغْداهُ
خَــوامِسَ حَلاّهــا عَـنِ الْـوِرْدِ مَطْلَـبٌ
بَعِيـدٌ عَلَـى الْبُزْلِ الْمَصاعِيبِ مَرْماهُ
هَـوىً كَلَّمـا عـادَتْ مِـنَ الشَّرْقِ نَفْحَةٌ
أَعـادَ لِـيَ الشـَّوْقَ الَّذِي كانَ أَبْداهُ
وَمــا شــَغَفِي بِالرِّيــحِ إِلاّ لأَنَّهــا
تَمُـــرُّ بِحَــيٍّ دُونَ رامَــةَ مَثْــواهُ
أُحِـبُّ ثَـرى الْـوادِي الَّذِي بانَ أَهْلُهُ
وَأَصـْبُو إِلـى الرَّبْعِ الَّذِي مَحَّ مَغْناهُ
فَمـا وَجَـد النِّضـْوُ الطَّلِيـحُ بَمِنْـزِلٍ
رَأْى وِرْدَهُ فِــي ســاحَتَيْهِ وَمَرْعــاهُ
كَوَجْــدِي بِـأَطْلالِ الـدِّيارِ وَإِنْ مَضـى
عَلَــى رَسـْمِها كَـرُّ الْعُصـُورِ فَـأَبْلاهُ
دَوارِسَ عَفّاهـــا النُّحُــولُ كَاَنَّمــا
وَجَـدْنَ بِكُـمْ بعْـدَ النَّوى ما وَجَدْناهُ
أَلا حَبَّــذا عَهْــدُ الْكَثِيــبِ وَنـاعِمٌ
مِـنَ الْعَيْـشِ مَجْـرُورُ الذُّيُولِ لَبِسْناهُ
لَيــالِيَ عاطَتْنــا الصـَّبابَةُ دَرَّهـا
فَلَـمْ يَبْـقَ مِنْهـا مَنْهَـلٌ ما وَرَدْناهُ
وَللـــهِ وادٍ دُونَ مَيْثـــاءِ حــاجِرٍ
تَصــِحُّ إِذا اعْتَـلَّ النَّسـِيمُ خُزامـاهُ
أُناشـــِدُ أَرْواحَ الْعَشــِيّاتِ كُلَّمــا
نَســَبْنَ إِلــى رَيّــا الأَحْبَّـةِ رَيّـاهُ
أَناشـَتْ عَـرارَ الرَّمْلِ أَمْ صافَحَتْ ثَرىً
أَغَــذَّ بِــهِ ذاكَ الْفَرِيــقُ مَطايـاهُ
خَلِيَلـيَّ قَـدْ هَـبَّ اشـْتِياقِي هُبُوبُهـا
حُســُوماً فَهَــلْ مِــنْ زَوْرَةٍ تَتَلافـاهُ
أَعِينــا عَلَـى وَجْـدِي فَليْـسَ بِنـافِعٍ
إِخاؤُكُمـــا خِلاًّ إِذا لَــمْ تُعِينــاهُ
أَمــا ســُبَّةٌ أَنْ تَخْــذُلا ذا صـَبابَةٍ
دَعـا وَجْـدَهُ الشـَّوْقُ الْقَـدِيمُ فَلَبّاهُ
وَأَكَمَـــدْ مَحْــزُونٍ وَأَوْجَــعُ مُمْــرَضٍ
مِـنَ الْوَجْـدِ شـاكٍ لَيْـسَ تُسْمَعُ شَكْواهُ
شــَرى لُبَّــهُ خَبْـلُ السـَّقامِ وَبـاعَهُ
وَأَرْخَصـــَهُ ســـَوْمُ الْغَــرامِ وَأَغْلاهُ
وَبِــالْجِزْعِ حَــيٌّ كلِّمـا عَـنَّ ذِكْرُهُـمْ
أَمـاتَ الْهَـوى مِنِّـي فُـؤاداً وَأَحْياهُ
تَمَنَّيْتُهُـــمْ بِــالرَّقْمَتَيْنِ وَدارُهُــمْ
بِـوادِي الْغَضـا يـا بُعْد ما أَتَمَنّاهُ
سـَقى الْوابِـلُ الرّبْعِـيُّ ماحِلَ رَبْعِكُمْ
وَراوحَــهُ مــا شــاءَ رَوْحٌ وَغـاداهُ
وَجَــرَّ عَلَيْــهِ ذَيْلَــهُ كُــلُّ مــاطِرٍ
إِذا مـا مَشـى فِـي عاطِلِ الْتُّرْبِ حَلاّهُ
وَمــا كنْـتُ لُـوْلا أَنَّ دَمْعِـيَ مـنْ دَمٍ
لأَحْمِـــلَ مَنّــاً لِلســَّحابِ بِســُقْياهُ
غَلــى أَنَّ فَخْـرَ الْمُلْـكِ لِلأَرْضِ كافِـلٌ
بِفَيْـض نَـدىً لا يَبْلُـغُ الْقَطْـرُ شَرْواهُ
بَصــُرْتُ بِأُمّــاتِ الْحَيــا فَظَنَنْتُهـا
أَنـــامِلَهُ إِنَّ الســـَّحائِبَ أَشــْباهُ
أَخُـو الْحَـزْمِ مـا فاجاهُ خَطْبٌ فَكادَهُ
وَذُو الْعَـزْمِ مـا عانـاهُ أَمْرٌ فَعَنّاهُ
وَســاعٍ إلــى غايــاتِ كُــلِّ خَفِيَّـةٍ
مِـنَ الْمَجْـدِ مـا جاراهُ خَلْقٌ فَباراهُ
بِـهِ رُدَّ نَحْـوِي فـائِتُ الْحَـظِّ راغِمـاً
وَأَسـْخَطَ فِـيَّ الـدَّهْرُ مَـنْ كانَ أَرْضاهُ
تَحــامَتْنِيَ الأَيّــامُ عِنْــدَ لِقــائِهِ
كَــأَنِّيَ فِيهــا بَأْسـُهُ وَهْـيَ أَعْـداهُ
إِلَيْـكَ رَحَلْـتُ الْعِيـسَ تَنْقُـلُ وَقْرَهـا
ثَنــــاءً وَلِلأَعْلـــى يُجَهَّـــزُ أَعْلاهُ
وَلا عُـذْرَ لِي إِنْ رابَنِي الدَّهْرُ بَعْدَما
تَوَخَّتْـكَ بِـي يـا خَيْـرَ مَـنْ تَتَوَخّـاهُ
وَرَكْـبٍ أَمَـاطُوا الْهَـمَّ عَنْهُـمْ بِهِمَّـةٍ
سـَواءٌ بِهـا أَقْصـى الْمَـرامِ وأَدْناهُ
قَطَعْــتُ بِهِــمْ عَـرْضَ الْفَلاةِ وَطالَمـا
رَمـى مَقْتَـلَ الْبَيْـداءِ عَزْمِي فَأَصْماهُ
وَســَيْرٍ كَإِيمــاضِ الْبُــرُوقِ وَمَطْلَـبٍ
لَبِسـْنا الـدُّجى مِـنْ دُونِـهِ وَخَلَعْناهُ
إِلـى الْمَلِـكِ الْجَعْـدِ الْجَزِيلِ عَطاؤُهُ
إِلـى الْقَمَـرِ السـَّعِدْ الْجَمِيلِ مُحَيّاهُ
إِلـى رَبْـعِ عَمّـارِ بْـنِ عَمّـارِ الَّـذِي
تَكَفَّـــلَ أَرْزاقَ الْعُفــاةِ بِجَــدْواهُ
وَلَمّـا بَلَغْنـاهُ بَلَغْنـا بِـهِ الْمُنـى
وَشـِيكاً وَأَعْطَيْنـا الْغِنى مِن عَطَاياهُ
فَـتىً لَـمْ نَمِـلْ يَوْمـاً بِرُكْـنِ سَماحِهِ
عَلَــى حَــدثانِ الـدَّهْرِ إِلاّ هَـدَمْناهُ
مِـنَ الْقُوْمِ ياما أَمْنَعَ الْجارُ بَيْنَهُمْ
وَأَحْلَـى مَـذاقَ الْعَيْـشِ فِيهِمْ وَأَمْراهُ
وَأَصــْفى حَيــاةً عِنْــدُهمْ وَأَرَقَّهــا
وَأَبْــرَدَ ظِلاًّ فِــي ذَراهُــمْ وَأَنْـداهُ
اَغَـــرُّ صـــَبِيحٌ عِرْضـــُهُ وَجَبِينُــهُ
كَأَنَّهُمــــا أفْعـــالُهُ وَســـَجاياهُ
لَـكَ اللـهُ مـا أَغْـراك بِالْجُودِ هِمَّةً
ســُرُوراً بِمـا تَحْبُـو كَأَنَّـكَ تُحْبـاهُ
دَعَوْنـا رَقُـودَ الْحَـظِّ بِاسـْمِكَ دَعْـوَةً
فَهَــبَّ كَأَنّــا مــنْ عَقـالٍ نَشـَطْناهُ
وَجُـــدْتَ فَأَثْنَيْنــا بِحَمْــدِكَ إِنَّــهُ
ذِمــامٌ بِحُكْــمِ الْمَكْرُمـاتِ قَضـَيْناهُ
مَكــارِمُ أَدَّبْـنَ الزَّمـان فَقَـدْ غَـدا
بِهــا مُقْلِعــاً عَمّـا جَنـى وَتَجَنّـاهُ
أَيـامَنْ أَذاك الـدَّهْرُ حَمْـدِي فَصـانَهُ
وَقَلَّــصَ ظِــلَّ الْعَيْـشِ عنِّـي فَأَضـفْاهُ
وَعَلَّمَنِــي كَيْــفَ الْمَطــالِبُ جُــودُهُ
وَمـا كنْـتُ أَدْرِي مـا الْمَطالِبُ لَوْلاهُ
لأَنْــتَ الــذِي أَغْنَيْتَنِــي وَحَمَيْتَنِـي
لَيـــالِيَ لا مــالٌ لَــدَيَّ وَلا جــاهُ
أَنَلتَنِـيَ الْقَـدْرَ الَّـذِي كنْـتُ أَرْتَجِي
وَأَمَّنتَنِـي الْخطْـبَ الَّـذِي كُنْتُ أَخْشاهُ
وَأَمْضـَيْتَ عَضـْباً مِـنْ لِسـانِيَ بَعـدَما
عَمِـــرْتُ وَحَــدّاهُ ســَواءُ وَصــَفْحاهُ
وَســَرْبَلَتْنِي بِــالْبِرِّ حتّـى تَرَكْتَنِـي
بِحَيْـثُ يَرانِـي الـدَّهْرُ كُفْـؤاً وَإِيّاهُ
فَـدُوْنَك ذا الْحَمْـدَ الَّـذِي جَـلَّ لَفْظُهُ
وَدَقَّ عَلَـى الإفْهـامِ فِي الْفَضْلِ مَعْناهُ
فَلا طُـــلَّ إلاّ مــنْ حبــائِكَ رَوْضــُهُ
وَلا بــاتَ إلاّ فِــي فِنــائِكَ مَـأْواهُ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.