
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلِيلَــيَّ إِنْ لَــمْ تُسـْعِدا فَـذارنِي
وَلا تَحْســَبا وَجْــدِي الـذِي تَجِـدانِ
خُـذا مِنْ شُجُونِي ما يَدُلُّ عَلَى الْجَوى
فَمــا النّـارُ إِلاّ تَحْـتَ كُـلِّ دُخـانِ
أَمـاتَ الْهَـوى صَبْرِي وَأَحْيا صَبابَتِي
فَهــا أنــا مَغْلُـوبٌ كَمـا تَرَيَـانِ
وَلَـوْ أَنَّ مَـنْ أَهْـواهُ عـايَنَ لُوْعَتِي
لُعَنَّفَنِـــي فِـــي حُبِّــهِ وَلَحــانِي
تَحَمَّلْـتُ مِـنْ جُـوْرِ الأَحِبَّـةِ مـا كَفى
فَلا يَبْهَظَنِّــي الْيَـوْمَ جَـوْرُ زَمـانِي
وكَيْـفَ احْتفِـالي بِالزَّمـانِ وَصـَرْفِهِ
وَمـا زالَ فَخْـرُ الْمُلْـكِ مِنْهُ أَمانِي
عَلِقْــتُ إِذا مـا رُمْـتُ عَـدَّ كِرامِـهِ
بِــأَوَّلِ مَــنْ يُثْنـى عَلَيـهِ بَنـانِي
بِــأَزْهَرَ وَضــَّاحِ الْجَــبينِ مُهَــذَّبٍ
جَمِيــلِ الْحَيــا مـاضٍ أَغَـرَّ هِجـانِ
إِذا آلُ عَمّـــارٍ أَظَلَّـــكَ عِزُّهُـــمْ
فَغَيْــرُكَ مَـنْ يَخْشـى يَـدَ الْحَـدَثانِ
هُــمُ الْقَـوْمُ إِلاَّ أَنَّ بَيْـنَ بُيُـوتِهِمْ
يُهـانُ الْقِـرى وَالْجـارُ غَيْـرُ مُهانِ
هُــمُ أَطْلَقُـوا بِـالْجُودِ كُـلَّ مَصـَفَّدٍ
كَمـا أَنْطَقُـوا بِالْحَمْـدِ كُـلَّ لِسـانِ
لَهُمْ بِك فَخْرَ الْمُلْكِ فَخْرٌ عَلَى الْوَرى
لَــهُ شــائِدٌ مِــنْ راحَتَيْـكَ وَبَـانِ
نُجُــومُ عَلاءٍ فِــي ســَماءِ مَنــاقِبٍ
عَلِـــيٌّ وَعَمّــارٌ بِهــا الْقَمَــرانِ
هَنيئاً لَــكَ الأَيّـامُ فَالـدَّهْرُ كُلُّـهُ
إِذا وَقــاكَ اللــهُ دَهْــرُ تَهــانِ
لِـذا الْخَلْـقِ عِيدٌ فِي أَوانٍ يَزُورُهُمْ
وَأَنْـــتَ لَنــا عِيــدٌ بِكُــلِّ أَوانِ
فَحَسـْبِي مِـنَ النَّعْمـاءِ أَنَّكَ وَالنَّدى
خَلِيلاً صـــَفاءِ لَيْـــسَ يَفْتَرِقـــانِ
إِذا رُمْـتُ شـِعْرِي فِـي عُلاكَ أَطـاعَنِي
وَإِنْ رُضـْتُ فِكْـرِي فِـي سـِواكَ عَصاني
وَمــا ذاكَ إِلاّ أَنَّنِــي لَــكَ نـاطِقٌ
بِمْثِـلِ الَّـذِي يُطْـوى عَلَيْـهِ جَنـانِي
أَلاّ حَبَّــذا دَهْــرٌ إِلَيْــكَ أَصـارَنِي
وَخَطْــبٌ إِلـى جَـدْوى يَـدَيكَ دَعـانِي
لَقَــدْ أَثْمَـرَتْ أَيّـامُهُ لِـيَ أَنْعُمـاً
وَلَــوْلاكَ لَـمْ يُثْمِـرْنَ غَيْـرَ أَمـانِي
وَإِنِّــي لَتَقْتــادُ الْمَطـالِبَ هِمَّتِـي
فَــأَرْجَعُ مَثْنِيًّــا إِلَيْــكَ عَنــانِي
وَإِنِّــي لأَرْجُــو مـنْ عطـائِكَ رُتْبَـةً
يُقَصـــِّرُ عَـــنْ إِدْراكِهــا الثَّقَلانِ
فَمـا تَقْـرُبُ الـدُّنْيا وَعَطْفُـكَ نازِحٌ
وَلا تَبْعُــدُ النُّعْمــى وَجُــودُكَ دانِ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.