
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى الْعَلْيـاءَ واضِحَةَ السَّبِيلِ
فَمـا لِلْغُـرِّ سـالِمَةَ الْحُجُـولِ
إِلـى كَمْ يَقْتَضِيكَ الْمَجْدُ دَيْناً
تُحِيـلُ بِهِ عَلَى الْقَدَرِ الْمَطُولِ
وَأَيُّ فَــتىً تَمـرَّسَ بِالْمعـالِي
فَلَـمْ يَهْجُـمْ عَلَـى خَطَـرٍ مَهُولِ
وَإِنَّ عَنـاقَ حَـرِّ الْمَـوْتِ أَوْلى
بِـذِي الإِمْلاقِ مِـنْ بَرْدِ الْمَقِيلِ
وَمـا كـانَتْ مُنىً بَعُدَتْ لِتَغْلُو
بِطُـولِ مَشـَقَّةِ السـَّيْرِ الطَّويلِ
فَكَيْـفَ تَخِيـمُ وَالآمـالُ أَدْنـى
إِلَيْكَ مِنَ الْقِداحِ إِلى الْمُجِيلِ
وَقَدْ نادى النَّدى هَلْ مِنْ رَجاءٍ
وَقـالَ النَّيْـلُ هَلْ مِنْ مُسْتَنِيلِ
وَلَــمْ أَرَ قَبْلَـهُ أَمَلاً جَـواداً
يُشـارُ بِـهِ إِلـى عَـزْمٍ بَخِيـلِ
عَلامَ تُــرَوِّضُ الْحَصـْباءُ خِصـْباً
وَتَجْـزَعُ أَنْ تُعَـدَّ مِـنَ الْمُحُولِ
وَكَيْـفَ تَـرى مِياهَ الْفَضْلِ إِلاّ
وَقَـدْ رُشـِفَتْ بِـأَفْواهِ الْعُقُولِ
لَقَـدْ أَعْطَتْـكَ صـِحَّتَها الأَمانِي
فَلا تَعْتَــلَّ بِــالْحَظِّ الْعَلِيـلِ
وَمـا لَكَ أَنْ تَسُومَ الدَّهْرَ حَظّاً
إِذا مـا فُزْتَ بِالذِّكْرِ الْجَمِيلِ
إِذا أَهْلُ الثَّناءِ عَلَيْكَ أَثْنَوا
فَسـِرْ فِـي الْمَكْرُماتِ بِلا دَلِيلِ
أرى حُلَـلَ النَّباهَـةِ قَدْ أَظَلَّتْ
تُنـازِعُ فِـيَّ أَطْمـارَ الْخُمُـولِ
فَيـا جَـدِّي نَهَضـْتَ وَيا زمَانِي
جَنَيْـتَ فَكُنْـتَ أَحْسـنَ مُسـْتَقِيلِ
وَيـا فَخْـرِي وَفَخْرُ الْمُلْكِ مُثْنٍ
عَلَــيَّ لَقَـدْ جَرَيْـتُ بِلا رَسـِيلِ
تَفَنَّـنَ فِي الْعَطاءِ الْجَزْلِ حَتّى
حَبـانِي فِيـهِ بِالْحَمْدِ الْجَزِيلِ
فَهـا أَنـا بَيْـنَ تَفْضِيلٍ وَفَضْلٍ
تَبَــرُّعُ خَيْــرِ قَــوّالٍ فَعُـولِ
غَرِيـبُ الْجُـودِ يَحْمَـدُ سائِلِيهِ
وَفَـرْضُ الْحَمْـدِ أَلْـزَمُ لِلسَّؤُولِ
سـَقانِي الـرِّيَّ مِـنْ بِشرٍ وَجُودٍ
كَما رَقَصَ الْحَبابُ عَلَى الشَّمُولِ
وَأَعْلَـمُ أَنَّ نَشـْوانَ الْعَطايـا
سـَيَخْمَرُ بِـالْغِنى عَمّـا قَلِيـلِ
أَمــا وَنَـداكَ إِنَّ لَـهُ لَحَقًّـا
يُبِــرُّ بِــهِ أَلِيَّـةَ كُـلِّ مُـولِ
لَئِنْ أَغْرَبْـتَ فِي كَرَمِ السَّجايا
لَقَـدْ أَغْربْـتَ عَـنْ كَرَمِ الأُصُولِ
أَلا أَبْلِــغْ مُلُـوكِ الأَرْضِ أَنِّـي
لَبِسـْتُ الْعَيْـشَ مَجْرُورَ الذُّيُولِ
لَـدى مَلِـكٍ مَـتى نَكَّبْـتَ عَنْـهُ
فَلَسـْتَ عَلَـى الزَّمانِ بِمُسْتَطِيلِ
وَلَمّــا عَـزَّ نـائِلُهُمْ قِيـاداً
وَهَبْـتُ الصـَّعْبَ مِنْهُـمْ لِلذَّلُولِ
وَطَلَّقْـتُ الْمُنى لا الْعَزْمُ يَوْماً
لَهُــنَّ وَلا الرَّكـائِبُ لِلـذَّمِيلِ
وَلُـــوْلا آلُ عَمّــارِ لَبــاتَتْ
تَـرى عَـرْضَ السَّماوَةِ قِيدَ مِيلِ
أَعَزُّونِــي وَأَغْنَــوْنِي وَمِثْلِـي
أُعِيــنَ بكُــلِّ مَنّــاعٍ بَـذُولِ
وَحَســْبُكَ أَنَّنِــي جـارٌ لِقَـوْمٍ
يُجِيـرُونَ الْقَـرارَ مِنَ السُّيُولِ
أَلا للــهِ دَرُّ نَـوىً رَمَـتْ بِـي
إِلـى أَكْنـافِ ظِلِّهِـمِ الظَّلِيـلِ
وَدَرُّ نَــوائِبٍ صــَرَفَتْ عِنـانِي
إِلـى تِلْقـائِهِمْ عِنْـدَ الرَّحِيلِ
أُسـَرُّ بِـأَنَّ لِـي جَـدّاً عَثُـوراً
وَعَمّــارُ بْــنُ عَمّـارٍ مُقِيلـي
وَلَـوْلا قُرْبُـهُ مـا كُنْـتُ يَوْماً
لأَشـْكُر حـادِث الْخَطْـبِ الْجَلِيلِ
وَقَدْ يَهْوى الْمُحِبُّ الْعَذْلَ شَوْقاً
إِلـى ذِكْـرِ الأَحِبَّـةِ لا الْعَذُولِ
لَـهُ كَـرَمُ الْغَمامِ يَجُودُ عَفْواً
فَيُغْنِـي عَـنْ ذَرِيـعٍ أَوْ وَسـِيلِ
وَمـا إِن زِلْـتُ أَرْغَبُ عَنْ نَوالٍ
يُقَلِّـدُنِي يَـداً لِسـَوى الْمُنِيلِ
تَجُـودُ بِطِيـبِ رَيّاها الْخُزامى
وَيَغْـدُو الشُّكْرُ لِلرِّيحِ الْقَبُولِ
وَغَيْــرِي مَـنْ يُصـاحِبُهُ خُضـُوعٌ
أَنَـمُّ مِنَ الدُّمُوعِ عَلَى الْغَلِيلِ
يَعُـبُّ إِذا أَصـابَ الضَّيْمُ شَرْباً
وَبَعْـضُ الـذُّلِّ أَوْلـى بِالذَّلِيلِ
تَرَفَّـعَ مَطْلَبِـي عَـنْ كُـلِّ جُـودٍ
فَمـا أَبْغِـي بِجُـودِكَ مِنْ بَدِيلِ
وَمـالِيَ لا أَعـافُ الطَّرْقَ وِرْداً
وَقَـدْ عَرَضـَتْ حِيـاضُ السَّلْسَبِيلِ
وَقَـدْ عَلَّمْتَنِـي خُلُـقَ الْمَعالِي
فَمــا أَرْتــاحُ إِلاّ لِلنَّبِيــلِ
وَلِـي عِنْـدَ الزَّمـانِ مُطالَباتٌ
فَمـا عُـذْرِي وَأَنْتَ بِها كَفيلي
وَإِنَّ فَــتىً رَآكَ لَــهُ رَجــاءَ
لأَهْــلٌ أَنْ يُبَلَّــغَ كُــلَّ سـُولِ
وَرُبَّ صــَنِيعَةٍ خُطِبَــتْ فَزُفَّــتْ
إِلـى غَيْرِ الْكَفِيءِ مِنَ الْبُعُولِ
أَبِـنْ قَدْرَ اصْطِناعِكَ لِي بِنُعْمى
تَبُـوحُ بِسـِرِّ مـا تُسْدِي وَتُولِي
إِذا مـا رَوَّضَ الْبَطْحـاءَ غَيْـثٌ
تَبَيَّـنَ فَضـْلُ عارِضـِهِ الْهَطُـولِ
وَأَعْلِـنْ حُسـْنَ رَأْيِـكَ فِيَّ يَرْجَحْ
عَـدُوِّي فِـي الْمَوَدَّةِ مِنْ خَلِيلِي
فَلَيْــسَ بِعـائِبِي نُـوَبٌ أَكَلَّـتْ
شـَبا عَزْمِـي وَلَمْ يَكُ بِالْكَلِيلِ
فَـإِنَّ السـَّيْفَ يُعْـرَفُ مـا بَلاهُ
بِمـا فِـي مَضْرِبَيْهِ مِنَ الْفُلُولِ
وَكَـائِنْ بِالْعَواصـِمِ مِـنْ مُعَنّىً
بِشـِعْرِي لا يَرِيـعُ إِلـى ذُهُـولِ
أَقَمْـتُ بأَرْضـِهِمْ فَحَلَلْـتُ مِنْها
مَحَـلَّ الْخـال فِي الْخَدِّ الأَسِيلِ
وَلكِـنْ قـادَنِي شـَوْقِي إِلَيْكُـمْ
وَحُبِّــي كُـلَّ مَعْـدُومِ الشـُّكُولِ
فَـأَطْلَعَ فِـي سَمائِكَ مِنْ ثَنائِي
نُجُـومَ عُلـىً تَجِـلُّ عَـنِ الأُفُولِ
ســَوائِرُ تَمْلأُ الآفــاقَ فَضـْلاً
تُعِيـدُ الْغُمْـرَ ذا رَأْيٍ أَصـيلِ
قَصـائِدُ كالْكَنـائِنِ فِي حَشاها
ســِهامٌ كَالنُّصــُولِ بِلا نُصـُولِ
نَـزائِعُ عَـنْ قِسِيِّ الْفِكْرِ يُرْمى
بِهـا غَـرَضُ الْمَـوَدَّةِ وَالذُّحُولِ
وَكُــنَّ إِذا مَرَقْـنَ بِسـَمْعِ صـَبٍّ
أَصـَبْنَ مَقاتِـلَ الْهَـمِّ الدَّخِيلِ
إِذا ما أُنْشِدَتْ فِي الْقَوْمِ رَقَّتْ
شـَمائِلُ يُـوْمِهِمْ قَبْـلَ الأَصـِيلِ
تـزُورُ أَبـا عَلِـيٍّ حَيْـثَ أَرْسَتْ
هِضـابُ الْغِـزِّ وَالْمَجـدْ الأَثِيلِ
ومـن يجزيـك عـن فعـل بقول
لقـد حـاولت عيـن المستحيل
وَكَيْـفَ لِـيَ السَّبِيلُ إِلى مَقالٍ
يُخَفِّـفُ مَحْمِـلَ الْمَـنِّ الثَّقِيـلِ
فَلا تَلِـمُ الْقَـوافِيَ إِنْ أَطَالَتْ
قَطِيعَـةَ بِـرَّكَ الْبَـرِّ الْوَصـُولِ
هَرَبْـتُ مِنَ ارْتِياحِكَ حِينَ أَنْحى
عَلَـى حَمْـدِي بِعَضـْبِ نَدىً صَقِيلِ
وَلَمّـا عُـذْتُ بِالْعَلْيـاءِ قالَتْ
لَعَلَّـكَ صـاحِبُ الشـُّكْرِ الْقَتِيلِ
فَيـا لَـكِ مِنَّـةً فَضـَحَتْ مَقالِي
وَمِثْلِـي فِـي الْقَرِيضِ بِلا مَثِيلِ
فَعُـذْراً إِنْ عَجَـزْتُ لِطُـولِ هَمِّي
عَـنِ الإِسـْهابِ وَالنَّفَس الطَّوِيلِ
فَـإِنْ وَجى الْجِيادِ إِذا تَمادى
بِهـا شَغَلَ الْجِيادَ عَنِ الصَّهِيلِ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.