
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِنَفْسـِي عَلَـى قُرْبِـهِ النَّـازِحُ
وَإِنْ غــالَنِي خَطْبُـهُ الْفـادِحُ
تَصــافَحَ تُرْبَتُــهُ وَالْنَّســِيمُ
فَنَشــْرُ الصــَّبا عَطِـرٌ فـائِحُ
كَــأَنَّ الْمُغَــرِّدَ فِـي مَسـْمَعِي
لِفَــرْطِ اكْتِئابِـي لَـهُ نـائِحُ
أَيـا نازِلاً حَيْثُ يَبْلى الْجَديدُ
وَيَـذْوِي أَخُـو الْبَهْجةِ الْواضِحُ
ذَكَرْتُـكَ ذِكْـرى الْمُحِبِّ الْحَبِيبَ
هَيَّجَهـــا الطَّلَــلُ الْماصــِحُ
فَمــا عَزَّنِــي كَبِــدٌ تَلْتَظِـي
وَلا خـــانَنِي مَــدْمَعٌ ســافِحُ
مُقِيــمٌ بِحَيْـثُ يَصـَمُ السـَّمِيعُ
وَيَعْمـى عَـنِ النَّظَـرِ الطّامِـحُ
يَـرِقُّ عَلَيْـكَ الْعَـدُوُّ الْمُبِيـنُ
وَيَرْثِـي لَـكَ الْحاسـِدُ الْكاشِحُ
كَـأَنْ لَمْ يَطُلْ بِكَ يَوْمَ الْفخَارِ
ســـَرِيرٌ وَلا أَجْـــرَدٌ ســابِحُ
وَلَـمْ تَقْتَحِـمْ غَمَـراتِ الْخُطُوبِ
فَيُغْرِقَهــا قَطْــرُكَ النّاضــِحُ
ســَقاكَ كَجُــودِكَ غــادٍ عَلَـى
ثَـــــراكَ بِــــوابِلِهِ رائحُ
يُدَبِّـجُ فِـي سـاحَتَيْكَ الرِّيـاضَ
كَمــا نَمَّـقَ الْكَلِـمَ الْمـادِحُ
أَرى كُــلَّ يــوْمٍ لَنـا رَوْعَـةً
كَمــا ذُعِـرَ النَّعَـمُ السـّارِحُ
نُفاجــا بِجِـدٍّ مِـنَ الْمُعْضـِلاتِ
كَــأَنَّ الزَّمــانَ بِــهِ مـازِحُ
نُعَلِّــلُ أَنْفُســَنا بِالْمُقــامِ
وَفِــي طَيِّـهِ السـَّفَرُ النَّـازِحُ
حَيـاةٌ غَـدَتْ لاقِحـاً بِالْحمِـامِ
وَلا بُــدَّ أَنْ تُنْتَــجَ اللاّقِــحُ
وَكُــلُّ تَمــادٍ إِلــى غايَــةٍ
وَإِنْ جَــرَّ أَرْســانَهُ الْجامِـحُ
وَما الْعُمْرُ إِلاّ كَمَهْوى الرِّشاءِ
إِلــى حَيْـثُ أَسـْلَمَهُ الْماتِـحُ
لَقَـدْ نَصـَحَ الـدَّهْرُ مَـنْ غَـرَّهُ
فَحَتّـــامَ يُتَّهَـــمُ النّاصــِحُ
حَمـى اللهُ أَرْوَعً يَحْمِي الْبِلادَ
مِـنَ الْجَـدْبِ مَعْرُوفُـهُ السّائِحُ
أَغَــرُّ يَزِيــنُ التُّقـى مَجْـدَهُ
وَيُنْجِــدُهُ الْحَســَبُ الْواضــِحُ
أيــا ذا الْمَكـارِمِ لا رُوِّعَـتْ
بِفَقْــدِكَ مـا هَدْهَـدَ الصـّادِحُ
فَمـا سـُدَّ بـابٌ مِنَ الْمَكْرُماتِ
إِلاّ وَأَنْــــتَ لَـــهُ فاتِـــحُ
أَبـى ثِقَـةُ الْمُلْـكِ إِلاّ حِمـاكَ
حِمــىً وَالزَّمــانُ بِـهِ طـائِحُ
وَمــا كُــلُّ ظِـلٍّ بِـهِ يَسـْتَظِلُّ
مَــنْ شــَفَّهُ الرَّمَــضُ اللاّفِـحُ
طَوى الْبَحْرَ يَنْشَدُ بَحْرَ السَّماحِ
إِلـى الْعَـذْبِ يُقْتَحَـمُ الْمالِحُ
فَبـادَرْتَ تَخْسـَأْ عَنْـهُ الْخُطُوبَ
دِفاعـاً كَمـا يَخْسـَأُ النَّابِـحُ
تَـرُوعُ الـرَّدى وَالْعِـدى دُونَهُ
كَمــا رَوَّعَ الأَعْــزَلَ الرَّامِـحُ
عَطَفْــتَ عَلَيْـهِ أَبِـيَّ الْحُظُـوظِ
قَســْراً كَمـا يُـورَدُ الْقامِـحُ
وَبــاتَ كَفِيلاً لَــهُ بِـالثَّراءِ
وَالْعِـــزِّ طــائِرُكَ الســّانِحُ
صــَنائِعُ لا وابِـلُ الْمُعْصـِراتِ
نَــداها وَلا طَلُّهــا الرّاشـِحُ
وَأُقْســِمُ لُــوْ أَنَّ عِـزّاً حَمـى
مِـنَ الْمَـوْتِ ما اجْتاحَهُ جائحُ
وَلكِــنَّ أَنْفُــسَ هـذا الأَنـامِ
مَنــائِحُ يَرْتَــدُّها الْمانِــحُ
وَأَيُّ فَــتىً سـاوَرَتْهُ الْمَنُـونُ
فَلَـمْ يـرده رَوْقُهـا النّاطِـحُ
سَبَقْتَ إِلى الْمَجدِ شُوسَ الْمُلُوكِ
كَمــا سـَبَقَ الْجَـذَعَ الْقـارِحُ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.