
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتُـرى الْهِلالَ أَنَـارَ ضـَوْءَ جَبِينِهِ
حَتّـى أَبـانَ اللَّيْـلُ عَـنْ مَكْنُونِهِ
شــَفَّ الحِجـابُ بِنُـورِهِ حَتّـى رَأَى
مُتَأَمِّــلُ مــا خَلْفَـهُ مِـنْ دُونِـهِ
أَوَ مـا رَأَيْـتَ الْمُلْـكَ تَمَّ بَهاؤُهُ
بِضـِياءِ كَـوْكَبِ شَمْسـِهِ ابْنِ أَمِينِهِ
نُضـِيَ الْحُسـامُ فَـدَلَّ رَوْنَـقُ صَفْحِهِ
وَظُبـاهُ أَنَّ الْمَجْـدَ بُعْـضُ قُيُـونِهِ
يا حَبَّذا الثَّمَرُ الْجَنِيُّ بِدَوْحَةٍ الْ
حَســَبِ الزَّكِـيِّ وَناعِمـاتِ غُصـُونِهِ
مــا عُــذْرُهُ أَلاّ يَطِيــبَ مَـذاقُهُ
طِيـبَ السـُّلافِ وَأَنْـتَ مِـنْ زَرَجُونِهِ
اَلْيَـوْمَ مَـدَّ إلـى الْمَطالِبِ باعَهُ
مَـنْ لَـمْ تَكُـنْ خَطَرتْ بِلَيْلِ ظُنُونِهِ
حَــلَّ الرِّجـاءُ وَثـاقَ كُـلِّ مَسـَرَّةٍ
كــانَتْ أَســِيرَةَ هَمِّــهِ وَشـُجُونِهِ
قَـدْ كَـانَ رَجَّـمَ ظَنَّـهُ فِيكَ النَّدى
فَجَلا ظَلامَ الشــَّكِّ صــُبْحُ يَقِينِــهِ
أَطْلَعْـتَ بَـدْراً فِـي سـَماءِ مَمالِكٍ
سـَهِرَ الْجَمـالُ وَنـامَ فِي تَلْوِينِهِ
عَلِقَــتْ يَــدُ الآمـالِ يَـوْمَ وِلادِهِ
بِمَرِيـرِ حَبْـلِ الْمَكْرُمـاتِ مَتِينِـهِ
بِأَجَــلِّ مَوْلُــودٍ لأَكْــرَمِ والِــدٍ
ســَمْجٍ مُبــارَكِ مَوْلِــدٍ مَيْمُـونِهِ
صــَلْتِ الْجَبِيـنِ كَـأَنَّ دُرَّةَ تـاجِهِ
جَعَلَـتْ تَرَقْـرَقُ فِـي مَكـانِ غُضُونِهِ
رَبِّ الْجِيـادَ لِرَبِّهـا يَـوْمَ الْوغَى
وَصــُنِ الْحُســامَ لِخِلِّـهِ وَخَـدِينِهِ
قَـدْ بـاتَ يَشـْتاقُ الْعِنانُ شِمالَهُ
شـَوْقَ الْيَـراعِ إِلـى بَنانِ يَمِينِهِ
وَاعْقِـدْ لَهُ التّاجَ الْمُنِيف فإِنَّما
فَخْـرُ الْمَفـاخِرِ عَقْـدُها لِجَبِينِـهِ
لَغَـدَوْتَ تَقْتـادُ الْمُنـى بِزمامِها
وَتَـرُوضُ سـَهْلَ النِّيْـلِ غَيْرِ حَرَونِهِ
بِـالْعَزْمِ إِذْ يُنْطِيـكَ عَفْـوَ نَجاحِهِ
والْحَـزْمَ إِذْ يُمْطِيـكَ ظَهْـرَ أَمُونِهِ
فَـالْيَوْمَ هَـزَّ الْمَجْـدُ مِنْ أَعْطافِهِ
تِيهـاً وَبـاحَ مِـنَ الْهَوى بِمصُونِهِ
وَالآنَ ذُدْتَ عَـنِ الْعُلـى وَذَبَيْتَ عَنْ
مَجْــدٍ يَعْــدُّكَ مِـنْ أَعَـزِّ حُصـُونِهِ
وَاللَّيْـثُ ذُو الأَشـْبالِ أَصْدَقُ مَنْعَةً
لِفَرِيســـَةٍ وَحِمايَـــةً لِعَرِينِــهِ
وَالآنَ إذْ نَشــَأَ الْغَمـامُ وَصـَرَّحَتْ
نَفَحــاتُ جَـوْنِيِّ الرَّبـاب هَتُـونِهِ
فَلْيَعْلَـمِ الْغَيْـثُ الْمُجَلْجِـلُ رَعْدُهُ
أَنَّ الســَّماحَ مُعِينُــهُ بِمَعِينِــهِ
وَلْيَأْخُــذِ الْجَـدُّ الْعَلِـيُّ مَكـانَهُ
مِـنْ أُفْـقِ مَحْـرُوسِ الْعَلاءِ مَكِينِـهِ
وَلْيَضـْرِبِ الْغـزُّ الْمَنيـعُ رُواقَـهُ
بِجنَـابِ مَمْنُـوعِ الْجَنـابِ حَصـِينِهِ
وَلْتَبْتَـنِ الْعَلْيـاءُ شـُمَّ قِبابِهـا
بِــذُرى رُبـاهُ أَوْ سـُفُوحِ مُتُـونِهِ
وَلْيَحْـظَ رَبْـعُ الْمَكْرُماتِ بِأَنْ غَدا
شــَرِقَ الْمَنــازِلَ آهِلاً بِقَطِينِــهِ
وَلْتَخْلَـعِ الأَفْكـارُ عُـذْرَ جَماحِهـا
بِنَظـامِ أَبْكـارِ الْقَرِيـضِ وَعُـونِهِ
سـِرْبٌ مِـنَ الْحَمْـدِ الْجَزِيلِ غَدَوْتُمُ
مَرْعــى عَقــائِلِهِ وَمَـوْرِدَ عِينِـهِ
كَـمْ مِنْبَـرٍ شَوْقاً إِلَيْهِ قَدِ انْحَنَتْ
أَعْــوادُهُ مِــنْ وَجْــدِهِ وَحَنِينِـهِ
وَمُطَهَّـــمٍ قَـــدْ وَدَّ أَنَّ ســَراتَهُ
مَهْــدٌ لَــهُ فِـي سـَيْرِهِ وَقُطُـونِهِ
وَمُخَــزَّمٍ نـاجَتْ ضـَمائِرُهُ الْمُنـى
طَمَعــاً بِقَطْــعِ سـُهُولِهِ وَحُزُونِـهِ
وَمُهَنَّــدٍ قَــدْ وامَرتْــهُ شـِفارُهُ
بِطُلــى الْعَـدُوِّ أَمـامَهُ وَشـُؤُونِهِ
وَمُثَقَّــفٍ قَـدْ كَـانَ قَبْـلَ طِعـانِهِ
تَنْــدَقُّ أَكْعُبُــهُ بِصــَدْرِ طَعِينِـهِ
وَكَـأَنَّ عَبْـدَ اللـهِ عَبْدُ اللهِ فِي
حَرَكــاتِ هِمَّتِــهِ وَفَضــْلِ سـُكُونِهِ
لَـمْ تَـرْضَ أَنْ كُنْتَ الْكَفِيلَ بشَخْصِهِ
حَتّــى شــَفَعْتَ كَفِيلَــهُ بِضـَمِينِهِ
نَشـــَرَ الأَمِيــنَ وِلادُهُ فَجَنَيْتَــهُ
مــنْ غَرْسـِهِ وَجَبَلْتَـهُ مِـنْ طِينِـهِ
ذاكَ الَّـذِي لُـوْ خَلَّدَ اللهُ النَّدى
وَالْبَـأْسَ مـا مُنِيـا بِيُوْمِ مَنُونِهِ
وَإِذا أَرَدْتُ لِقَبْــرِهِ أَزْكـى حَيـاً
يُرْوِيـهِ قُلْـتُ سـَقاهُ فَضـْلُ دَفِينِهِ
أَمّـا الْهَنـاءُ فَلِلزَّمـانِ وَأَهْلِـهِ
كُـلٌّ يَـدِينُ مِـنَ الزَّمـانِ بِـدِينِهِ
كَـالْغَيْثِ جـادَ فَعَـمَّ أَرْضَ شـَرِيفِهِ
وَدَنِيِّـــهِ وَصـــَرِيحِهِ وَهَجِينِـــهِ
لكِــنّ أَهْـلَ الْفَضـْلِ أَوْلاهُـمْ بِـهِ
مَـنْ ذا أحَـقُّ مِـنَ الصَّفا بِحَجُونِهِ
عِيــدٌ وَمَوْلُــودٌ كَــأَنَّ بَهــاءَهُ
زَهْـرُ الرَّبِيـعِ وَمُعْجِبـاتُ فُنُـونِهِ
فَتَمَلَّــهُ عُمْــرَ الزَّمـانِ مُمَتَّعـاً
بِفَتى الْعُلى وَأَخِي النَّدى وَقَرِينِهِ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.