
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـغيران هـذا في السرير مقيدٌ
وذاك طليـــق حــوله ولعــوبُ
يغّنـي لـه حـتى ينـام وجفنـه
عصـيٌّ ومـا للنـوم فيـه دبيـبُ
وتحسـبُه يبكـي مـن الجوع أُمه
فترضــعه والنـوم عنـه غريـب
وليــس بـه جـوع ولكـنَّ جسـمَه
ليـأبى وِثاقـاً مـا دعته ذُنوب
ولكنمـا الجـوع الملـمُّ بنفسه
وكـم متخـم فـي بردتيـه سَغوب
اطـلّ على الأكوان حراً فما لنا
نبــالغ فــي تقييـده ونطيـب
أَمـا حـابسٌ أعضـاءه عن نموّها
وثــاقٌ شــديدٌ أمــره وعجيـب
وقفـتُ حيـال المهد انظر مشهد
الصــغيرين يبكـي وذاك طـروبُ
فقلـت لأُم الطفـل حلّـي وثـاقَه
فهذا الذي يدعوا البكا فَيجيب
فحلتّه فانكف الصغير عن البكا
وزال مـن الـوجه الخلـي قُطوب
وحـدَّق بـي يتلـو علـيَّ سـرورَه
بـابلغ مـا يتلـو عليـك خطيب
وحـدقتُ فيـه والعيـون مـترجم
يعـرّب مـا قـد أعجمتـه قلـوب
كلانـا أَيـا طفلـي أسير لعادة
وليـس لنـا غيـرَ الضـلال عيوب
وللجهــل أغلال يحــاول فكَّهـا
فريـق مـن النشئ الجديد أديب
ولكنــه مثـل الحُبـاحب ضـائع
بليـلٍ لـه صـدرُ الجَهـول رحيبُ
هو الشرق يا طفلي شبيهُك قاصرٌ
تعلّمــه الأيــام وهــي خلـوبُ
تـوالت عليـه أَعصر كان شمسَها
إلـى أن عدا ذاك الشروقَ غُروب
هـو الآن عصـرٌ بـات فيه أديبُه
غريبـاً لأنَّ العلـمَ فيـه غريـب
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).