
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وقفــتُ بلبنــانَ فــي روضـةٍ
كسـاها الشـتاءُ رداءَ النُّضارْ
فلــم أرَ زهـراً يصـون شـذاه
ولــم أَر غصــناً يُقـلُّ هَـزازْ
بلــى لفتــتْ مُقلتــا زهـرة
كسـاها الـذبولُ بثوب البَهارْ
دنـــوتُ إليهـــا كمســتطلع
فضــاء بمبســِمِها الافــترارْ
وقـــالت ورونقهـــا نــاطق
إنّــي أســيرة هـذي القفـار
أَليفـةُ هـذي الربى العاريات
كسـتها الثلـوجُ بياضَ النهار
أَليفـــة لبنـــانَ لا أهلــه
فهـمْ عـن مطارحتي في ازورار
ســوى نفــرٍ منهــم ضـاربينَ
وراءَ البحـار بأَقصـى الدّيار
ونــزرٍ يســير بهـذي الرُّبـى
أَحـاط الشـقاءُ بهـم السـُّوار
وذنبهـــم كــذنوب المعــرّي
فضــائلُ لا تقبــل الاســتِتار
أَنــا الوطنيــة فــي أُمــة
تقــاتلني وتــوآخي البَـوار
طريـدة لبنـانَ حيـث الوظائفُ
سـجنُ النفـوس وتـاجُ الفَخـار
أَجـلْ نظـراً فـي رجـال البلاد
تجــدُهم لحــاكمهم بانتظـار
يمـــدّون أبصــارهم لفــروق
ويُلقـون أَسـماعهم في البحار
لعــل أوهــانسَ مُلـقٍ إليهـم
أَوامـر تشـفي الظَّمـا والأُورا
فيـا حاكمـاً جـاء هذي البلادَ
ليصــلحَها ويُقيــلَ العِثــار
أَعرنـي أَنـا الوطنيـةُ أُذنـاً
لأُودِعَهــا مـا يلـي باختصـار
سـتلقاكَ بعـضُ النفـوسِ بزُلفى
وأُخــرى علـى أَمـل واعتبـار
فهـذي النفـوسُ مصـابيحُ نـور
وتلــكَ النفـوسُ مَراجـلُ نـار
فلا تبخــس النــاسَ أشـياءَهم
فخيـر دليـل الفـتى الاختيار
وشــاورْ بـأَمركَ مـن يصـدقُنك
إنَّ البليــةَ فــي المُستشـار
وكــلُّ البلاء بمــن يُفســدون
علـى الحـاكم الأَمرَ بالاغترار
فـــوَلِّ الوظــائف أربابهــا
ووَلِّ الوســاطةَ عـرضَ الجـدار
أَتـى يوسـفُ بدعـةً فـي البلاد
فولّى الصّغارَ الكراسي الكِبار
فكــن أَنــت مُصــلحَ إفسـاده
وأَحســن بتوظيفــك الاختيـار
وأَمــا المحــاكمُ لا تنســها
فحالتُهــا تُــوجب الافتكــار
وأَمـــا الجنــودُ واصــلاحُهم
فــذلك أَمــرٌ عليـه القَـرار
وكــن عــادلاً حازمـاً صـارماً
فـإن الـتراخي يَجُـرُّ الـدَّمار
ولا ترحـم النـاس أن يَظلِمـوا
ولا تظلمــنَّ إذا الغيـر جـار
فإنــك رأسٌ تــديرُ الشــؤونَ
ففكّــرْ فــإنّ عليـكَ المَـدار
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).