
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَشــِقتْ دمــوعي وجنــتيَّ وتعشـقُ
مــا دام شــملُ أَحبــتي يتفـرّقُ
ونضا جفوني الوجدُ من مُقَل النوى
ففـرى بهـا كبـدي وقلـبي يَخفِـقُ
وكتمـتُ مـا بـي مـن جوىً وصبابةٍ
تَغشـى فـؤاداً مـن شـؤونيَ يُهـرَق
متنــاثر فــوق الخــدود كـأنه
وادي العَقيـقِ على الغضا يترقرق
مُتَنظّـمُ فـي الثغر مع بَرَدِ النّدى
عُقَـداً بهـا جيـدُ الحَمـام يطـوَّق
وأبيـتُ أرعـى البـدر وهو يُضلّني
والعيـن تَسـهدُ فـي النّوى وتُؤرَّق
وأَرى مَنــاط النجـم دون بلـوغه
والوصـل مثـلَ النسـر راح يُحلّـق
وأُســرُّ أمــري للنجــوم لعلّهـا
تسـتعطف البـدر المنيـر فيَرفُـق
وأبــثُّ وجـدي للنسـيم إذا سـرى
فلعلّــه فــي جــوّ مصــرٍ يَعْبِـق
ويفـوح فـي وادي العقيـق ومِسكُه
بــذُرى حِمــى الإسـكندرية يُسـحَق
حيـث الأَحبـةُ ضـاربون إلى السّهى
خِيَمـاً يفـوح بهـا الخزامُ ويُنشَقُ
بشـــمائل غُــرّ تضــوّع نشــرُها
كــالزَّهر عــن أَكمــامه يتفتـق
أخـذوا بـأَطراف الأَعنـة عـن هوى
قلــمٍ لــه وِردُ المجَــرّة مُهـرَق
يتســاجلون إلـى الرقـيّ بنخـوة
عربيـــة ولهـــم جيــاد ســُبَّق
جـازت بهـم لبنانَ في طلب المنى
والصــدر بــالنفس الأَبيّـة ضـَيّق
قمـران منبثقـان مـن فلك النّهى
هــذا يفيــض هُــدىً وذا يتـألق
مـا نـابهم سـَرَرٌ وقـد تمَّ السَّنى
والبـدر يعـروه الخسـوف ويُمحَـق
عبــاسُ إن ســلّ اليـراع فمُبـدِع
وخليـل إن نظـم القريـض فمفلِـقُ
فَرسـا رهـانٍ مـا جـرَوا في حلبة
إلاَّ وطِرفُهـــم الأغـــرّ الأَســـبق
يطـأ الـثرى وعنانُه يبغي السّهى
فــالأرض تشـكو والكـواكب تَفـرَق
فــإذا يَكــرُّ فلا يشــقُّ غُبــارُه
وإذا يَفِـــرُّ فعـــدُوه لا يُلحَــق
ســـبّقُ غايــاتٍ وطــالعُ أَنجُــدٍ
تعلــو لـديه السـابقاتُ وتَطـرُق
جُنَّــت ليــاليه فــبيَّض فوْدَهــا
فــي غــرّةٍ ســُجُفَ الظلام تُمــزِّق
ودجــتْ أمــانيه فشــقّ عمودَهـا
بالصـبر حـتى شـاب منها المَفرِق
فتبلجـت أقمارُهـا تُصـلي الـدّجى
حربـاً لهـا مـن شـُهب مصـرٍ فَيلق
وضــياؤها مـن وجـه عبـاسٍ جـرى
كالنيــل فــي فَيَضــانه يتـدفَّق
يـا هـاجري لبنـانَ والوطنِ الذي
يَنْشـا بـه غصـنُ الشـباب ويُـورِقُ
هــل تــذكرون غـديرَه متسلسـلاً
ورقيقَــه مثــلَ الصـفائح يَـبرُق
فــالأُفق إن ضــمَّ النجـوم فشـيّق
والمـاء إن حـاكى الفـراتَ فريّق
شـط المـزارُ فقطِّعـوا صِلةَ النّوى
فــالعودُ أحمـدُ للـدّيار وأَرفـق
فمــن الجــوارح زفــرةُ وتحـرّقٌ
ومــن الجوانــح هِــزّةٌ وتشــوٌّق
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).