
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَقامُــــكَ لا يُـــدانيه مقـــامُ
وشــأوُك فــي المعـارف لا يُـرامُ
كــأن المجــدَ فـي لبنـانَ طِـرفٌ
تُزجّيـــه وفــي يــدك الزِّمــام
حكمــتَ الشــوفَ للإنصــاف فينـا
وعـدلُك فـي النفـوس لـه احتكام
فبـــدَّد للتحـــزّب كـــلَّ شــمل
تُشــاد لــه المضـارب والخيـام
وكــنْ للكــلّ فــي حِلــم وعـدل
فــأنت الكـلُّ ليـس بـه انقسـام
وكـان المصـطفى فـي الشوف يحمي
حِمــــاه والزمـــان لـــه غُلام
وكــان بــه النسـيبُ أعـزَّ ليـثٍ
ومنـــه لكـــلِّ عاديــة ســِهام
فحـــلّ عرينَـــه أَســـَدٌ هصــور
لوقــع زئيــره تعنــو الأَنــام
هـــو ابــنُ جَلا وطلاَّع الثنايــا
وعِمّتُــــه ملآثــــرُه العِظـــام
فســل حــورانَ كــم مـن مُعضـلات
تُرجِّـــعُ حــلَّ عُقــدتِها الشــآم
وســل لبنــانَ كــم مـن مُشـكلات
لعُروتهـــا بصـــارمه الفِصــام
يــذودُ عـن الـذّمار بسـيف عـزمٍ
لــه مــن دولـة الحـق اْعـتزام
ويحمــي حــوزةَ الـوطن المفـدّى
بمرقمـــه وأَحرفُـــه الضـــِّرام
فيــا رجــلَ البلاد وأنـت فيهـا
تنـــوخيٌّ إذا انتســب الكــرامُ
إليــكَ تَحــجُّ أبكــارُ القـوافي
كأنــكَ للنُّهــى الـبيتُ الحَـرامَ
وإنــكَ خيــرُ مـن يرعـى ذِمامـاً
وخيــرُ النــاسِ مـن لهـمُ ذِمـام
سـيوفُ عِـداكَ فـي الأَغمـاد تنبـو
وســـيفُ عُلاكَ ليـــس لــه انثلام
عَشــقنا الصــدقَ غيــرَ ملّونـاتٍ
ظواهرُنــا وفـي الصـّدق المَـرامُ
وصــُنّا عــن مغــايرة المبـادي
نفوســاً بالثبــات لهــا غَـرام
ولـم تَـردِ الجيـادُ بنـا هوانـاً
ويثَنيهــا عــن الـورِد اللِّجـام
ســــكنّا للكـــرى ليلاً ولّمـــا
دعانــا الفجــرً غادرناالمَنـام
وإنـــكَ مَــورِدٌ عــذبٌ إذا مــا
غشـــيناه يصـــادُمنا الزِّحــام
ولسـتَ بـزائدٍ فـي النـاس مثـوى
مطّيتُـــــه التحـــــدثُ والكلام
ولا مستســـمناً وَرَمـــاً بقـــوم
تمشــَّى فــي عُروقهــمِ الســَّقام
ولا متنكِّبــــاً للحـــق ســـُبْلاً
ونجَعتُـــك العدالــةُ والــوئام
وإنـــك آيـــةٌ أُنزِلــتَ عفــواً
علــى وطــن يُسـام بـه الهُمـام
فيــا وطنــي وأنـتَ عريـنُ أُسـْدٍ
أَحــبُّ لهــا مـن الـذلّ الحِمـامُ
فـدًى لـك فـي المواقـع كـلُّ نفس
بنيــل المَكرُمــات لهــا هُيـام
فحتّـــامَ التخــاذلُ والتجــافي
وليـــس لــروح جامعــةٍ قِــوام
وأَهـلُ الـبيت مـا نفضـوا غُباراً
ليغشــــاهم كــــأنهمُ نِيـــام
وإنّـــا معشــرَ الأَوطــانِ قــوم
رضــِعنا العــزَّ والعُليـا فِطـام
فلــم يُخفــضْ لموطننــا جَنــاحٌ
ولـــم يوطــأ لهمّتِنــا ســَنام
صـاغَ الهـوى بيـن الجفون عُقودا
فتنــاثرتْ فــوقَ الخـدودِ وُرودا
وهمـتْ تبرّدُ في الحَشا جمرَ النوى
فـازدادَ بالمـاءِ اللهيـبُ وقودا
هـي مُقلـتي نصبَ الجوى شَركاً لها
فتكســـّرتْ أجفانُهـــا تَســهيدا
مـا زارهـا طيـفُ الأَحبـةِ طارقـاً
إلا وزار مــن الجفــونِ همــودا
يا ليلُ طل فقد استويت مع الضحى
فـي عيـنِ من يُحيي الدجى معمودا
دنـفٌ يقلبّـهُ السـهادُ على الغضا
فيـذيبُ فيـه مـا أسـتطاعَ جُمودا
لـولا أشـتعالُ النـارِ في أحشائهِ
مــا كنـتَ تعـرفُ للمحبـةِ عُـودا
ويفـتُّ فـي عَضـُدي البعـادُ وليته
يبقـي لجسـمي فـي اللقاء وجودا
فـأَعوذ مـن وجـد يـذيب حُشاشـتي
فكـــأّنه حســدٌ يــذيب حَســودا
ومهفهــفٍ لعــب الغـرامُ بعطفـهِ
فجنــى علــى وَجنــاتهِ توريـدا
وجنـى علـى القلـبِ الخلـيّ بحبهِ
فحسـبتُ شـُركي فـي الهوى توحيدا
وجعلتـه فـي مهجـتي مَلْكـاً يـرى
روحــي وطرفـي والفـؤادَ عبيـدا
طلبَ النزالَ إلى فؤادي في الهَوى
وغــدا يُجنّــدُ باللحـاظِ جنـودا
وأّراشَ سـهمَ الحتفِ عن قوس الجفا
ورمــى بـه قلـبي فـراحَ شـهيدا
لا عيـــشَ إلاَّ للخلـــيِّ فـــؤادُهُ
فاْربـأْ بنفسـك أن تعيـش عميـدا
وإذا عشـــقتَ فلا تغــرَّك طلعــةٌ
كالبــدر إنْ سـفرتْ تـذلّ أُسـودا
واعشـقْ جمـال النفـس فيمنْ قلبُهُ
رضـعَ الجمـالَ مـع الكمال وليدا
فنشــا علـى حـبّ النُّهـى فكـأّنَّهُ
ورث المكــارمَ طارفــاً وتليـدا
يُــروي الأنــام بعلمـهِ وبجـودهِ
فكـــأَنَّهُ ســـيلٌ تــدفّق جــودا
ويُـديرُ مـن عـذب الحـديثِ سـُلافةً
ضــاهت بخفـةِ روحهـا العُنقـودا
يـا مـن أسرتَ من اللغات شوارداً
ورفعــت للشـعر الجديـد بُنـودا
وسـللت مـن غمـد البلاغـة باتراً
يفــري بضـرب بيـانه التعقيـدا
ونــثرت سـلكَ النيـرات فصـغتها
بعقــودِ شــعرك لؤلـؤاً منضـودا
وملكـتَ مـا بيـن الجوانـح مهجةً
جعلـتْ لـك القلـبَ الخَفوق مَسودا
فكفـى بـأن يبنـي بمـدحك مِرقمي
بيتــاً أراه فــي ثنـاك وطيـدا
فـاْعطف عليـه مـن بيانـك جانباً
واْلبِسـهُ مـن وشـيِ البديع برودا
واْنظـمْ لنا السحرَ الحلالَ به فقدْ
صـاغ الهـوى بيـنَ الجُفونِ عُقوداَ
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).