
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
درسـتُ البيـانَ فمـن مُنجـدي
بـدرسِ الزمـانِ وفهـمِ الغَـدِ
ونلــتُ الـبراءةَ مـن معهـدٍ
تسـامى عُلـوّاً علـى الفَرقـد
فعــدتُ إلـى مـوطني ظـافراً
كـأَنَّ يـدَ الإرتقـا فـي يـدي
أحــدِّثُ نفسـي بنيـلِ المُنـى
وأَرقــى الثُريَّــا بلا مِصـْعَد
ويبرقُ ثغرُ الزمانِ لِثغْرِ سُعو
دي وإنْ جئتُـــــهُ يَرْعُــــد
وأبنــي قصــوراً بأَسـبانيا
ولا قصـرَ لـي فـي حِمَى مَوْلِدي
وأَرعــى بطرفـي هلالَ العُلـى
بلبنـانَ والكـلُّ فـي المرصد
نراقــبُ وقــتَ تمـامِ الهلا
لِ لنخلُـصَ مـن ليلـهِ الأَنكـد
ولكنّنــا نرجــعُ القَهْقَــرى
بحــظٍ كجنــحِ الـدُّجى أَسـود
نجاهــدُ فـي حلبـةِ الإرتقـا
ويــرزُم كــلٌّ علــى أَجــرد
ونخبـــطُ خبطــاً ببيــدائِهِ
كعشـواءَ فـي المهمهِ الفدفد
فهــذا يســودُ وهـذا يـرودُ
وهــذا يعــودُ ولــم يهتـد
وذاكَ يصـــولُ وذاك يجـــولُ
وذاك يقـــولُ ولــمْ يجتــد
جهـادٌ تسـامُ بـه النفس ذُلاًّ
وتُبتــاعُ بـالتِّبرِ والعسـجد
كــأَني بهــا ســِلعةٌ عُرضـتْ
بســوقِ الزمـانِ فلـم تنفَـد
فيـا نفسُ إنْ كان هذا الشَّقا
بلاك فمـا الحـال إنْ تَخْلُـدي
يقولـونَ فـي الأرضِ خيـرٌ لمنْ
أَتــى بالصــًّلاحِ فلا تُفســدي
ونحـن بـأَرضٍ نجـودُ علـى مَنْ
يَعِيــثُ فســاداً فلا تعتــدي
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).