
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إملإِ الأرضَ يـــا مُحمّـــدُ نُــورا
وَاغْمـرِ النّـاسَ حِكمـةً والـدُّهورا
حجبتــكَ الغيــوبُ ســِرّاً تجلــى
يكشــفُ الحُجْـبَ كلَّهـا والسـُّتورا
عَــبَّ سـيلُ الفسـادِ فـي كـلّ وادٍ
فتـــدفَّقْ عليــه حتّــى يغــورا
جِئتَ ترمـــي عُبـــابَهُ بعُبـــابٍ
رَاح يَطــوِي ســُيولَهُ وَالبحــورا
يُنقــذُ العـالمَ الغريـقَ ويحمـي
أُمَــمَ الأرضِ أن تــذوقَ الثُّبـورا
زاخــرٌ يَشــملُ البســيطةَ مــدّاً
ويَعُــمُّ الســَّبعَ الطِّبـاقَ هـديرا
أنـت معنـى الوجـودِ بـل أنت سِرٌّ
جَهِــلَ النّــاس قبلــه الأكسـيرا
أنــت أنشــأتَ للنُّفــوس حَيــاةً
غَيَّـــرتْ كـــلَّ كــائنٍ تغييــرا
أنجــب الـدهر فـي ظلالـك عصـراً
نـابه الـذكر فـي العصور شهيرا
كيــف تَجـزِي جَميـل صـُنعِك دُنيـا
كُنــتَ بَعثـاً لهـا وكنـتَ نُشـورا
وَلــدتكَ الكـواكِبُ الزُّهـرُ فَجـراً
هاشــميَّ الســَّنا وَصـُبحاً منيـرا
يَصــدعُ الغيهـبَ المُجَلـلَ بـالوح
يِ المُلَقَّــى ويَكشــِفُ الــدّيجورا
منطـقُ القـدرةِ الـتي تُرهقُ القا
درَ والعبقــــــريَّ قُصــــــورا
كُــلُّ ذِمــرٍ رَمَـى النُّفُـوسَ بـوِترٍ
مِـــن حَظايـــاهُ رَدَّه موتـــورا
خَـرَّتِ العُـربُ مـن مَشـارِفها العُل
يــا تُــوالِي هُوِيَّهـا والحـدورا
بـات فيهـا ملـك البيـان حريباً
يسـلم الجنـد وَالحمـى وَالثُّغورا
أنكــرَ النّــاسُ رَبَّهــم وتَولَّـوْا
يَحســبون الحيــاةَ إفكـاً وَزورا
أيــن مـن شـِرعةِ الحيـاةِ أُنـاسٌ
جعلـوا البَغـيَ شـِرعةً والفجـورا
تلــك أربــابُهم أتملـك أن تـن
فَـــع مِثقـــالَ ذرّةٍ أو تَضــيرا
قهروهـــا صـــِناعةً أعجــبُ الأرْ
بــابِ مـا كـان عـاجزاً مقهـورا
مـا لـدى اللاّتِ أو مُناة أو العز
زى غَنَــاءٌ لمــن يَقيـسُ الأمـورا
جـاءَ دِيـنُ الهـدى وَهـبَّ رسولُ ال
لَــهِ يَحمِــي لــواءَهُ المنشـورا
ضــَرَبَ الكُفــرَ ضــَربةً زلزلتــه
فَتــداعى وَكــان خطبــاً عسـيرا
جَثمــتْ حــوله الحُصـونُ وظـنَّ ال
قـومُ ظـنَّ الغـرورِ أن لـن تطيرا
هَــدَّها ذو الجلالِ حِصــناً فحصـناً
بالحصـونِ العُلَـى وَسـُوراً فسـورا
بالرسـولِ الهـادي وبالصفوةِ الأم
جــادِ يَقضــون حقَّــه الموفـورا
يُهرقون النّفوسَ تَلْقَى الرَّدَى المُهْ
راقَ مثـل الغـديرِ يَلقى الغديرا
إنّ فــي القتــل للشـعوبِ حيـاةً
وَارفــاً ظِلُّهــا وخَيــراً كـثيرا
ليــس مَـن يركـبُ الدّنيّـةَ يَخشـى
مَركــبَ المـوتِ بالحيـاةِ جـديرا
أمِـــنَ الحــقِّ أن تصــُدَّ قُريــشٌ
عـن فتاهـا وأن تُطيـلَ النّكيـرا
سـَلْ أبـا جَهلهـا وَقومـاً دعـاهم
فاســـتجابوا جَهالــةً وغــرورا
أُولعـوا بـالأذى فألفوا رسولَ ال
لَــهِ جَلْــداً علـى البلاءِ صـبورا
كُلمــا أحـدثوا الـذُّنوبَ كِبـاراً
وَجـــدوهُ لِكُـــلِّ ذنــبٍ غفــورا
مــا بِــهِ نَفْســُه فيغضـبُ يُرضـي
هــا وَتُرضــيهِ ناعمــاً مسـرورا
إنّـــه اللّــهُ لا ســِواهُ وَدِيــنٌ
مَلَــكَ النّفـسَ وَاسـترقَّ الشـُّعورا
يَجِــدُ النّــاسَ وَالمقـاديرَ فيـهِ
وَيــرى مـا عـداه شـيئاً يسـيرا
مـا زكـا سـابقٌ مـن الرُّسـلِ إلا
هـو أزكـى نَفْسـاً وأصـفَى ضـميرا
جـــاءه عمُّـــه يَقــول أترضــى
أن يُقيمــوك ســيِّداً أو أميــرا
وَيَصـُبُّوا عليـكَ مـن صـفوةِ المـا
لِ حَيــاً مــاطراً وَغيثـاً غزيـرا
قـال يـا عـمِّ مـا بُعثـتُ لـدنيا
أبتغيهــا ومــا خُلِقــتُ حَصـورا
لــو أتــوني بــالنّيرين لأعـرض
ت أُريهــم مطــالبي والشــُّقورا
إن يُشــيروا بمــا علمـتَ فـإنّي
لأَدعُّ الهــوى وأعصــي المشــيرا
دَونَ هــذا دمــي يُــراقُ وَنفسـِي
تُطعَــمُ الحتــفَ رائعـاً محـذورا
مــا رأينـا كـالمطعمِ بـن عـديٍّ
جافيــاً واصــلاً هَيوبــاً جَسـورا
آثــر الكُفــر مِلّــةً وأجـارَ ال
ديــنَ مُستضــعفاً يَــدورُ شـَطيرا
رَامَ بالطــائفِ المُقــامَ فأعيـا
فــانثنى يَطلــبُ الأمـانَ حَسـيرا
وَكَّـــلَ اللّــهُ بــالنُّبوَّة منــه
أســـداً يَملأُ الفضـــاءَ زَئيــرا
قائمـاً فـي السـّلاحِ يَجمـعُ حـولَيْ
هِ شــُبولاً تَحمِـي الحِمَـى وَنُمـورا
يَمنـعُ القـومَ أن يصدّوا رسولَ ال
لَـهِ عـن بيتِـه وَيَـأبَى الخُفـورا
نَقــضَ الحِلـفََ مـن قريـشٍ فأمسـَى
أســلمْتهُ العُــرَى وكـان مَريـرا
عجبـــاً للغــويِّ يُعطيــكَ منــه
عَملاً صـــالحاً ورأيـــاً فطيــرا
مـا رأينـا مـن ظـنِّ بالزرعِ شَرّاً
فحمَــى أرضــَهُ وصــان البـذورا
لـو جَـزَى الله كافراً أجرَ ما أح
ســـنَ يَومــاً لَخِلتُــهُ مــأجورا
ظـــلَّ مُســتخفِياً بغــارِ حِــراءٍ
يَعبــدُ اللــهَ عـائذاً مُسـتجيرا
يَسـمرُ القـومُ فـي الضـّلالِ ويُمسِي
للــذي أطلــعَ النُّجــومَ سـميرا
رَاكعــاً ســاجِداً يُســبِّحُ مَــولا
هُ ويُزجِــي التَّهليـلَ والتّكـبيرا
تَهتِـفُ الكائنـاتُ يأخـذُها الصـّو
تُ تُحيِّـــي مكـــانَهُ المهجــورا
نَــالَ منهــا مَحلّـةً لـم ينلْهـا
صـَوْتُ دواد حِيـنَ يَتلـو الزَّبـورا
نَــــبراتٌ قُدســــيةٌ تَتَـــوالَى
نَغَمــاً رائعــاً وتَمضــِي زَفيـرا
ربِّ طَــالَ الخَفـاءُ والـدّينُ جَهـرٌ
رَبِّ فاجعـلْ مـدَى الخفـاءِ قصـيرا
مَــاجتِ الأرضُ حــوله وتجلَّــى ال
لَــهُ يَنهَـى بُركانَهـا أن يفـورا
أُوذِيَ الــدّينُ فـي الشـِّعابِ وَردّتْ
يَـــدُ ســـعدٍ عَـــدوَّه مــدحورا
رَقمــتْ فــي الكتــابِ أولَ سـطرٍ
وأتــمَّ الـدَمُ المُـراقُ السـُّطورا
أدبـر القـومُ محنقيـن فلـولا ال
لَـهُ كـادتْ رَحَـى الوغَى أن تدورا
أَزمــعَ الضــّيفُ أن يَــؤُمَّ سـِواهُ
منــزلاً كــان صــالحاً مــبرورا
حَلّــه الـوحْيُ رَوضـةً شـَاعَ فيهـا
رَونقــاً ســاطعاً وفــاحَ عَـبيرا
ودعـا الأرقـمُ اسـتجِبْ تلـك داري
تَســَعُ الــدّينَ مُحرَجــاً محصـورا
وافِهــا واجمـعِ المصـلّينَ فيهـا
عُصــــبةً إن أردتَ أو جُمهـــورا
وأتـى ابـنُ الخطـابِ يُـؤمنُ بـالَّ
هِ ويختـــارُ دِينَــهُ المــأثورا
قــال كلاَّ لـن يعبُـدَ اللّـهُ سـِرّاً
ويُـــرَى نُــورُ دينــهِ مســتورا
اُخرُجـوا فـي حِمَـى الكتابِ أُسوداً
وَاطلعـوا فـي سـَنا النبيِّ بُدورا
ذلكــم بَيتُكــم فَصـَلُّوا وطُوفُـوا
لا تخـــافُنَّ مُشــرِكاً أو كفــورا
أجمعـوا أمرهـم وقالوا هو القت
لُ يُميــطُ الأذَى ويَشـفِي الصـُّدورا
كــذبوا مـا دمُ الهِزبـرِ أمـاني
يَ مَهــاذيرَ يُكثِــرونَ الهريــرا
لا ورَبِّــي فإنّمــا طَلــبَ الكــف
فــارُ بَســْلاً وحــاولوا محظـورا
إنّ نفــسَ الرســولِ أمنـعُ جـاراً
مِــن طــواغيتهم وأقـوى مُجيـرا
مـا لهـم هـل رَمَـى النبيُّ تُراباً
أم عَمــىً فــي عُيـونِهم مـذرورا
ذَهلــوا مُــدّةً فلمــا أفــاقوا
أنكروهــا دَهْيــاءَ عـزّتْ نظيـرا
يَنفُضــون الـترابَ مَـن مَـسَّ منّـا
كُـــلَّ وجـــهٍ فَـــردَّهُ مَعفــورا
أيــن كنّـا مـا بالُنـا لا نَـراهُ
مــا لأوصــالِنا تُحــسُّ الفُتـورا
أمِـنَ الحادثـاتِ مـا يُـذهلُ العا
قِـلَ عـن نفسـِهِ ويُعمِـي البصـيرا
أيــن وَلّــى لقـد رمانـا بِسـحرٍ
فَســَكِرْنا ومـا شـَرِبنا الخمـورا
يـا لـه مُصـعَباً لـوَ اَنّـا أصبنا
هُ علـــى غِـــرّةٍ لَخَــرَّ عقيــرا
رَاحَ فــي غِبطــةٍ وَرُحنـا نُعـانِي
أملاً ضـــائعاً وَجَـــدَّاً عَثـــورا
خَيْبــةٌ تــترْكُ الجوانــحَ حَــرَّى
يــا لهــا حَســرةً تُشـَبُّ وتُـورى
رَبِّ آتيتَــه علــى القـومِ نَصـراً
فتبـــاركَت حافظـــاً ونصـــيرا
أنــت نجيتَــه فهـاجرَ يقضـِي ال
حـــقَّ لا خائفـــاً ولا مـــذعورا
يَــومَ ضــَجّتْ جِبــالُ مكّـةَ ذُعـراً
وَتَمنَّـــتْ هِضـــابُها أن تمــورا
تتنـــزَّى أســىً وتُمســِكُها تــم
نعُهـــا مــن وَرائِه أن تســيرا
هِــيَ لـولاكَ لارتمـتْ تقـذفُ الصـّخ
رَ وتُزجِــي هَباءهــا المنثــورا
هاجهـا مـن جَـوى الفِراقِ وَحَرِّ ال
وجـدِ مـا هـاجَ بيتَـكَ المعمـورا
كــاد يهفـو فَزِدْتَـهُ مِنـكَ رُوحـاً
فَــانْثَنى راجِــحَ الجلالِ وَقــورا
يــا لهــا مــن مُحمّــدٍ نظـراتٍ
زَخَــرتْ رَحمــةً وجاشــتْ ســعيرا
نظــــراتٌ شـــجيّةٌ لا تَعـــدُّ ال
أهــلَ أهلاً ولا تَـرى الـدُّور دورا
قـال مـا فـي البلاد أكرمُ من مك
كـــةَ أرضــاً ولا أحــبُّ عشــيرا
فَاسـْكُنِي يـا همـوم نَفِسـيَ إن ال
لَــهَ أمضــى قضــَاءَهُ المقـدورا
إننــي قــد نَــذرتُ للّـهِ نفسـي
والتقـيُّ الـوفيُّ يقضـِي النُّـذورا
نَقطــعُ البِيـدَ بعـد صـَحبٍ كـرامٍ
قَطعــوا غــارِبَ العُبـاب عُبـورا
كـم رشـيدٍ آذاه فـي اللـهِ غـاوٍ
زاده طـــائفُ الهــوى تخســيرا
ضـَرب الصـّحبُ فـي البلادِ فأمسـوا
لا يُصــيبون صــاحباً أو ســجيرا
فــي ديـارٍ لـدى النجاشـيِّ غُبْـرٍ
ظــلَّ فيهــا ســَوادُهم مغمــورا
وتَــــولَّى وللأمــــورِ مصــــيرٌ
يشــترِي رَبَّــهُ ويرجـو المصـيرا
يـومَ يَمشِي الصِّدِّيقُ في نوره الزا
هــي يُــوالِي رواحـه والبُكـورا
يَنصـُر الحـقَّ ثـائراً يمنـعُ البا
طِــلَ أن يســتقرَّ أو أن يثــورا
لا يُبــالي غَيْـظَ القلـوبِ ولا يَـحْ
فِـلُ فـي اللـهِ لائمـاً أو نـذيرا
أقبـلَ القـومُ يسـألون أتحـتَ ال
تـربِ أم جـاورَ الطريـدُ النُّسورا
نَفضـوا الهَضْبَ والجِبال وشَقّوا ال
أرضَ طُــرَّاً رِمالَهــا والصــُّخورا
وَيـحَ أسـماءَ إذ يجيـءُ أبـو جـه
لٍ عَلَــى خـدرها المصـون مغيـرا
صـاحَ أسـماءُ أيـن غَـابَ أبـو بك
رٍ أجيـبي فقـد سـألنا الخـبيرا
قَـالتِ العلـم عنـده مـا عَهِـدْنا
أجَــمَ الأُســْدِ تَستشـيرُ الخـدورا
فرماهـــا بلطمـــةٍ تُعــرِضُ الأجْ
يــالُ عـن ذكرِهـا صـَوادفَ صـُورا
قــذَفتْ قُرطهــا بَعيــداً ورضــّتْ
مـن وُجـوهِ النـبيِّ وَجهـاً نضـيرا
غـارَ ثَـوْرٍ أعطـاك ربُّـكَ مـا لـم
يُعـطِ مـن روعـةِ الجلالِ القُصـورا
أنــت أطلعــتَ للممالــكِ دُنيـا
ســاطعاً نُورهــا ودينـاً خطيـرا
صــُنتَهُ مـن ذخـائِر اللـه كَنـزاً
كــان مــن قبـلُ عنـده مـذخورا
مَخفـــرُ الحـــقِّ لاجئاً يَتـــوقَّى
قـام فيـه الـروحُ الأميـن خفيرا
وقفــتْ حــوله الشــّعوبُ حَيـارى
مـن وراء العصـورِ تدعو العصورا
يـا حيـارى الشـعوب ويحكِ إنّ ال
حــقَّ أعلـى يـداً وأقـوى ظهيـرا
لا تخــافي فتلــك دولتـه العُـظ
مَـى تناديـك أن أعـدِّي السـريرا
جــاءكِ المنقــذُ المحـرر لا يـت
رك قيـــداً ولا يغـــادر نيــرا
ورثَ المــالكينَ والرُّســلَ الهـا
ديـــن بـــالحق أولاً وأخيـــرا
الحكيــمُ الــذي يَهــدُّ وَيبنــي
فيجيـــدُ البنــاءَ والتــدميرا
والزعيــمُ الــذي يَســنُّ ويقضـِي
لبنــي الــدهرِ غُيَّبــاً وحضـورا
تــترامى الأجيــالُ بيــن يـديه
تتلقَّـــى النظــامَ والدُّســتورا
ليــس فـي النـاسِ سـادةٌ وعبيـدٌ
كَبُــرَ العقــلُ أن يَظــلَّ أسـيرا
خُلِــقَ الكـلُّ فـي الحقـوق سـواءً
مــا قضـى اللـه أمـره مَبْتـورا
كــذبَ الأقويــاءُ مـا ظلـمَ الـلَ
هُ ومــا كـان مُسـرِفاً أو قَتـورا
دَبَّــرَ المُلـكَ للجميـع فَسـوَّى ال
أمــرَ فيــه وأحكــمَ التـدبيرا
يـا نصـيرَ الضـِعاف حَـرِّرْ نفوسـاً
تتمنَّـــى الفكــاكَ والتَّحريــرا
ضــجّتِ الكائنـاتُ هـل مـن سـفيرٍ
يتلافــى الـدُّنى فكنـتَ السـفيرا
رَبِّ آتيتنـــا هُـــدَاك وأنـــزلْ
تَ علينـــا كتابــكَ المســطورا
فَلــكَ الحمــدُ وَافــراً مُسـتمِراً
ولَــك الفضــلُ باقيــاً مـذكورا
صــَاحِبَ القـائم المتـوّجِ بـالفُر
قــانِ بُــوركتَ صــاحباً ووزيـرا
أنــتَ واليتــهُ وعــاديتَ فيــه
مـن تـوخَّى الأذى وأبـدى النفورا
أوَ لـــم تَتَخــذْ أبــاك عــدوّاً
وتُــذِقْهُ الهــوان كيمـا يحـورا
إذ يقـول النـبيُّ لا تضـربِ الشـي
خَ وإن ســـبّني ودعـــه قريــرا
إنمــا نِلــتَ بالمســاءةِ منــه
والــداً مُــدبِراً وشـيخاً ضـريرا
ليــت شــعري أصــبتَ حيّــةَ وادٍ
تنفُــث الســُّمَّ أم أصـبت حريـرا
نَفثــتْ ســُمَّها فمــا هَـزَّ رِضـْوى
مــن وقــار ولا اســتخفَّ ثَـبيرا
خِفْـتَ أن تُـوقِظَ النـبيَّ فمـا يُـر
ضـيكَ أن تضـعفَ القُـوى أو تخورا
أكــرم اللــه رُكبتيـك لقـد أع
طــاك ســُبحانه فــأعطى شـَكورا
أيَّ رأسٍ حَملــت يــا حامــلَ الإي
مـانِ سـمحاً والبِـرَّ صـَفْواً طَهورا
اتَّــقِ اللـهَ يـا سـراقةُ وانظـر
هــل تـرى الأمـر هيّنـاً ميسـورا
أم تظــنُّ الجــواد تُمســكه الأر
ضُ وتلـــوي عنـــانه مســـحورا
أم هــو اللــهُ ذو الجلالِ رمـاه
يُمســك الشــرَّ راكضـاً مسـتطيرا
غــرّك القــومُ فــانطلقت تُرجّـي
ه خسيســاً مــن الجـزاءِ حقيـرا
وَضـــحَ الحــقُّ فاعتــذرتَ وأولا
كَ الرســولُ الأميـن فضـلاً كـبيرا
فُــزتَ بالعهـدِ فَـاغْتَنِمْهُ وَأَبْشـرْ
بِســِوارَيْ كِسـْرَى فُـدِيتَ البشـيرا
قُـلْ لأهـلِ النّيـاقِ أوتيـتُ أجـرِي
جَللاً فَـــابْتَغوا ســِوَايَ أجيــرا
ليــس مــن رامَ رِفعـةً أو سـناءً
مِثــلَ مـن رامَ ناقـةً أو بعيـرا
وأَتـــى بَعــدهُ بُريــدَةُ يرجــو
أن يَنــالَ الغِنَـى وكـان فقيـرا
يركـبُ اللّيـلَ والنّهارَ وَيَطوِي ال
بِيــدَ غُبْـراً سـُهولها والوعُـورا
فـي رجـالٍ مـن صـحبهِ زَعموا الإغ
راءَ نُصـحاً واسْتَحسـنوا التَّغريرا
آثـروا اللـهَ والرسـولَ ففـازوا
وَارْتَضــَوْها تجــارةً لـن تبـورا
أســلموا وَارْتَـأى بُريـدةُ رأيـاً
ألمعيّــاً وكــان حُــرّاً غَيــورا
قـال مـا يَنبغِـي لمثـلِ رَسولَ ال
لَـــهِ أن يَــأَلُوَ البلادَ ظُهــورا
كيــف تمشــي بلا لـواءٍ وقـد أُو
تُيـتَ مـن ربّـكَ المقـام الأثيـرا
ليـس لـي مـن عمـامتي ومن الرم
ح عَــذيرٌ إذا التمســت عــذيرا
اخفقـي يـا عمـامتي واعلُ يا رم
حـي فقـد خفـت أن تعـود كسـيرا
ومشــى بــاللواءِ بيــن يــديه
يتلقَّــى الســنا البهـيَّ فخـورا
مـــا حــديثٌ لأمّ معبــدَ تســْتسْ
قيـهِ ظمـأى النفـوسِ عذباً نميرا
ســائلِ الشـّاةَ كيـف دَرّتْ وكـانت
كــزَّةَ الضـَّرعِ لا تُرجّـى الـدُّرُورا
بركــاتُ الســَّمح المؤمَّـلِ يَقـرِي
أُمـــمَ الأرضِ زائراً أو مـــزورا
مظهــرُ الحــقِّ للنبــوّةِ ســبحا
نــكَ ربّــاً فــرد الجلال قـديرا
يــا حيــاةَ النُّفـوسِ جِئتَ قُبـاءً
جِيئةَ الــرُّوحِ تَبعــثُ المقبـورا
ارفـعِ المسـجدَ المبـاركَ وَاصـْنَعَ
للِبرايـــا صــَنِيعَك المشــكورا
معقــل يعصــم النفــوس ويـأبى
أن يميـل الهـوى بهـا أو يجورا
أوصـــها بالصـــلاة فَهْـــيَ عِلاجٌ
أو سـياجٌ يَـذودُ عنهـا الشـُّرورا
غَـرسَ اللـهُ دَوْحَـةَ الـدّينِ قِـدماً
وقَضــــاها أَرومـــةً وجـــذورا
لـو أردتَ النُّضـارَ لـم تَحملِ الأح
جـارَ تُوهي القُوى وتَحنِي الظُّهورا
أرأيــتَ ابـنَ ياسـرٍ كيـف يَبنِـي
أرأيـــتَ المُشـــيَّعَ الشـــِّمِّيرا
أرأيــتَ البنَّــاءَ يَسـْتبِقُ القـو
مَ صـــعوداً ويَزدهيهــم ســُؤورا
أرأيــتَ الفَحــلَ الأبــيَّ جَنيبـاً
فـي يَـد اللـهِ والهِزبرَ الهَصورا
يَنصــبُ النّحـرَ للحجـارةِ والطّـي
نِ يُغِيـرُ الحِلَـى ويُغـري النُّحورا
مـا بنَـى مِثلَـهُ علـى الـدَّهرِ غِرٌّ
رَاحَ يَبنــي خَوَرْنقــاً أو سـَديرا
يَجِـدُ الحـقُّ فـي البنـاءِ حُصـوناً
ويَـرى الطّيـرُ فـي البناءِ وكورا
بُـورِكَ الحـيُّ حَيُّكـم يـا بنـي عم
رِو بــن عَــوْفٍ ولا يَـزلْ مَمطـورا
كُنـتَ فيـه الضّيفَ الذي يَغمُر الأن
فــسَ والــدُّورَ نِعمــةً وحبــورا
مــا رأت مِثلـكَ الـديارُ ولا حـي
يـا لـكَ القومُ في الضّيوفِ نظيرا
كَرِهُـوا أن تَبِيـنَ عنهـم فقـالوا
أمَلالاً أزمعـــتَ عنّــا المســيرا
قُلـتَ بـل يـثربَ انتـويتُ وما أَلْ
فَيْــتُ نفســي بغيرهــا مـأمورا
قريــةُ تأكــل القُــرَى وتُريهـا
كيـف تَلقى البِلَى وتشكو الدُّثورا
طَربَــتْ نــاقَتي إلــى لابَتيْهَــا
فَـدَعُوا رَحْلَهـا وخَلُّـوا الجريـرا
رَحمــةُ اللّــهِ والســَّلامُ عليكـم
آلَ عَـــوْفٍ كــبيركم والصــَّغيرا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.