
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـاحبُ السـَّيْفَيْنِ مـاذا صنعا
ودَّعَ الصـفَّيْنِ والـدنيا معـا
غـابَ عـن أصـحابهِ ما علموا
أيَّ دارٍ حـــلَّ لمــا وَدّعــا
غـاب عـن أعينهـم فـي غَمْرَةٍ
سدَّ غُولُ الهولِ منها المطلعا
طلبـــوه وتَنــادى جَمعُهــم
نَكبــةٌ حلّــتْ وخَطــبٌ وقعـا
يـا رسـولَ اللـهِ هـذا حمزةٌ
أتـرى عينـاك منـه المصرعا
إنّــــه عَمُّـــكَ إلا أُذُنـــاً
قُطِعَــتْ منــه وأنفـاً جُـدِعا
إنّــه عمّــك فــانظرْ بَطْنَـهُ
كيـف شقُّوه وعاثوا في المِعَى
كبــدُ الفـارسِ مـاذا فعلـت
أيـن طاحت من قضى أن تُنزَعا
نَــذرُ هنـدٍ هِـيَ لـولا أنهـا
لـم تُسـِغْها أكلتهـا أجمعـا
طفقــت تَمضــغُ مِـن أفلاذِهـا
عَلقمــاً مُـرّاً وسـُماً مُنقَعـا
كلّمــا هَمَّــتْ بهـا تَـدفعُها
مِلـءَ شـِدْقَيْها أبتْ أن تُدفعا
نَــذرتْ يـومَ أبيهـا نـذْرها
عَلّهـا تشفِي الفُؤادَ المُوجَعا
جَــاءَ وَحْشــِيٌّ فضــجَّتْ فَرحـاً
وَيْــكِ إنّ الأرضَ ضــَجَّتْ فَزَعـا
تَبـذلينَ الحَلْـي والمالَ على
أن جنــاه جاهليــاً مُفظعـا
يـا لـه يا هندُ جُرحاً دامياً
ضـاقَ عنـه الصّبرُ مما اتّسعا
أفمــا أبصــرتِ رُكنَـيْ أُحُـدٍ
حِيـنَ سالَ الجرحُ كيف انصدعا
وأبــو سـُفيانَ مـاذا هـاجه
أفمــا يُزمِــعُ أن يَرتــدعا
غَــرَّهُ فــي يـومِه مـا غـرّه
إنّ عنـد الغـدِ سـِرّاً مُودَعـا
يَطعـنُ اللّيـثَ ويَفـرِي شـِدْقَهُ
حِيـنَ ألقَـى جَنْبَـهُ فاضـطجعا
لـــو رآه يتحـــدَّى نفســَهُ
لرآهــا كيــف تَهـوِي قِطعَـا
يــذكرُ العُـزَّى ويـدعو هُبلاً
وَيْحَـهُ مـن ذاكـرٍ مـاذا دعا
أَســدُ اللّــهِ رمــاهُ ثَعلـبٌ
يـا لـه مـن حادثٍ ما أبدعا
أخَـــذْتهُ عـــثرةٌ مَــزؤودَةٌ
ضـَجَّتِ الـدنيا لها تدعو لعا
زالــتِ الـدِّرعُ فغشـَّى بطنَـهُ
دافــقٌ مــن دمــهِ فادّرعـا
حَرْبَـةٌ ظَمـأى أصـابت مَشـرعاً
كـان مـن خيـرٍ وبـرٍّ مُترَعـا
جَــزَع الهـادي لهـا نازلـةً
جلّلــتْ عُليــا قريـشٍ جَزَعـا
تلــك رُؤيــاهُ وهـذا سـيفُهُ
لا رعَـى الرحمـنُ إلا مَـن رعى
ثَلمـةٌ هـدَّت مـن الكفـرِ حِمىً
زعـم الكفّـارُ أن لـن يُفْرَعا
بُـورِكَ المضـجعُ والقومُ الألى
وسـَّدوا فيـه الشهيدَ الأروعا
مثَـلَ القـومُ بـه مـن بغيهِم
مـا نهـاهم دِينُهـم أو منَعا
ليــــس للأخلاقِ إلا دينُهـــا
يُـؤثر المثلى ويهدِي مَن وعى
وَعَـد الإسـلامُ خيـراً مَـن عفَى
إنّ حُسـنَ العفـوِ ممّـا شـَرعا
سـائلِ اللائي تقلَّـدنَ الحِلَـى
مـن جلـودٍ مـن رآهـا خَشـعا
أهـي كـاللؤلؤِ أم أبهى سناً
مـن غـواليهِ وأسـمى موضـعا
بــوركَتْ إنـي أراهـا زُلَفـاً
رفـع اللّـهُ بهـا مـن رَفعـا
لـن يفـوتَ الكفرَ منها ذابحٌ
لا يُبــالي أيَّ جلــدٍ مَزعــا
يـا لِرَيْـبِ الـدّهرِ ما أفدَحَهُ
حادثـاً نُكـراً ورُزءاً مُفجِعـا
رَجَــع الــذّكرُ بـه مُؤتنفـاً
ولقــد أشـفقتُ أن لا يرجعـا
شـُغِلَ الأهـلُ عـن الأهـلِ فيـا
عجبــاً للـدهر مـاذا صـنعا
أفمـــا أُبصـــِرُ إلا لاهيــاً
أو مُعَنّــىً بالأمـاني مُولَعـا
اذكـروا يا قومُ من أمجادِكم
مــا نَسـِيْتُم رُبَّ ذِكـرٍ نَفعـا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.