
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تلك عُقبى البغيِ فانظر كيف عادا
يـا لـه مـن مُصعَبٍ ألقى القيادا
أرأيـــتَ القـــومَ شـــرّاً وأذىً
ورأيــتَ القــومَ نـاراً ورمَـادا
غُيِّبـــوا فــي حُفــرَةٍ مَســجورةٍ
تَخمـدُ الـدنيا وتَـزدادُ اتّقـادا
مُلِئَتْ رُعبـــاً وَزِيـــدَتْ رَوْعَـــةً
مـن عَـذابٍ كـان ضـِعفاً ثـم زادا
قِــفْ عليهــا وتــبيَّنْ مـا بهـا
هـل تـرى إلا انتفاضـاً وَارِتعادا
يــا لهــم إذ زعمـوا أصـنامهم
تُعجـــزِ اللّـــهَ كِفاحــاً وجلادا
جَــلَّ ربّــي لــم يُغــادِرْ بأسـُه
أنْفُسـاً منهـم ولـم يـتركْ عَتادا
خاصــموا اللّــهَ وعـادَوا جُنْـدَهُ
وأرى الأصــنامَ أولـى أن تعـادى
هـــي غرتهــم فضــلوا وعتــوا
واسـتحبوا الكُفـرَ بَغيـاً وعِنادا
حَلَّقــوا بــالأمسِ فــي طُغيـانهم
ثـمَّ بـادوا فـي مَهـاويهِ وبـادا
عِظــةٌ فــي التُّـربِ كـانت فِتنـةً
وعـــذابٌ كــان شــرّاً وفَســادا
كُـــلْ هنيئاً مــن قليــبٍ قَــرِمٍ
يَبلــعُ الكُفّــارَ مَثْنَـى وَفُـرادى
طـال منـك الصـوم واشـتد الطوى
فخـذ القـوم التهامـاً وازدرادا
جَرَّبــوا الحـربَ وجـاؤوا فَلَقُـوْا
غُممــاً جُلَّــى وأهــوالاً شــِدادا
ســمعوا الصـَّوتَ ومـا مـن نـاطقٍ
يُخبِـرُ السـائلَ منهـم حِيـنَ نادى
يـا رسـولَ اللـهِ هُـمْ فـي شأنهم
غَمــرةٌ تَطغَــى وبلــوى تَتمـادى
صـــدَقَ الوعـــدُ فكـــلٌّ مُــوقِنٌ
يـا لـه منهـم يَقينـاً لو أفادا
أنكــروا الحــقَّ ورامـوا غيـره
فكــأنَّ اللّـهَ لا يَجـزِي العبـادا
هكــذا مــن يَعبـدُ الطـاغوتَ لا
يَتَّقِــي ربّــاً ولا يَرجــو مَعـادا
جَـــلَّ ربِّـــي وتَعـــالى إنّـــهُ
بــالِغٌ مـن كُـلِّ أمـرٍ مـا أرادا
إرفَعِـي يـا دولـةَ الحقِّ العِمادا
وأَقيمِــي يـا طـواغيتُ الحِـدادا
أيُّ حــــقٍّ ذلَّ فــــي ســـُلطانِهِ
أيُّ زُورٍ عـزَّ فـي الـدُّنيا وسـادا
إنّ للّــــهِ ســــُيوفاً خُــــذُماً
وجنـــوداً لا يَمَلُّــونَ الجِهــادا
بَعـــثَ الأُســـطولَ فــي آيــاتِهِ
جـائلاً يُعيـي الأسـاطيلَ اصـْطِيادا
قُـــوّةٌ أرســـلها مـــن أمــرِه
تَفتــحُ الــدُّنيا وتَحتـلُّ البلادا
إنَّ كــلَّ الخيـرِ يـا صـَفوانُ فـي
مَهلـكِ القـومِ فلا تَعْـدُ الرَّشـادا
دَعْ عُميــــراً لا تَهِجْــــهُ وَاتَّئِدْ
إنَّ للعاقــلِ فــي الأمـرِ اتّئادا
أخـــذَ الســَّيفَ صــَقيلاً مُرهَفــاً
يأخُـذُ الأبطـالَ والبِيـضَ الحِدادا
ظَــلَّ يَســقيهِ ومــا أدراهُ هَــلْ
كـان سـُمّاً مـا سـقاهُ أم شـِهادا
كَـــرِهَ الحـــقَّ فلمَّـــا جــاءَهُ
نَبــذَ الحِقْـدَ وأصـفاهُ الـودادا
مِــن حَــديثٍ أنبــأ اللّــهُ بـهِ
خيــرَ مَــن حــدَّثَ عنـهُ فأجـادا
قـــال أســـلمتُ لربّــي وكَفَــى
بالسـّبيلِ السـَّمحِ دِيناً وَاعْتِقادا
إقــرأ القــرآن وَاتْبَــعْ هَـدْيَهُ
يا عُميرَ الخيرِ إنْ ذو الغَيِّ حادا
إنّـهُ النُّـورُ الـذي يجلـو العمَى
إنّـهُ السـّرُّ الـذي يُحيي الجمادا
أيــن يــا صــفوانُ مـا أمّلتَـهُ
أيـن مـا حـدَّثْتَ تَستهِوي السَّوادا
يــا لهــا داهيــةً طـارتْ بهـا
أعْقُــبُ الجـوِّ وقـد كـانت نـآدا
لا تَظــنَّ الجــودَ دَيْنــاً يُشـْتَرى
سـَتَرى الجـودَ المُصـَفَّى والجوادا
ســـَتراهُ واديـــاً مِـــن نَعَــمٍ
يُعجــزُ الآمـالَ سـَعْياً وَارْتيـادا
هُـوَ مـن فَيـضِ العُبـابِ المرتمـى
يتقَصـــَّى الأرض مــدّاً واطّــرادا
الرسـولُ السـَّمحُ والمـولى الـذي
يَســَعُ الأجيــالَ بـرّاً وافتقـادا
اقـترحْ مـا شـِئتَ وَاطْمَـعْ لا تَخـفْ
مِـن نَـدى كَفَّيـهِ نَقصـاً أو نَفادا
حَبَّــذا المــوئلُ فيمــا تَتَّقِــي
مَن أذى الدّهرِ وما أعلى المصادا
ســـَببٌ للّــهِ مــن يَعلــقْ بــهِ
لـم يَخَـفْ ضَيْماً ولم يَخْشَ اضطهادا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.