
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقــول أبــو ســُفيانَ أودى مُحمـدٌ
قــتيلاً ويـأبى الشـيخُ إلا تماديـا
فلمــا أراد الحــقَّ أقبـل سـائلاً
فأبـدى لـه الفاروقُ ما كان خافيا
وقــال لــه لا يَعْــلُ صــوتُك إنّـه
لَيســمعُه مَـن جـاءَ بـالحقّ هاديـا
كــذلك ظـنّ القـومُ إذ طـاحَ مُصـعَبٌ
فراحـوا سـُكارى يُكـثرون الدعاويا
وَريعـتْ قلـوبُ المـؤمنين فـأجفلوا
يخـافون مـن بعـد النبيِّ الدواهيا
وزُلــزِلَ قــومٌ آخــرون فــأدبروا
سـِراعاً يَجـرُّونَ الظُّبَـى والعواليـا
يقولــون مـا نبغـي وهـذا نبيُّنـا
تــردَّى قــتيلاً ليتـه كـان باقيـا
فمـا أقبلـوا حتّـى انبرت أُمُّ أيمنٍ
وقـد جاوزَ الغيظُ الحشا والتراقيا
تُــدافِعُهم غضــبَى وتحثـو ترابهـا
تُعفِّــر منهــم أوجُهــاً ونواصــيا
تقـول ارجعـوا مـا بالمدينة منزلٌ
يُبــارِكُ منكــم بعـد ذلـك ثاويـا
أمِـن ربّكـم يـا قـومُ تبغون مهرباً
فيــا ويحكـم إذ تتَّقـون الأعاديـا
ألا فانصروا الدّينَ القويمَ وجاهدوا
جِهـاداً يُرينـا مصـرعَ الشِّركِ داميا
فَمـن خاف منكم أن يعودَ إلى الوغى
فـذا مغزلـي وليعطني السَّيفَ ماضيا
لـكِ الخيـرُ لو تدرينَ ما قال معتبٌ
لأرسـلتِ شـُؤبوباً مـن الـدمعِ هاميا
جـزى اللـه مـا قـدَّمتِ يا أمَّ أيمنٍ
مـن الخيرِ تقضينَ الحُقوقَ الغواليا
تَطـوفينَ بـالجرحَى تُواسـِينَ شـاكياً
يَمُــجُّ دمـاً منهـم وتسـقين صـاديا
سـعَى بـك مـن إيمانِـك الحـقِّ دائبٌ
يَفـوتُ المـدى الأقصى إذا جدَّ ساعيا
عَجِبـتُ لمـن يَرمِيـك مـاذا بـدا له
أطاشـتْ يـداهُ أم رمـى منـك غازيا
ألـم يـر هنـداً يرحم السَّيفُ ضعفَها
فَيَصـدف عنهـا وافِـرَ الـبرِّ وافيـا
تَــورَّعَ عنهــا مُــؤمنٌ ليـسَ دينـهُ
كــدينِ حُبــابٍ إنّــه كـان غاويـا
جَــزاهُ بهــا ســعدٌ إسـاءَة ظـالمٍ
فأمسـى رسـولُ اللـهِ جـذلانُ راضـيا
وإذ أنـزل اللـه النعـاس فأمسـكت
جوانــح لـولا اللـه ظلـت نوازيـا
كــذلك إيمــان النُّفـوسِ إذا رَسـَتْ
قَواعِــدُه أمســتْ ثِقــالاً رواســيا
يَنـامُ الفتَـى والمـوتُ يلمـس جَنبَه
ويَرجِـعُ عنـه واهـنَ الظّفـرِ واهيـا
يُجــانِبُهُ حتّــى إذا جــاءَ يَــومُه
فأبعـدُ شـيءٍ أن يُـرَى منـه ناجيـا
فمـا اسـطعتَ فاجعـل مِن يقينك جُنَّةً
كفـى بيقيـنِ المـرءِ للمـرءِ واقيا
هَـوتْ مـن عيـونِ الهـاجِعينَ سَناتُها
ولاحـتْ عُيـونُ الحـربِ حُمـراً روانيا
وهــبَّ أميــرُ الغيـلِ يـدفعُ دونـه
ويُولِـعُ بالفتـكِ اللّيـوثَ الضواريا
يُزلــزِلُ أبطــالَ الكريهـةِ مُقـدماً
ويَصـرعُهم فـي حَوْمَـةِ البـأسِ داميا
تــوالت جراحـاتُ الكَتـومِ فأسـأَرتْ
بهـم أثـراً مـن سـاطعِ الدّمِ باديا
تضــِنُّ بنجواهــا وتكتُــم صــوتَها
لِيَخْفـى مـن الأسـرارِ ما ليس خافيا
تظـــلُّ شــظاياها تَطــايَرُ حــوله
وللرّمْــيِ ألهُــوبٌ يُـواليه حاميـا
هـو القـائد الميمونُ ما خاض غمرةً
فغادرهـا حتَّـى يَـرى الحـقَّ عاليـا
أبـا طلحـةَ انْظُـر كيف يرمِي وجارِهِ
قضـاءً علـى القومِ المناكيدِ جاريا
ويـا سـعدُ لا ترفَـقْ بقوسـكَ وَارْمِها
سـِهاماً أصـابت مـن يدِ اللّهِ باريا
ودونـك فاضـربْ يـا سـهيلُ نُحـورهَم
ودعنـي أصـِفْ للنّـاسِ تلك المرائيا
وعينَـك فَاحْمِـلْ يـا قتـادةُ عـائذاً
بمـن لا تـرى مِـن دونـه لـك شافيا
ألا ليتنـــي أدركـــتُ أمَّ عمــارةٍ
فـألثُم منهـا مَـوطِئَ النّعـلِ جاثيا
وأشــهدُ مــن حـولِ النـبيِّ بلاءَهـا
وأُنشـِدُها فـي اللّـهِ هذي القوافيا
وأجعــلُ مـن وجهِـي وَقـاءً لوجههـا
إذا مـا رماهـا مُشـرِكٌ مـن أماميا
ويـا ليـتَ أنّـي قـد حملـتُ جِراحَها
وكنـتُ لها في المأزقِ الضّنكِ فاديا
تَفِيـضُ علـى الجرحـى حناناً وتَصطلِي
من الحربِ ما لا يصطلي اللّيثُ عاديا
كـــذلك كــان المســلمونَ وهــذه
سـجايا اللـواتي كـنَّ فيهم دراريا
إذا الحادثـاتُ السـّودُ عـبَّ عُبابها
كَففـنَ البلايـا أو كشـفنَ الدياجيا
مَنــاقِبُ للــدنيا العريضــةِ هِـزَّةٌ
إذا ذُكِـرتْ فَلْيَشـدُ مـن كـان شاديا
لهـا مـن معـاني الخُلـدِ كلُّ بديعةٍ
فيـا ليـتَ قـومي يفهمون المعانيا
ووأسـفي إن لـم تَجِـدْ مـن شـُيوخِهم
حَفِيظـاً يُلقَّاهـا ولـم تُلْـفِ واعيـا
إذا مـا رأيـتَ الهدمَ للقومِ دَيْدَناً
فوارحمتـا فيهـم لِمَـنْ كـان بانيا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.