
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دعــا فأجــابوا والقلــوبُ صــَوادِفُ
وقــالوا اسـْتَقمنا والهَـوى مُتجـانِفُ
مَضــَى العهــدُ لا حــربٌ تُقـامُ ولاأذىً
يُــرامُ ولا بَغْــيٌ عــنِ الحــقِّ صـَارِفُ
لهـم دَمهُـم والـدّينُ والمالُ ما وَفَوْا
فــإن غَــدروا فالســّيف وافٍ مُسـاعِفُ
سياســةُ مــن لا يَخـدعُ القـولُ رأيَـهُ
ولا يَزدهيــــهِ باطـــلٌ منـــه زَائِفُ
رَســولٌ لـه مـن حكمـةِ الـوَحْيِ عاصـمٌ
ومـن نُـورهِ فـي ظُلمـةِ الـرأيِ كاشـِفُ
يُســـالِمُ مــن أحبــارِهم وســَراتِهم
رِجــالاً لهـم فـي السـّلمِ رأيٌ مُخـالِفُ
يَغيظهُـــم الإســـلامُ حتَّـــى كأَنَّمــا
هُـوَ المـوتُ أو عـادٍ مـن الخطبِ جَارفُ
إذا هَتَـفَ الـدّاعي بـهِ اهْتَـاجَ نَـاقِمٌ
وأعْـــوَلَ مَحـــزونٌ وأجْفَـــلَ خــائِفُ
إذا مــا تَــردَّى فـي الضـّلالةِ جاهِـلٌ
فمـا عُـذرُ مَـن يأبَى الهُدى وَهْو عَارِفُ
يَقولـونَ قَـوْلَ الـزُّور لا عِلَـم عنـدَنا
كَفَـى القـومَ عِلمـاً مـا تَضُمُّ المصاحفُ
لهـم مـن سـنَا التَّـوراةِ هادٍ وللعَمى
رُكـــامٌ علـــى أبصــارِهم مُتكــاثِفُ
دَنـا الحـقُّ مـن بُهتـانِهم ورَمَـى بهم
إلــى الأمــدِ الأقصــَى هَـوىً مُتقـاذِفُ
عَنـا ابْـنَ أُبـيٍّ مـن هَـوى التّاج لاعجٌ
وطــافَ بـه مـن نَشـوةِ المُلـكِ طـائفُ
جَـرى راكِضـاً مِلـءَ العنـانَيْنِ فانتحى
لــه قَــدرٌ ألقَــى بــه وَهْـوَ راسـِفُ
فمــا مِثلُـه فـي مَشـهدِ الإفـكِ فـارحٌ
ولا مِثلــهُ فــي مَشــهدِ الحــقِّ آسـفُ
ظُنـــونٌ يُعفّيهــا اليقيــنُ ودَولــةٌ
مـن الـوهمِ تـذروها الرياحُ العواصفُ
يُهيـــبُ بأضــغانِ اليهــود يَشــُبُّها
عَـــداوةَ قـــومٍ شـــرُّهم متضـــاعفُ
ومــا بَــرَحَ الحَبْـرُ السـَّمينُ يَغرُّهـم
ويأكــلُ مــن أمــوالِهم مـا يُصـادِفُ
أعــدُّوا لــه المرعــىَ فَـراحَ مُهبَّلاً
كَظنِّـــكَ بــالخِنزيرِ واتــاهُ عَــالِفُ
يَنـــوءُ بِجَنْـــبيهِ ويرتــجُّ ماشــياً
إذا اضـطربتْ منـه الشـَّوى والرَّوانـفُ
رَمـاهم بهـا عَميـاءَ لـم يَـرْمِ مَعشراً
بأمثالهـــا أحبـــارُهُم والأســـاقفُ
فقـالوا غَوى ابنُ الصّلتِ وانفضّ جمعهم
يُريــدون كعبــاً وَهْـوَ خَزيـانُ كاسـِفُ
رَمَـى الصـادقُ الهـادِي لَفِيفَـة نفسـِهِ
بصـــداعةٍ تَنشــقُّ منهــا اللّفــائفُ
فأمـــا لَبيـــدٌ فَاســْتعانَ بســحرِه
رُويــداً أخـا هـاروتَ تلـك الطـرائفُ
أعنـــدك أن الســـّحرَ للّــهِ غــالبٌ
تأمَّـــلْ لبيـــدٌ أيَّ مهــوىً تُشــارِفُ
وَشــاسُ بــنُ قيــسٍ هاجَهــا جاهليَّـةً
تَطيــرُ لِــذكراها الحلـومُ الرَّواجـفُ
يُقلِّــبُ بيــن الأوسِ والخـزرجِ الثَّـرى
وقــد وَشـجتْ فيـه العُـروقُ العواطِـفُ
يُــذكّرهُم يــومَ البُعــاثِ ومـا جَنْـت
رِقــاقُ المواضـِي والرمـاحُ الرواعِـفُ
غَلــتْ نَخـواتُ القـومِ ممّـا اسـتفزَّهم
وراجعَهــم مــن عـازِبِ الـرأيِ سـالِفُ
وخَفّــوا يُريــدونَ القِتــالَ فَردَّهــم
نــبيٌّ يَــردُّ الشــَّرَّ والشــّرُّ زاحِــفُ
دعـاهم إلـى الحُسـنَى فأقبـلَ بعضـُهم
يُعـــانِقُ بعضـــاً والـــدُّموعُ ذوارِفُ
أتــى ابــنُ سـلامٍ يُـؤثِرُ الحـقَّ مِلّـةً
وينظـرُ مـا تـأتي النُّفُـوسُ العـوازِفُ
تســـلّلَ يســـتخفي وأقبـــلَ قــومُه
وللــؤمِ منهــم مــا تَضــمُّ الملاحِـفُ
فقيـل اشـهدوا قـالوا عرفنـاه سيّداً
تجـــلُّ مَســاعيه وتعلــو المواقــفُ
هو المرءُ لا نأبَى من الدّينِ ما ارْتَضى
ولا نَــدَعُ الأمــرَ الــذي هــو آلِــفُ
فلمّــا رأوهُ خارجــاً يَنطُــق الــتي
هـي الحـقُّ قـالوا عـاثِرُ الرأيِ عاسِفُ
ظننّـا بـهِ خَيـراً ولا خيـرَ فـي امـرئٍ
أبــوه أبـو سـُوءٍ علـى الشـرِّ عـاكِفُ
ظلمنــاهُ لـم يُوصـَفْ بمـا هـو أهلُـه
فمــاذا لـه إن أخطـأ الرُّشـدَ واصـِفُ
تَرَامَــوْا بألقــابٍ إذا مـا تتـابعْت
تتــابعَ شــُؤبوبٌ مــن الــذمِّ واكِـفُ
أهــاب أبــو أيــوب ردوا حلــومكم
أعنــد رســول اللـه تلقـى المـآزف
وقـال الرسـولُ اسْتَشعِرُوا الحلمَ إنّما
يَســودُ ويســتعلِي الحليــمُ المُلاطِـفُ
أتُـؤذونَ عبـدَ اللّـهِ أن يتبـعَ الهُدى
فيــا ويحَــهُ مـن مـؤمنٍ مـا يُقـارِفُ
أهـذا هـو العهـدُ الـذي كـان بيننا
أهـذا الـذي يَجْنِـي العقيـدُ المحالِفُ
تَولَّــوا غِضــاباً مـا تَثـوبُ نُفوسـُهم
ولا تَرْعَـــوِي أحقـــادُهم والكتــائِفُ
يُــذيعونَ مكـروهَ الحـديثِ ومـا عَسـى
يقولــون والفُرقــانُ بــالحقِّ هـاتِفُ
إذا بَعثـوا مـن باطـلِ القـولِ فتنـةً
تَلقّفهــا مــن صــادقِ الـوحيِ خـاطِفُ
يُشــايِعهُم فــي القــومِ كـلُّ مُنـافقٍ
إلــى كــلِّ ذِي مَشــنوءَةٍ هــو دالِـفُ
شـَديدُ الأذى يُبـدِي مـن القـولِ زُخرفاً
وكالســّمِّ منـه مـا تُـواري الزَّخـارفُ
زَحــالفُ ســُوءٍ مــا يَكــفُّ دبيبُهــا
وأهـــونُ شــيءٍ أن تَــدُبَّ الزّحــالِفُ
أقـاموا علـى ظُلـمٍ كـأنْ لم يكنْ لهم
مــن العــدلِ يومــاً لا محالــةَ آزفُ
لكـــلِّ أُنــاسٍ يعكفــون علــى الأذى
مَعـــاطِبُ مـــن أخلاقِهِـــم ومتــالفُ
رُويــدَ يَهـودٍ هـل لهـا فـي حُصـونِها
مِــنَ البــأسِ إلا مــا تَظـنُّ السـّلاحِفُ
يَظنُّـونَ أنْ لـنْ يَنسـِفَ اللّـهُ ما بنوا
ولــن يثبـتَ البنيـانُ واللّـهُ ناسـِفُ
ســَيلقَوْنَ بُؤســاً بعــد أمـنٍ ونعمـةٍ
فلا العيـــشُ فيّــاحٌ ولا الظــلُّ وارِفُ
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.