
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُدُّوا بَنــي قَيْنُقــاعَ الأمـرَ إذ نـزلا
هيهــاتَ هيهــاتَ أمســى خَطبُكـم جَللا
نقضــتُمُ العهــدَ معقــوداً علـى دَخَـلٍ
لعاقـــدٍ مـــا نَــوى غشــاً ولا دخلا
مــازال شــيطانُكم بــالغيظِ يَقــدحه
بيــن الجوانِــح حتّــى شـبَّ واشـتعلا
هــاجت وقــائعُ بــدرٍ مــن حَفيظتِكـم
ونَبّهــتْ منكــمُ الــداءَ الــذي غفلا
أتنكـــرون علـــى الإســـلامِ بهجتَــهُ
واللـــه أطلعـــه مــن نــوره مثلا
دِيـنُ الهـدى يـا بنـي التوراةِ يَشرعُه
للنــاسِ مَــن شــرَع الأديـانَ والمِلَلا
لا تـــدّعوا أنكـــم منهــا بِمُعتصــَمٍ
واقٍ ولا تطمعـــوا أن تُـــتركوا هَمَلا
جــاء النــبيّين بالفرقــانِ وراثُهـم
ســُبحان مـن نقـل الميـراثَ فـانتقلا
رأى النفــــوسَ بلا هـــادٍ فأرســـله
يَهــدِي الشـعوبَ ويشـفي مِنهـمُ العِلَلا
هلا ســـألتم أخــاكم حيــن يَبعثُهــا
هوجــاءَ يعصـفُ فيهـا الشـرُّ مـا فعلا
إنّ الــتي رامهــا فــي عزّهـا سـَفهاً
لَتُــؤثِرُ المــوتَ ممّــا سـامها بـدلا
لا يَبلــغُ العِــرضَ منهـا حيـن تمنعُـه
مــن خيفـةِ العـارِ حـتى تبلـغَ الأجلا
وقــد يكــونُ لهــا مــن ربّهـا رَصـَدٌ
إذا رمــــاهُ بِعَيْنَـــيْ غَاضـــبٍ جَفلا
مــا زال بالــدّمِ حتّــى ظــلّ سـافحهُ
يجـــري علـــى دمــه مُسترســِلاً عَجِلا
مــا غرّكــم بقضــاءِ اللــهِ يُرســله
علــى يَــدَيْ بطــلٍ أعظــم بــه بطلا
لقـد دعـاكم إلـى الحسـنى فمـال بكم
مــن طـائفِ الجهـلِ داعٍ يُـورثُ الخَبَلا
قلتــم رُويــداً فإنّــا لا يُصـابُ لنـا
كُفـؤٌ إذا مـا التقى الجمعانِ فاقتتلا
لســنا كقومــك إذ يلقــون مَهلكَهــم
علـــى يـــديك وإذ يُعطونــكَ النَّفلا
يـا ويلكـم حيـن ترتـجّ الحصـونُ بكـم
ترجـو الأمـانَ وتُبـدي الخـوفَ والوَجلا
كــم مــوئلٍ شـامخِ العرنيـن يُعجبكـم
يَــــودُّ يـــومئذٍ لـــو أنّـــه وَأَلا
أمســى عُبــادةُ منكــم نافضــاً يـدَهُ
فــانبتَّ مــن عهـدِهِ مـا كـان مُتّصـلا
نِعــمَ الحليـفُ غـدرتم فـانطوى حَنقـاً
يرجـو الإلـه ويـأبَى الزيـغَ والـزللا
مــا كــان كــابن أُبـيٍّ فـي جَهـالته
إذ راح شــيطانُهُ يُرخِــي لـه الطـولا
مَضـَى علـى الحلـف يرعَـى معشـراً غُدُراً
أهــوِنْ بكــم معشــراً لـو أنّـه عقلا
لا تــذكروا الــدمَ إنّ السـيفَ مُنصـلِتٌ
فـي كـفِّ أبيـضَ يُـدمِي البِيـضَ والأسـلا
وجــانِبوا الحــربَ إن اللـه خـاذلُكم
ولـن تـروا ناصـراً يُرجَـى لمـن خَـذلا
مشــى الرســولُ وجنــدُ اللـهِ يتبعُـه
مـن كـلّ مِقدامـةٍ يغشـى الـوغَى جَـذِلا
يهفــو إلـى المـوتِ مُشـتاقاً ويطلبُـه
بيـــن الخميســَيْنِ لا نِكْســاً ولا وَكَلا
لــو غَيّبتْــهُ المواضـِي فـي سـرائرِها
ألقـــى بمهجتـــه يرتـــادُ مُــدَّخلا
يُخــال فــي غَمـراتِ الـرَوْعِ مـن مَـرَحٍ
لــولا الرحيــقُ المصـفَّى شـارباً ثَمِلا
أهــاب حمــزةُ بالأبطــالِ فــانطلقوا
وانســابَ مُنطلقــاً يَهــديهمُ السـُّبلا
عَجِبــتُ للقــومِ طـاروا عـن مـواقعهم
مـــا ذاقَ هـــاربهُم ســيفاً ولا رَجُلا
مَضــَوْا ســِراعاً إلــى الآطـامِ واجفـةً
يُخـــالُ أمنعُهـــا مــن ضــعفِه طَللا
طــال الحصــارُ وظـلّ الحتـفُ يرقبُهُـم
حَـــرّانَ يشـــجيه ألا ينقـــعَ الغُللا
أفنـوْا من الزادِ والماعونِ ما ادّخروا
واحتـال أشـياخُهم فاسـتنفدوا الحيلا
مِــن كــل ذي ســَغَبٍ لـو قـال واجـدُه
كُلْنِــي ليعلــمَ مــا فـي نفسـهِ أُكلا
لا يملكــــون لأهليهــــم وأنفســـهم
إلا العـــــذاب وإلا الظــــنَّ والأملا
ظلّــت وساوســُهم حيــرى تجــولُ بهـم
فــي مجهــلٍ يــتردَّى فيــه مـن جَهِلا
حتّـــى إذا بلــغ المكــروهُ غــايتَه
وهــال كــلَّ غــويِّ الــرأي مـا حملا
تضــرّعوا يســألون العفــوَ مُقتــدرِاً
يجـــودُ بــالعفو إن ذو قُــدرةٍ بخلا
أعطــى النفــوسَ حيــاةً مـن سـماحته
فكــان أكــرم مـن أعطـى ومـن بـذلا
لـو شـاء طـاح بهـم قتلاً فمـا ملكـوا
مـــن بعــد مَهلكهــم قــولاً ولا عملا
مــا الظــنُّ بـابن أُبـيٍّ حيـن يسـأله
مــن الأنـاةِ وفضـلِ الحِلـمِ مـا سـألا
أمـــا رأوه جريحـــاً لــو يُصــادِفُه
حِمــامُه لــم يجــد مـن دونـه حِـوَلا
زالـوا عـن الـدورِ والأموالِ وانكشفوا
عـــن الســلاح وراحــوا خُضــّعاً ذُلُلا
هـــو الجلاءُ لقـــومٍ لا حُلــومَ لهــم
سـاؤوا مُقامـاً وسـاؤوا بعـدُ مُـرتَحلا
ســاروا إلــى أذرعـاتٍ ينزلـون بهـا
نُكْــداً مشــائيمَ لا طـابت لهـم نُـزُلا
بــادوا بهـا وتسـاقَوْا فـي مصـارعِهم
ســـُوءَ العــذابِ ومكــروهَ الأذى نَهَلا
يَلــومُ بعـضٌ علـى مـا كـان مـن سـَفَهٍ
بعضـاً فمـن يَقـترِبْ يسـمعْ لهـم جَـدلا
أهـــلُ المعاقـــلِ هـــدّتهم مُــدمّرةٌ
تَمضـــــِي فلا معقلاً تُبقــــي ولا جبلا
رمــى بهــا مــن رســولِ اللـه مُتّئِدٌ
لا يأخـذُ النـاسَ حـتى ينبـذوا الرسلا
هــل دولــةُ الحــقّ إلا قُــوةٌ غَلبْــت
فافتحْ بها الأرضَ أو فامسَحْ بها الدُّولا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.