
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـأنَّ ابـنَ حـربٍ لسـتَ في مثلها جَلْدا
قصــاراك أن ترتــدَّ حـرّانَ أو تَـرْدَى
هـي الغـارةُ الحَـرّى فإن شِئتَ فانطلِقْ
وإن شـئت فاقعـدْ واتّخـذْ مضجعاً بَرْدا
جلا السـيفُ فـي بـدرٍ لعينـك مـا جلا
وأبـدى لـك النَصـْرُ المـؤزَّرُ ما أبدى
حلفــت لئن لــم تـأتِ طِيبـةَ غازيـاً
لَتجتنبَــنَّ الطيــبَ والخُـرَّدَ المُلْـدا
أتغــزو رســولَ اللـه أن هـدَّ بأسـُه
مـن الكفـر سـدّاً مـا رأى مثلـه سدّا
كــذلك وعـدُ اللـهِ لـو كنـت مؤمنـاً
لأيقنــت أن اللــهَ لا يُخلـف الوعـدا
جَـرى طيركُـم نحسـاً ببـدرٍ ولـن تروا
لكـم مـا عبـدتم غيـره طـائراً سعدا
أمضـــَّك وَجـــدٌ مُتلِــفٌ مــن مُحمــدٍ
ولسـتَ أبـا سـُفيانَ إن لـم تَزِدْ وجدا
رُويــداً هـداك اللـه إنّـك لـن تـرى
لـه فـي الـوغى إن هجتَـه للوغى نِدّا
أراك غــررت القـومَ إذ رحـت مُوجفـاً
تُخــادعهم عـن حلفـةٍ لـم تكـن جِـدّا
ذهبـتَ تقـودُ الجنـدَ يـا لـك قـائداً
ويـا للألـى سـِيقوا إلـى يـثربٍ جُندا
تُحــاول نصــراً مـن حُيَـيِّ بـن أخطـبٍ
وصــاحبهِ هيهــات زِدتَ المـدى بعـدا
رُددت عــن البـابِ الـذي جئت طارقـاً
فيــا لـك سـهماً مـا ملكـت لـه ردّا
ومـا نِلـتَ خيـراً إذ أتيـت ابن مشكمٍ
وكنـت امـرأ أعمى الهوى لا يرى رشدا
بعثـت علـى النخـل الرجـالَ فلم تَدَعْ
لنفســـك عــزّاً تبتغيــه ولا مجــدا
شــببت بهــم نـاراً تَـراءى لهيبُهـا
بعينـك يُبكـي الضال أو يضحكُ الرندا
فــوارسُ راحــوا خفيـة فـي سـيوفهم
فمـا وجـدوا سـيفاً ولا صـادفوا غمدا
يُصــيبونها شــتّى الجَنــى وكأنمــا
يُصــيبون مـن أعـدائهم معشـراً لُـدّا
تولَّــوا ســراعاً بعــد مقتـل معبـدٍ
وصــاحبهِ والخيــلُ تتبعهــم جُــردا
عليهــا مـن الغُـرِّ الميـامين فتيـةٌ
تُبــادر وِردَ المـوتِ تلتمـس الخلـدا
دعاهــا الرســولُ المجتـبى فكأنمـا
دعـا عاصـفاً صـعباً يعـدُّ القـوى هدّا
مضـى ومضـوا إثـر السـراحين ترتمـي
إلــى شـيخها مـذعورةٌ تتقـي الأسـدا
فلمـا رأى الجـدَّ اسـتطار ولـم يجـد
مــن الأرض يَهـوِي فـي مسـاربها بُـدّا
يصـيح بجنـد السـوء ألقـوا بزادكـم
وفــروا خفافــاً لا يكـن أمركـم إدّا
وطــاروا شــَعاعاً للســَّويقِ وراءهـم
رُكــامٌ إلـى أعـداءِ أربـابهم يُهـدي
هُــمُ رفــدوهم كــارهين ولـو وفـوا
بأيمــانهم كــانوا لأسـيافهم رِفـدا
إليــك ابــنَ حـربٍ إنّ للحـربِ جـذوةً
إذا هيّجــتْ ذا نجــدة زادهـا وَقـدا
هـي النصـرُ أو عـادٍ مـن الموت واقعٌ
بكـــل كمِـــيٍّ لا مفـــرَّ ولا معـــدى
فـررتَ تخـاف الفقـد فـي حَوْمَةِ الوغى
بأيـدي الألـى يسـتعذبون بها الفقدا
أفـي الحـق أن لا تعبـدَ اللـه وحـدَه
وتســجدَ للعُــزَّى تكــونُ لهـا عبـدا
ســبيلان شــتّى أنــت لا بــد عــالمٌ
إذا مـا اسـتنبتَ الرشـد أيهما أهدى
رجعــتَ مغيظـاً لـم تنـلْ وِتْـرَ هالـكٍ
ولـم تشـفِ غيظـاً مـن ذويـك ولا حقدا
تصــُدُّ قريــشٌ عنــك ممــا كــذَبْتَها
ومنيّتهــا يـا طـولَ همّـك لـو أجـدى
قُــلِ الحــقَّ مــا للعـالمين سـكينةٌ
على الأرضِ حتى يَعبدُوا الواحدَ الفردا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.