
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقبِـلْ فتلـك دِيـارُ يَـثربَ تقبل
يَكفيـكَ مـن أشـواقها مـا تَحمِلُ
طـالَ التّلَـوُّمُ والقلـوبُ خوافـقٌ
يهفـو إليـكَ بها الحنينُ الأطولُ
القـومُ مُـذ فـارقتَ مكّـةَ أعيـنٌ
تـأبى الكـرَى وجَوانـحٌ تَتملمـلُ
يُتطلّعـون إلـى الفجـاج وقولُهُمْ
أفمـا يُطالِعُنـا النـبيُّ المُرسَلُ
أقبلـتَ فـي بِيضِ الثّيابِ مُباركاً
يُزجـي البشـائرَ وجهُـكَ المتهلِّلُ
يـا طِيـبَ ما صَنَعَ الزُّبيرُ وَطَلحةٌ
ولَصــَنعُكَ الأوفــى أجـلُّ وأفضـلُ
خـفَّ الرِجـالُ إليـكَ يَهتفُ جمعهُم
وقلــوبُهم فَرَحــاً أخـفُّ وأعجـلُ
هـي فـي رِكَابِكَ ما بها من حاجةٍ
إلا إليــكَ ومــا لهــا مُتحـوَّلُ
هَجـرتْ مَنازِلَهـا بِيـثربِ وَانْتَحتْ
أُخـرى بِمكـةَ دُورُهـا مـا تُؤهَـلُ
وفـدان هـذا مـن ورائِكَ يرتَمـي
عَجِلاً وهــذا مــن أمامِـكَ يَنسـِلُ
انْظُـر بنـي النّجَـارِ حَولك عُكّفاً
يَـرِدُونَ نُـورَك حِيـنَ فَاضَ المنهلُ
لـم يُنزِلوكَ على الخُؤولةِ وحدَها
كــلُّ المــواطنِ للنّبـوّةِ مَنـزلُ
نزلـوا علـى الإسـلام عنـدَك إنّه
نَســَبٌ يَعُــمُّ المُسـلِمينَ ويَشـملُ
مــا للـديارِ تَهزُّهـا نَشـَواتُها
أهــي الأناشـيدُ الحِسـانُ تُرتَّـلُ
رفَّــتْ نَضـارتُها وطـابَ أريجُهـا
وتـــردّدتْ أنفاســُها تَتسلســَلُ
فكأنّمــا فـي كـلِّ مَغنـىً رَوضـةٌ
وكأنّمــا فــي كــلِّ دارٍ بُلبُـلُ
هُـنَّ العـذارَى المؤمنـاتُ أقمنَهُ
عِيــداً تُحيّيـهِ الملائِك مـن عَـلُ
فــي مُــوكبٍ للـهِ أشـرقَ نـورهُ
فيـــه وقــام جلالــهُ يَتمثَّــلُ
جَمــعَ النَـبيِّينَ الكِـرَام فآخـذٌ
بيــدِ الإمــامِ وعــائذٌ يتَوسـَّلُ
يَمشـِي بـه الـرُّوحُ الأمينُ مُسلِّماً
وجــبينُه بفــمِ النــبيِّ مُقَبَّـلُ
إيــهٍ بنـي النجَّـارِ إنَّ محمَّـداً
لأَشــدُّ حُبّــاً لِلَّــتي هـي أجْمَـلُ
خلُّـوا سـبيلَ اللـهِ مـا لرسولِه
عمَّـا أعـدَّ مـن المنـازلِ مَعْـدِلُ
ذَهبـتْ مَطيّتُـه فقيـل لهـا قِفـي
هــذا مَناخُـكِ لسـتِ ممّـن يَجهـلُ
النَّـاسُ في طَلَبِ الحياةِ وها هنا
ســِرٌّ لهــا خــافٍ وكنـزٌ مُقفَـلُ
أعطِـي أبـا أيّـوب رَحْلَكِ وَاحْمَدِي
مـن أمـرِ ربّـكِ مـا يجيءُ ويَفعلُ
ودَعِـي الزّمـامَ لأسـعدِ بن زُرارةٍ
فـإليهِ بعـد اللـهِ أَمْـرُكِ يُوكَلُ
لمَّـا حملـتِ الحـقَّ أجمعَ والهدى
أمسـى بحبـلِ اللـهِ حَبلُـكِ يُوصَلُ
يتنـافسُ الأنصـارُ فِيك وما دروا
لِمــنِ المفـازُ وأيُّهُـمْ هـو أوّلُ
هِـيَ كيميـاءُ الحـقِّ لـولا أنّهـا
تَهـدِي العقـولَ لَخِلتُهـا لا تُعقَلُ
دُنيـا مـن العجبِ العجابِ ودولةٌ
يَهوِي النُّضارُ بها ويعلو الجَندلُ
أرأيـت أهـل الكهـف لـولا سرها
هـل كـان يكـرم كلبهـم ويُبجَّـلُ
شـكراً أبـا أيـوب فُـزتَ بنعمـةٍ
فيهـا لنفسـِكَ مـا تُريـدُ وتسأَلُ
مـا مِثلُ رِفْدِكَ في المواطنِ كلِّها
رِفــدٌ يُضــاعَفُ أو عطَـاءٌ يُجـزَلُ
للــهِ دارُكَ مــن مَحلَّــةِ مُـؤْمِنٍ
نَـزلَ الحِمَـى فيهـا وحَلَّ المعقلُ
نَـزَلَ النـبيُّ بهـا فحـلَّ فِناءَها
مَجــدٌ يُقيـمُ وسـؤددٌ مـا يرحـلُ
مجـدُ النُّبـوَّةِ فـي ضـيافةِ ماجِدٍ
سـَمحِ القِرى يُسدِي الجزيلَ ويبذلُ
وَسـِعَتْ جِفـانَ المُطعميـن جفـانُه
كرمـاً فمـا يـأبى ولا هِـيَ تبخلُ
أضـفى علـى السَّعدينِ بُرْدَ سماحةٍ
فــاهتزَّ جُودُهُمـا وأقبـلَ يرفـلُ
جـــذلانَ مُحتفلاً يقــرّب منهمــا
للــهِ مــا يرضـَى ومـا يتقبَّـلُ
جَعـلَ القِـرَى سـَبباً إلى رضوانِه
والبِــرُّ والإيمـانُ فيمـا يَجعَـلُ
يا زيدُ من صنع الثَّريدَ وما عسى
ترجـو بمـا حَملـتْ يـداك وتأمُل
بعثتـك أمُّـك تبتغـي فـي دينها
مـا يبتغـي ذو الهمَّـةِ المتعمِّلُ
شـكر النّـبيُّ لهـا وأطلـق دعوةً
صـعدت كمـا شـقَّ الفضـاءَ مُجلجِلُ
أطيـب بتلـك هديّـةً يسـعى بهـا
فـي اللّـهِ سـاعٍ بـالجلال مُظلَّـلُ
لـو أنَّهـا وُزِنَـتْ بـدنيا قيصـرٍ
رَجحـتْ وأيـن مـن الخِضَمِّ الجدولُ
هـي إن عييـت بوصفها ما يُجْتنَى
مـن نعمـةِ الإسـلامِ لا مـا يُؤكـلُ
مـا فـي جهـادكِ أمَّ زيـدٍ ريبـةٌ
نار الوغى احتدمت وأنتِ الجحفلُ
شـَرَعٌ سرابيلُ الحروب وما اكتسى
مـن سـابغاتِ الخيـرِ من يتسربلُ
يـا معشـر الأنصارِ هل لي عندكم
نــادٍ يَضــُمُّ النـابغين ومحفـلُ
عنــدي لشــاعركم تحيـةُ شـاعرٍ
يَســِمُ القــوافِيَ وسـمه يَتنخَّـلُ
تنميـهِ فـي دُنيا البيانِ رَوائعٌ
منهـا رواكـدُ مـا تَرِيـمُ وجُفَّـلُ
الثّاويـاتُ علـى هُـدىً مـن ربّها
والســّابحاتُ السـّائحاتُ الجُـوَّلُ
شُغِلَتْ بها الدُّنيا وما هي بالتّي
تُعْنَـى بـدنيا الجـاهلين وتُشغَلُ
تـأبى القـرارَ بكـلّ وادٍ مُمحِـلٍ
وتحـلُّ بـالوادي الـذي لا يُمحـلُ
حسـّانُ أبلـغُ مـن يقول وليس لي
منـه إذا ادّعَـتِ المصـاقعُ مِقْوَلُ
أنتــم قضــيتم للنَّـبيِّ ذمـامه
ونصــرتُمُ الحـقَّ الـذي لا يُخـذلُ
وصـنعتُمُ الصـّنعَ الجميـل كرامةً
لمهـاجرين هـمُ الفريـقُ الأمثـلُ
فعرفـتُ موضـعكم وكيـف سما بكم
مجـدٌ لكـم فـي المسـلمين مؤثَّلُ
وأذعتُــه نبـأً لكـم مـا مثلـه
نبــأٌ يُــذاعُ ولا حــديثٌ يُنقـلُ
القـومُ قـومُ اللـهِ ملء دياركم
وكـأنهم بـديارهم لـم يرحلـوا
الـدينُ يعطـفُ والسـماحةُ تحتفِي
والحـبُّ يرعَـى والمـروءةُ تكفـلُ
واللــه يشـكرُ والنّـبيُّ بغبطـةٍ
والشـركُ يصـعقُ والضـلالةُ تـذهلُ
دِيـنُ الهـدى والحـقِّ في أعراسِه
والجاهليَّـةُ فـي المـآتم تُعـوِلُ
إن هالهـا الحَدثُ الذي نُكِبَتْ به
فلسـوف تُنكَـبُ بالـذي هـو أهولُ
زُولـي مُعطِّلـةَ العقـولِ فمنَ قَضى
أنّ البصــائرَ والعقــولَ تُعطَّـلُ
ألقِـي السـِّلاحَ فمـا لخصمكِ دافعٌ
ودَعِـي الكِفـاحَ فما لجندِكِ موئِلُ
أزرَى بـكِ الفشلُ المبرّحُ وارتمى
بِحُماتـكِ القَـدرُ الـذي لا يفشـَلُ
السـَّهلُ يصـعبُ إن تواكلتِ القُوى
والصـعبُ إن مَضـتِ العزائمُ يسهلُ
أرسـى المعاقـلِ مـؤمنٌ لا نفسـُه
تهفـــو ولا إيمــانُه يــتزلزلُ
هذا النْذيرُ فإن أبيتِ سوى الأذى
فـالأرضُ بالـدّمِ لا محالـةَ تُغسـلُ
علقـت بِمَقْتَلِـكِ السّهامُ وما عسى
يَبقَـى الرَّمِـيُّ إذا أُصِيبَ المَقتَلُ
اللــه أكــبرُ كـلُّ زُورٍ يَنقضـِي
مَــرَّ السـَّحاب وكـلُّ إفـكٍ يبطُـلُ
المسـجد الثَّـاني يُقـامُ بيـثربٍ
ومحمــدُ البــاني يَجِـدُّ ويَعمـلُ
عَمّـارُ أنـتَ لهـا وليـس ببـالغٍ
عُليـا المراتـبِ مَـن يَكِلُّ وَيَكْسَلُ
إن يَثْقُـلِ العِبـءُ الـذي حُمِّلتَـهُ
فَلمـا يُحمَّـلُ ذو التَّباعـةِ أثقلُ
مـاذا بَلغـت من السَّناءِ على يدٍ
أدنَـى أنامِلهـا السـِّماكُ الأعزلُ
مَسـَحتْه ظهـراً مِنـكَ طـالَ مُنيفهُ
حتَّــى تَمنَّـى لـو يكونـكَ يـذبُلُ
هـذا رسـولُ اللـه ِ فـي أصحابِه
لا يَشـــتكِي نَصــَباً ولا يَتمهَّــلُ
يَــأتِي ويــذهبُ بينهـم فَمُلَثَّـمٌ
بــالتُّربِ يَغْشــَى وَجْهَـهُ ومُكَلَّـلُ
مِــن كــلِّ قَـوّامٍ علـى أثقـالِه
ســامٍ لــه ظهــرٌ أشـمُّ وكَلْكَـلُ
مـا كـان أحسـنَها مقَالـةَ راجزٍ
لـو كـان يَعـرفُ حُكمَها المُتَمثِّلُ
هَتـفَ الإمـامُ بهـا فَراحَ يُعيدها
ثُــمَّ انْثَنــى مُتَلَطِّفَــاً يَتَنصـَّلُ
عمّـارُ يـا لـكَ إذ تُلامُ ويـا لَهُ
مِــن ذِي مُحافظـةٍ يَلـومُ ويَعـذِلُ
هِجْـتَ ابـنَ مَظعـونٍ فأقبلَ غاضباً
حَنِقـاً يجيـش كمـا يَجيشُ المِرْجَلُ
ولقـد يَحيـدُ عـن التُّرابِ إناقةً
مَـن لا يَحيـدُ عـن الضِّرابِ ويَنْكُلُ
مَهْلاً أبـا اليقظـانِ قِرنُـكَ باسلٌ
وأخـوكَ فـي جِـدِّ الـوغَى لا يَهْزِلُ
ولئن أهــابَ اللُّـه يَـالَ مُحمّـدٍ
صـُونوا الحِمَـى لَهْوَ الأشدُّ الأبسلُ
السـَّيفُ يَعْجَـزُ أن يَنـالَ غِـرارُه
مـا ليـس يَعجزُ أن ينالَ المِعْوَلُ
إيــهٍ أبـا بكـرٍ ظَفِـرتَ بصـفقةٍ
شــَتَّى مَغانِمُهــا لمــن يَتأَمَّـلُ
القـومُ عنـد إبـائهم وسـَخَائِهم
لـو يبـذلونَ نفوسَهُم لم يَحفِلوا
لا يقبلــون لحــائِطٍ ثمنـاً ولا
يَبغونَهــا دُنيــا تُـذَمُّ وتُـرذَلُ
اللّــهُ يَطلُبُــهُ لِنُصــرةِ دينِـهِ
والـدّينُ هُـم أنصـارُه ما بّدلوا
قـالوا أَمِنَّـا يـا محمـدُ يُبتغَى
مـا ليـس يَخلـقُ بالأُبـاةِ ويجملُ
إنّــا لعمـرِ اللَّـهِ نَعـرِفُ حَقَّـهُ
ونُعِــزُّ مِلَّتــه الــتي نتملَّــلُ
نُعطِي اليتيمين الكِفَاءَ وإن هما
أَبيـا ونَتَّبِـعُ الـتي هـي أنبـلُ
خُـذْ مـا أردتَ فلن نبيعكَ مسجداً
يَــدعوهُ فيــه مُكَبّــرٌ ومهلِّــلُ
هــو رَبُّنـا إن نالنـا رِضـوانُه
فلنـا المثوبـةُ والجزاءُ الأكملُ
إيــهٍ أبـا بكـرٍ خَليلُـكَ مُطـرِقٌ
يـأبى وأنـتَ بمـا يُريـدُ مُوَكَّـلُ
لابــدَّ مــن ثمــنٍ يَكـونُ أداؤُهُ
حَكَمـاً يُطـاعُ وشـِرعة مـا تُهمَـلُ
لـولا الرسـولُ ومـا يُعلِّـمُ قومَه
جَهــل المحجّــةَ ظـالمٌ لا يَعـدِلُ
وإذا قَضـَى أمـراً فمـا لقضـائهِ
رَدٌّ ولا فـــي غيـــرِهِ مُتعلَّـــلُ
الحـقُّ مـا شـَرَعَ النـبيُّ وباطـلٌ
مـا يـدَّعِي المرتـابُ والمتـأوّلُ
لا بــدّ مـن ثمـنٍ ولسـتَ بواجـدٍ
في القومِ من يَضِحُ الصّوابُ فَيَغفلُ
أمــر الرسـولُ بـه فـدونك أدّهِ
ولأنـت صـاحبُهُ الكريـمُ المفضـلُ
يـا بـاذِلَ الأمـوالِ نِلتَ ببذلِها
مـا لـم يَنَلْ في المسلمين مُموِّلُ
أتبعـتَ نفسـَكَ مـا ملكـتَ فمهجةٌ
تَنهـــالُ طيّعــةً وكَــفُّ تَهطــلُ
أَذِّنْ بِلاَلُ لـكَ الوَلاَيـةُ لـم تُتَـحْ
لِسـوَاكَ إذ تـدعو الجموع فَتُقبِلُ
اللَّـهُ أَلبَسـَكَ الكرامَـةَ وَاصْطَفَى
لـك مـا يُحـبُّ المـؤمنُ المتوكِّلُ
يـا طـولَ ما عُذِّبتَ فيه فلم تَمِلْ
تَبغِـي الّتي اتَّبعَ الغُواةُ المُيَّلُ
أَحَـدٌ إلهُـكَ مـا كَـذبتَ وما لمن
يرجـو النّجـاةَ علـى سواهُ مُعَوَّلُ
أرِنــي يَــدَيْكَ أفِيهمــا لِأُمَيَّـةٍ
وِردٌ مـن المـوتِ الـذُّعافِ مُثمَّـلُ
لَلسـَّيفُ سـَيفُ اللَّـهِ أَهْوَلُ موقعاً
مــن صـَخرةٍ تُلقَـى وحبـلٍ يُفتَـلُ
لك في غدٍ دَمُه إذا التقتِ الظُّبى
تحـتَ العَجاجـةِ والرِّمـاحُ الذُّبَّلُ
أذِّنْ فــإنَّ الـدِّينَ قـامَ عَمُـودُه
وَرَســتْ جَــوانبُهُ فمـا يَتَقَلقَـلُ
هَبَـطَ الجزيـرةَ فاحتوى أطرافَها
وَانْسـَابَ فـي أحشـائِها يَتَغَلْغَـلُ
فكأنمــا طـردَ السـوائمَ ضـيغمٌ
وكأنمــا ذعـرَ الحمـائمَ أجـدلُ
خَـفَّ الرجـالُ إلـى الصَّلَاةِ وإِنَّها
لأَجـلُّ مـا تَصـِفُ الصـّفوفُ المُثَّـلُ
عَنَــتِ الوجــوهُ فراكِـعٌ متخشـعٌ
يخشــى الإلــهَ وســاجِدٌ مُتَبَتِّـلُ
صـَلُّوا بنـي الإسـلامِ خَلـفَ نبيِّكم
وخُـذوا بما شَرَعَ الكتابُ المنزَلُ
اللَّــهُ أيَّــدكم بــه وأمــدَّكم
منــه بنــورٍ سـاطعٍ مـا يأفـلُ
آثرتُــمُ السـَّننَ السـويَّ فجـدُّكم
يَعلـو وجَـدُّ ذوي العَمايـةِ يَسفُلُ
هـل يَسـتوِي الجمعـانِ هذا صاعدٌ
يبنــي وهــذا ســاقطٌ يَتهيَّــلُ
يتَـألّفون علـى الهَـوى وقلوبُهم
شــَتَّى يَظــلُّ شــَعاعُها يتزيّــلُ
نَصــرٌ علــى نصـرٍ وفتـحٌ بعـده
فتــحٌ يَغيــظُ المشـركينَ مُحجَّـلُ
إنَّ امــرأً جمحــتْ بـه أهـواؤُه
مـن بعـدِ مـا وضَح الهُدى لَمُضلَّلُ
الحـقُّ بـابُ اللَّـهِ هـل من داخلٍ
طُـوبَى لمـن يَبغِـي الفَلاحَ فيدخلُ
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.