
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هِـيَ الأواصـرُ أدناهـا الدَّمُ الجاري
فلا محالـــةَ مـــن حُــبٍّ وإيثــارِ
الأسـرةُ اجتمعـتْ فـي الـدّارِ واحدةً
حُيّيــتِ مـن أسـرةٍ بُـوركتِ مـن دَارِ
مَشـَى بهـا مـن رسـول اللّه خيرُ أبٍ
يَـدعو البنيـنَ فلبَّـوا غيـرَ أغمارِ
تَأكّــدَ العهــدُ ممـا ضـَمَّ أُلفتَهـم
وَاسْتَحصـدَ الحبـلُ مـن شـَدٍّ وإمـرارِ
كُــلٌّ لـه مـن سـَراةِ المسـلمينَ أخٌ
يَحمـي الـذِّمارَ ويرعـى حُرمَةَ الجارِ
يَطــوفُ منــه بحــقٍّ ليــس يَمنعُـه
وليــس يُعطيــه إن أعطـى بمقـدارِ
يَجــودُ بالــدمِ والآجــالُ ذاهلــةٌ
ويبــذلُ المـالَ فـي يُسـرٍ وإعسـارِ
هــمُ الجماعــةُ إلا أنّهــم بَـرزوا
في صُورةِ الفردِ فانظر قُدرةَ الباري
صـَاحَ النـبيُّ بهـم كونـوا سَواسـِيَةً
يـا عُصـبةَ اللّـهِ مـن صـَحبٍ وأنصار
هـذا هـو الـدّينُ لا ما هاجَ من فِتنٍ
بيـن القبـائلِ ديـنُ الجهلِ والعارِ
رِدُوا الحيـاةَ فمـا أشـهى مَواردَها
دُنيــا صـَفَتْ بعـد أقـذاءٍ وأكـدارِ
الجاهليَّــــةُ ســـُمٌّ نـــاقعٌ وأذىً
تَشــقَى النّفـوسُ بـداءٍ منـه ضـَرّارِ
تــأهّبوا إِنَّ دينــاً قــام قـائمُه
يُــومِي إليكــم بآمــالٍ وأوطــارِ
أمــا تَـروْنَ رِيـاحَ الشـِّركِ عاصـفةً
تَطغَــى علــى أُمــمٍ شـَتَّى وأقطـارِ
لـن أتـركَ الناسَ فوضى في عقائدهم
ولــن أســالمَ منهــم كــلَّ جبَّـارِ
أكلّمــا مَلَــكَ الأقــوامَ مــالكُهم
رَمــى الضــّعافَ بأنيــابٍ وأظفـارِ
الشــرُّ غطَّـى أديـمَ الأرضِ فارتكسـتْ
أقطارُهـــا بيـــن آثــامٍ وأوزارِ
أخفـى محاسـنَها الكـبرى فكيف بكم
إذا تَكَشــَّفُ عــن وجــهٍ لهـا عـارِ
لأُنزِلـــنَّ ذوي الطُّغيـــانِ مَنزلــةً
تسـتفرغُ الكـبرَ مـن هـامٍ وأبصـارِ
ظنُّـوا الضّعافَ عبيداً بئس ما زعموا
هـل يَخلـقُ اللّـهُ قومـاً غيرَ أحرارِ
مـا غرَّهـم إذ أطـاعوا أمرَ جاهِلهم
بواحــدٍ غــالبِ الســُّلطانِ قهَّــارِ
يَرمـي العروش إذا استعصتْ ويبعثُها
مَبثوثــةً فــي جَنــاحَيْ عاصـفٍ ذارِ
بُعِثْـتُ بـالحقِّ يهـدِي الجامحين كما
يَهدِي الحيارى شُعاعُ الكوكب السّاري
أدعـو إلـى اللّـهِ بالآيـاتِ واضـحةً
تَهــدِي الغَــويَّ وتنهَـى كـلَّ كَفَّـارِ
فمــن أبــى فَـدُعائي كَـلُّ ذي شـُطَبٍ
ماضـي الرسـالةِ فـي الهاماتِ بَتّارِ
اللّـه أكـبرُ هـل فـي الحـقِّ مَعتبةٌ
لِمُســـتخِفٍّ بعهـــدِ اللــهِ غَــدّارِ
ألـم يكـن أخـذَ الميثـاقَ مـن قِدَمٍ
فمــا المقـامُ علـى كُفـرٍ وإنكـارِ
إنّ الألــى اتّخـذوا الأصـنامَ آلهـةً
علــى شـفَا جُـرُفٍ مـن أمرِهـم هـارِ
يَســتكبرونَ علـى مَـن لا شـريكَ لـه
ويســـجدونَ علـــى هُــونٍ لأحجــارِ
راحوا يُجلّونها من سوءِ ما اعْتقدوا
واللّــه أوْلَــى بــإجلالٍ وإكبــارِ
لِكــلِّ قــومٍ إلــهٌ يُؤمنــونَ بــه
مـا يبتغِـي اللَّـهُ مـن إيمانِ فُجّارِ
النــارُ أعظــمُ ســُلطاناً ومقـدرةً
فـي رأي عُبّادهـا أم خـالقُ النّـارِ
ســُبحانه مِــن إلــهٍ شــأنُه جَلـلٌ
يَهــدي النُّفــوسَ بآيــاتٍ وآثــارِ
لأَكْشــِفَنَّ عــن الأبصــارِ إذ عَميــتْ
مـا أسـْدَلَ الجهـلُ مـن حُجْبٍ وأستارِ
مــا للسـراحين بُـدٌّ مـن مصـارعِها
إذا انتضـتْ سـطواتِ الضيغمِ الضّاري
ضُمُّوا القوى إنّها دنيا الجهادِ بدت
أشـراطُها وتـراءَى زَنـدُها الـواري
لا بــدَّ مــن غــارةٍ للحـقِّ باسـلةٍ
وجَحفــلٍ مــن جُنــودِ اللّـهِ جَـرّارِ
خَيـرُ الـذخائرِ أبقاهـا ولن تَجِدُوا
كالعهــدِ يَرعــاهُ أخيــارٌ لأخيـارِ
لا تَنْقُضـوا العهـدَ إنّ اللّـهَ مُنزِلُه
علــى لســانِ رَســولٍ منـه مُختـارِ
قـالوا عليـكَ صـلاةُ اللّـهِ إنّ بنـا
مـا اللّـهُ يعلـمُ مـن عَـزْمٍ وإصرارِ
آخيــتَ بيــن رجــالٍ يَصـدقون إذا
زَلَّــتْ قُــوى كــلِّ خــدّاعٍ وخَتّــارِ
جُنـودُ رَبِّـكَ إن قلْـتَ اعْصِفُوا عَصَفوا
يَرمـونَ فـي الحـربِ إعصاراً بإعصارِ
مِـن كـلِّ مُنَغَمِـسٍ فـي النَّقْـعِ مُرتَجِسٍ
وكـــلّ مُنبَجِـــسٍ بالبــأسِ فَــوّارِ
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.