
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـر يـا أُسـامةُ ما لجيشكَ هَازِمُ
أنــت الأميـرُ وإن تعتَّـب وَاهِـمُ
قــالوا غلامٌ للكتــائبِ قــائدٌ
وفـتىً على الصَّيدِ الخضارمِ حَاكمُ
غَضـِبَ النـبيُّ وقـال إنّـي بالذي
جَهِـلَ الغِضـابُ السـّاخطونَ لعالِمُ
إن يجهلـوهُ فقـد عَرفـتُ مَكـانَهُ
والعـدلُ عِنـدي لا محالـةَ قـائِمُ
ولئن رمـوه بما يسوءُ فقد رموا
مِـن قبـلُ والـدَه ولَـجَّ النّـاقِمُ
نقمـوا الإمارَةَ فيهما وهُما لها
أهـــلٌ فكـــلٌّ أحــوذِيٌّ حــازِمُ
الخيـرُ فيـه وفـي أبيهِ فآمِنوا
يا قومُ وَانْطلِقوا لما أنا عازِمُ
سـاروا وظَـلَّ مـع النـبيِّ خَليلُه
والخطــبُ بينهمـا مُقِيـمٌ جـاثِمُ
يَنتـابُ مَضـجَعَهُ وينظـرُ ما الذي
صــنعَ القضــاءُ فَهَمُّـه مُـتراكِمُ
مَـرضُ النـبيِّ طَغَـى عليـه فَقلبُه
يَغشــاهُ مَــوجٌ للأســى مُتلاطِــمُ
ودَرَى أسـامةُ فـانثنَى فـي جيشهِ
والحـزنُ طـامٍ والـدُّموعُ سـَواجِمُ
مـات الرّسولُ المجتبى ماتَ الذي
أحيـا نُفُـوسَ النـاسِ وَهْيَ رَمائِمُ
مـات الرسـولُ فكـلُّ أُفـقٍ عـابسٌ
أســفاً عليــه وكـلُّ جَـوٍّ قَـاتِمُ
مـات الـذي شـَرَعَ الحياةَ كريمةً
والنّــاسُ شــرٌّ والحيـاةُ مـآثِمُ
مـات الـذي كـانت عجـائبُ طِبّـهِ
تَشـفِي العُقـولَ وداؤُهـا مُتفاقِمُ
طَاشــتْ لمصــرعِهِ عُقــولٌ رُجَّــحٌ
وَوَهَــتْ قُــوىً مشـدودةٌ وعَـزائِمُ
دنيـا الممالـكِ بعـد عصرِ مُحمّدٍ
حُــزْنٌ يُجــدَّدُ والعصــورُ مَـآتِمُ
صــلّى عليــكَ اللَّـهُ إنّ قضـاءَهْ
حَتْـمٌ وإنْ زَعَـمَ المزاعِـمَ حَـالِمُ
عـادَ ابنُ زيدٍ بالكتائبِ ما لوَى
مـن عزمِهِ الحَدَثُ الجليلُ العَارِمُ
يَمشــِي الخليفـةُ لائذاً بركـابِهِ
وكأنَّمــا هــو سـائِقٌ أو خـادِمُ
وأبـى الأميـرُ فقال دُونَكَ مَركبي
لا تَمْــشِ إنّـي إن فعلـتَ لَغـانِمُ
ولئن أبيـــتَ لأنزلَــنَّ كَرامــةً
لـكَ فـاقْضِ أمرَكَ لا نَبَا لَكَ صَارِمُ
قـال الخليفـةُ ما أراكَ بِمُنْصِفي
دَعْنِــــي فللإســـلامِ حَـــقٌّ لازِمُ
أنـا من جُنودِكَ لو ملكت رأيتني
تحـت اللّـواءِ فهالـكٌ أو سـالمُ
قُضـِيَ الوَداعُ وعادَ مَشكورَ الخُطَى
يَرعـــاهُ للإســـلامِ رَبٌّ راحِـــمُ
سـِرْ يا أُسامةُ فالقواضِبُ لم تَمُتْ
هِـيَ ما ترى وَهْوَ الجهادُ الدّائِمُ
وإذا البـواتِرُ واللهاذِمُ أعوزَتْ
فالمســلمونَ بــواترٌ ولهــاذِمُ
يـا لاثِـمَ القمـرِ المنيرِ مُودّعاً
هـل كـان قبلـكَ للكـواكبِ لاثـمُ
هِـيَ يا أخا الشّوقِ المبرِّحِ قُبْلَةً
مــا ذَاقَ لــذَّتَها مَشـُوقٌ هـائِمُ
ولقـد تكـونُ وفـي حلاوتهـا أسىً
مُـــرٌّ مَــذاقتُه ووجْــدٌ جــاحِمُ
زلْـزِلْ جُنودَ الرُّومِ وَاهْدِمْ مُلكَهُمْ
فـي عـزّهِ العـالي فنِعمَ الهادِمُ
قتلـوا أبـاك فلا تَدَعْهُمْ وَاعْتَصِمْ
منهــم بربّــك إنّـه لـكَ عاصـِمُ
ولقـد هَزمـتَ جُمـوعَهم فتفرَّقـوا
وشــَفاكَ منهـم جَيْشـُكَ المُتلاحِـمُ
وأجَلْـتَ خيلـكَ فـي عِراصِ دِيارِهم
وفعلــتَ فِعلـكَ والأُنـوفُ رَواغِـمُ
قتــلٌ وأسـرٌ هَـدَّ مـن عَزَمـاتِهم
وأذلَّهـم وكـذاكَ يُجـزَى الظّـالِمُ
ولَئِنْ أزلــتَ دِيـارَهُم ونَخيلَهـم
مـن بَعـدِ ما ظلموا فما لكَ لائِمُ
عُـدْ يا ابنَ زيدٍ باللّواءِ مُظفَّراً
وَانْعَـمْ فَبـالُ مُحمّـدٍ بـكَ نـاعِمُ
هـذا أبـو بكـرٍ مَشـَى فـي صحبِهِ
يلقــاكَ مُبتهِجـاً ورَكبُـكَ قـادِمُ
هُــمْ هنَّـؤوكَ وأنـت أهـلٌ للـذي
صـنعوا وحَسـْبُكَ أن يُفيقَ النّائمُ
اشـْكُرْ صَنيعَ اللَّهِ يا شيخَ الوغَى
إنّ الــذي عــابَ الغُلامَ لنـادِمُ
حِـبَّ الرسـولِ لـكَ البِشـارةُ إنّه
شـَرَفٌ لـه فـوقَ النُّجـومِ دَعـائِمُ
ماذا يقولُ ذَوُو الحفيظةِ بعد ما
شـكَرْت أُميّـةُ مـا صـَنَعْتَ وهاشـِمُ
عفــواً فَتِلــكَ حَمِيَّــةٌ عَربِيَّــةٌ
أعيـا الأوائلَ عَهـدُها المُتقادِمُ
للمـرءِ من نُورِ الحقائقِ ما يَرى
لا مــا تُرِيــهِ وسـاوِسٌ ومَزاعِـمُ
والنّـاسُ عِندَ فِعالِهم إنْ يفعلوا
خَيـراً فـأحرارُ النّفـوسِ أعـاظِمُ
لا حُكْــمَ للأنسـابِ أو للسـنِّ فـي
مـا قـالَ فِيهـمِ مـادحٌ أو واصِمُ
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.