
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِــن حَــقِّ رَكبِـكَ أَن يَهُـزَّ النيلا
وَيَشـــوقَ عَصــرِكَ بَهجَــةً وَالجيلا
أَرَضـــيتَ إِلّا بِــالعُيونِ رَكائِبــاً
وَقَنِعـــتَ إِلّا بِـــالقُلوبِ ســَبيلا
حَيَّــت وُفـودُ النيـلِ مِنـكَ مُـوَقَّراً
يُـــزري بِأُبَّهَــةِ المُلــوكِ جَليلا
لَمّـا مَشـى بَيـنَ المَـواكِبِ لَم يَدَع
لِمُتَـــــوَّجٍ عَرشـــــاً وَلا إِكليلا
تَمشـي الجُمـوعُ إِلـى إِمامِ هُداتِها
وَتَــؤُمُّ شــَيخَ حُماتِهـا المَـأمولا
قُــل لِلكِنانَـةِ جَـدَّ جِـدُّكِ فَـاِنظُري
أَتَرَيـــنَ إِلّا ســـَيفَكِ المَســلولا
خوضي الغِمارَ إِلى الفُتوحِ نَرى لَها
غُـرَراً تُضـيءُ بِهـا الـدُنى وَحُجولا
دَلَـفَ الفَـوارِسُ فـي لِـوائِكِ حُسـَّراً
وَمَضـــوا رَعيلاً لِلــوَغى فَــرعيلا
يَتَقــارَعونَ عَلـى الشـَهادَةِ أَيُّهُـم
يُمســي لِطَـهَ فـي الجِنـانِ نَـزيلا
أَمُعــاوِدَ الأَوطــانِ بَعـدَ فِراقِهـا
أَنَـــــوَيتَ إِلّا فُرقَـــــةً وَرَحيلا
مــازِلتَ مُغتَــرِبَ الأَسـِنَّةِ وَالظُـبى
فَمَـتى تُريـدُ مِـنَ الجِهـادِ قُفـولا
بَعُـدَ القَـرارُ فَسـِر بِقَومِـكَ هادِياً
وَاِطــوِ المَــدى ميلاً إِلَيـهِ فَميلا
قَصــُرَت مَسـافَتُهُ فَمـا بَـرَحَ الأُلـى
رَكِبـوا الهَـوى حَتّـى تَباعَـدَ طولا
حَمَلـوا الحِمايَـةَ فَـالبِلادُ مَروعَـةٌ
وَالشــَعبُ يَنظُـرُ نَعشـَهُ المَحمـولا
لَـو كُنـتَ شـاهِدَهُم غَداةَ مَشَوا بِها
وَجَــوانِبُ الــوادي تَمـوجُ طُبـولا
أَيقَنــتَ أَنَّ مِــنَ الشــُعوبِ أَجِنَّـةً
وَعَلِمـــتَ أَنَّ مِــنَ البِلادِ طُلــولا
مَـن غابَ عَنهُم مِن بَني الدُنيا فَما
عَــرَفَ المَســيخَ وَلا رَأى عِــزريلا
هُـم فَرَّقـوا الشَملَ الجَميعَ وَمَزَّقوا
مــا أَلَّـفَ الصـيدُ الأُبـاةُ فُلـولا
لَـو كُنـتَ مِـن ظُلَـلِ الغَمامِ بِمَنزِلٍ
لَرَأَيــتَ حِزبــاً أَو لَقيـتَ قَـبيلا
ضـَرَبوا الأُبُـوَّةَ بِـالبَنينِ وَقَطَّعـوا
مــا كـانَ مِـن أَرحـامِهِم مَوصـولا
الشــَرُّ يَعصــِفُ وَالعَــدُوُّ بِغَبطَــةٍ
وَالنيــلُ يَهتِـفُ بِـالقُرى لِتَـزولا
وَمُــدَجَّجينَ رَمـى الـدُعاةُ سـَوادَهُم
فَمَضــوا ســِهاماً لِلعِـدى وَنُصـولا
طَلَبــوا بَنــي أَعمـامِهِم فَكَأَنَّمـا
طَلَبــوا تِــراتٍ عنــدَهم وَذُحـولا
قُـومٌ شـَفوا غَيـظَ العِـدى وَسِياسـَةٌ
لَـم تُبـقِ مِنهُـم مَأرِبـاً أَو سـولا
أَخَذوا عَلى النيلِ السَبيلَ وَصادَفوا
شـَعباً يَميـلُ مَـعَ الرِيـاحِ ذَلـولا
حَمَلـوا إِلَيـهِ الغولَ في اِستِقلالِهِم
فَسـَلِ المَـواكِبَ كَيـفَ زَفّوا الغولا
تَفَتَــرُّ عَــن أَنيابِهــا وَكَأَنَّمــا
أَمسـَت عُيـونُ بَنـي الكِنانَـةِ حولا
لَــولا المَــدارِهُ يَـدفَعونَ بَلاءَهـا
لَرَأَيــتَ حُكــمَ جُناتِهــا مَقبـولا
اذكُـر لَنـا القَـومَ الغُـزاةَ وَحَيِّهِ
شـَعباً أَبَـرَّ عَلـى الشـُعوبِ نَـبيلا
عَــدَتِ الـذِئابُ فَهَـبَّ مِـن غَفَـواتِهِ
يَبتَـــزُّ لِبــدَتَهُ وَيَحمــي الغيلا
لَـم يَسـتَنِم لِلغاصـِبينَ وَلـم يُـرِد
يَومـاً عَلـى حُكـمِ الجُفـاةِ نُـزولا
وَإِذا اِســتَبَدَّ الغاصــِبونَ بِأُمَّــةٍ
مُســِخَت وَبُــدِّلَ خَلقُهــا تَبــديلا
مــا اِنفَكَّـتِ الأَشـلاءُ نَهـبَ سـُيوفِهِ
حَتّــى تَــدارَكَ شــِلوَهُ المَـأكولا
فَزِعَـت خُطـوبُ الـدَهرِ مِـن سـَطَواتِهِ
وَاِرتَــدَّ صــَرفُ الحادِثـاتِ مَهـولا
وَرَأَت شــُعوبُ الأَرضِ مِــن نَهضــاتِهِ
مِلــءَ العُقـولِ الواعِيـاتِ ذُهـولا
قـومي الأُلـى صَحِبوا الصَوافِنَ فِتيَةً
وَقَضــوا لُبانـاتِ السـُيوفِ كُهـولا
مَثَــلُ الحَيــاةِ لِكُـلِّ شـَعبٍ باسـِلٍ
لا يَســـتَكينُ وَلا يُريـــدُ نُكــولا
صـَلّى الإِلَـهُ عَلـى المَيـامينِ الأُلى
نَصـَروا النَبِـيَّ وَأَيَّـدوا التَنزيلا
أَدِرِ الحَــديثَ وَرَوِّ مِــن أَنبـائِهِم
شـَعباً يَزيـدُ عَلـى الزَمـانِ غَليلا
بَيِّـن لَـهُ مَعنـى الثَبـاتِ فَلَيسَ مِن
خُلُــقِ المُجاهِـدِ أَن يَكـونَ مُلـولا
وَإِذا نَظَـرتَ إِلـى المَمالِكِ لَم تَجِد
مِثـلَ الثَبـاتِ عَلـى الحَياةِ دَليلا
وَلَقَـد رَأَيـتَ الناهِضـينَ فَهَـل تَرى
إِلّا خَلائِقَ ســــــَمحَةٍ وَعُقـــــولا
إِنّــا لَنَــذكُرُ لِلكِنانَــةِ حَقَّهــا
وَنَـرى الكَـثيرَ مِـنَ الوَفاءِ قَليلا
نَـأبى الكَـرى حَتّـى نَقـومَ بِنَصرِها
وَنَـــرُدَّ غاصــِبَ حَقِّهــا مَخــذولا
عَهـدٌ رَعـى وَرَقَ الشـَبيبَةِ وَاِنتَحـى
ظِــلَّ المَشــيبِ فَطـابَ مِنـهُ مَقيلا
لَسـنا كَمَـن جَهِـلَ الحَيـاةَ رِوايَـةً
تُعيــي العُقـولَ مَنـاظِراً وَفُصـولا
صـــُوَرٌ يَروعُـــكَ عَــدُّها وَمَلاعِــبٌ
تُلقـي عَلَيـكَ مِـنَ الرِيـاءِ سـُدولا
إِنّــي أَعــوذُ بِمَنصــِبي وَمُروءَتـي
مِــن أَن أَكـونَ الشـاعِرَ الضـَلِّيلا
لِلحُــــرِّ أَخلاقٌ تَميـــلُ بِنَفســـِهِ
عَــن أَن يُغَيِّــر عَهــدَهُ وَيَحــولا
هِـيَ صـِبغَةُ البـاري وَلَستَ تَرى لِما
صـَبَغَ الَّـذي بَـرَأَ النُفـوسَ نُصـولا
وَلَقَـد رَأَيـتُ الفاضـِلينَ وَما بَنَوا
لِلغــابِرينَ مِــنَ القُـرونِ الأُولـى
فَعَلِمــتُ أَنَّ مِـنَ الرِجـالِ ذَخـائِراً
وَعَلِمــتُ أَنَّ مِــنَ الرِجـالِ فُضـولا
وَرَأَيـتُ بَعـضَ القَـولِ ديـنَ هِدايَـةٍ
يَـأتي بِـهِ الرَجُـلُ الحَكيـمُ رَسولا
لَيـسَ القَريـضُ عَلـى النُبوغِ بِنافِعٍ
حَتّــى يَكـونَ لِـذي النُهـى إِنجيلا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.