
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُـوَ مِهرجـانُ اللَـهِ فَاِنظُر وَاِخشَعِ
وَاِقرَأ عَلى الصَحبِ الرِسالَةَ وَاِسمَعِ
إِنَّ الأُلـى جَعَلـوا الكِتابَ إِمامَهُم
سَلَكوا السَبيلَ إِلى المَقامِ الأَرفَعِ
اللَــهُ حــافِظُهُ وَهُــم أَنصــارُهُ
جَعَلــوا ذخــائرَهُ بـأكرمِ موضـعِ
كـم مـن عـدوٍّ لـو يُطيـقُ رمى به
فــي قــاعِ مُظلِمَـةٍ وَلَـم يتَـوَرَّعِ
وَلَــرُبَّ رامٍ مِــن بَنيــهِ مُلَثَّــمٍ
وَمُحــارِبٍ شــاكي الســِلاحِ مُقَنَّـعِ
كَنــزٌ مِــنَ الآيِ الـرَوائِعِ مُنـزَلٌ
بــاقٍ عَلــى الأَيّـامِ غَيـرَ مُضـَيَّعِ
فيـهِ الحَيـاةُ لِمَـن يُريدُ سَبيلَها
بَيضــاءَ تَصــدَعُ كُــلَّ داجٍ أَسـفَعِ
وَهـوَ الأَمـانُ لِكُـلِّ مَوهـونِ القُوى
جَــمِّ المَخــاوِفِ وَالهُمـومِ مُـرَوَّعِ
فَتَحَ الحُماةُ بِهِ المَمالِكَ وَاِبتَنوا
دُنيـا الحَضـارَةِ فـي حِماهُ الأَمنَعِ
وَسـَلِ الشـُعوبَ أَلَـم يَكونوا قَبلَهُ
فَوضـى المَسـالِكِ كَالسـُوامِ الرُتَّعِ
سـَهِروا وَنِمنـا فَاِسـتُبيحَ حَريمُنا
لَيـسَ السـَهارى كَالنِيـامِ الهُجَّـعِ
وَعَـظَ اللَـبيبُ فَـأَينَ مِنّا مَن يَرى
وَدَعـا المُهيبُ فَأَينَ فينا مَن يَعي
يـا قَومُ لوذوا بِالكِتابِ فَما لَكُم
مِــن دونِـهِ مـن مَعقِـلٍ أَو مَفـزَعِ
لَـم يَبـقَ مِنكُـم غَيـرُ شـِلوٍ مُثخَنٍ
بِيَــدِ الحَـوادِثِ وَالخُطـوبِ مُمُـزَّعِ
لا جَنـبَ مُـذ هَلَـكَ الرُمـاةُ لِمُسلِمٍ
إِلّا رَمَتــهُ يَــدُ العَــدُوِّ بِمَصـرَعِ
وارَحمَتـــا لِلمُســلِمينَ كَأَنَّمــا
نَزَلـوا مِـنَ الـدُنيا بَـوادٍ بَلقَعِ
مــا فيـهِ مِـن زَرعٍ وَلا لِظِمـائِهِم
فـي جـانِبَيهِ سـِوى الأَذى مِن مَشرَعِ
يســقونَهُ مِثــلَ الحَميـمِ وَتـارَةً
يَجِــدونَهُ مِثـلَ الـذُعافِ المُنقَـعِ
إِن كُنــتَ تَـدَّخِرُ الـدُموعَ لِنَكبَـةٍ
فَاِجعَــل دُموعَـكَ لِلنسـورِ الوُقَّـعِ
طــارَت مُحَلِّقَــةً وَعوجِــلَ سـِربُها
فَهَــوَت مُبَــدَّدَةً كَـأَن لَـم تُجمَـعِ
يـا لَلجَماعَـةِ كَيـفَ يُنثَـرُ عِقدُها
بَـدَداً وَيـا لَـكَ مِـن مُصـابٍ مُفجِعِ
بِـاللَهِ إِن كُنتُـم عَلى دينِ الهُدى
فَـدَعوا الهَـوى لِلجـامِحينَ النُزَّعِ
عـودوا إِلـى ديـنِ الحَيـاةِ أَعِزَّةً
فَالوَيــلُ لِلمُستَســلِمينَ الخُضــَّعِ
وَإِذا الأُمــورُ تَشــابَهَت أَعلامُهـا
فَخُـذوا السـَبيلَ إِلى الأَحَبِّ الأَنفَعِ
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.