
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلى الله أشكو الذي نحن فيه
أســىً لا يُنَهنِــهُ منـهُ الأسـى
علـى مثلهـا فلتشـقَّ القلـوبُ
مكــــانَ الجيـــوبِ وإلا فلا
فشـا الظلـمَ واغـترَّ أشـياعُهُ
ولا مُســــْتَغاثٌ ولا مُشــــْتَكى
وســاد الطَّغَــامُ بتمــويههمْ
وهــل يَفْـدَحُ الـرزءُ إلا كـذا
وطـالت خُطَـاهُم إلـى التُّرَّهاتِ
ألا قصــّرَ اللـه تلـك الخطـا
وأعْجَــبُ كيــفَ نضـلُّ السـبيلَ
ولـم نـأتِهِ واهتـدته القطـا
وكيــف تَضـاحَكُ هـذي الريـاضُ
وكيـف يصـوبُ الغمـامُ الحصـى
وهيهـات لـم يعتمـدْ أن يجودَ
ولكــن لمـا نحـن فيـه بكـى
ومـاذا بحمـصٍ مـن المضـحكاتِ
ولكنَّــــه ضـــحكٌ كالبكـــا
وذا اليــومُ حَمَّلنــا فادحـاً
خَضــَعْنا لـه وانتظرنـا غـدا
وَنُغْضـِي علـى حُكْم صَرْفِ الزمان
وبيـن الجوانـح جَمْـرُ الغَضـَا
ويـا رُبَّ إلـبٍ علـى المسلمين
زَوَى الحـقَّ عـن أهلـه فانْزَوى
هــو الكلــبُ أَســَّدَهُ جَهْلُــهُ
وطــال فخـالُوْهُ ليـثَ الثَّـرى
وراعهـــــمُ زأرُهُ فيهـــــمُ
ولـو كـانَ فـي غيرهمْ ما عوى
كفـاهُ الهوانُ احتقارَ الهوان
فســـنَّ الأذَى باحْتِمــالِ الأذى
تهــاونَ بــاللهِ والمسـلمين
وقـد كـان فـي واحـدٍ ما كفى
وقـد خلـعَ الدينَ خَلْعَ النَجادِ
وقـد أكـل الـدِّينَ أكلَ الرِّبا
فمــرآه فــي كـلِّ عيـنٍ قـذى
وذكــراهُ فـي كـلِّ حلـقٍ شـَجَا
إذا سـُئِلَ العَسـْفَ بالمسـلمين
فــأَجْوَدُ مــن حـاتمٍ بـالقرى
وإن أمكنـــتْ منهــمُ فُرْصــَةٌ
فأَفْتَــكُ مــن خالـدٍ بالعـدا
ولا بــدَّ للحــقِّ مِــنْ دُوْلــةٍ
تُميـتُ الضـَّلالَ وتُحْيـي الهُـدى
فيـا سـحرَ فرعـونَ ماذا تقول
إذا جـاءَ موسـى وأَلقى العصا
وقــد عـزَّ فـي مَنْـعِ سـلطانه
كُلَيْــبٌ فكيــفَ رأيـتَ الحِمَـى
وإنَّ أمامــك لــو قـد علمـتَ
أشـــياءَ أَيســـرهنَّ الــرَّدَى
فَمَــا غَفَــلَ اللـهُ عـن أُمّـةٍ
ولا تَــرَكَ اللــهُ شـيئاَ سـُدى
وعاقِبـةُ الظلـمِ مـا قد سَمِعْتَ
وعَـايَنْتَ لـو نَهْنَهَتْـكَ النُّهَـى
أيـا أهـلَ حمـصٍ وقِـدْماً دعوتُ
وهـل تسـْمعونَ إلـى مـن دعـا
يَقــلُّ لأقــداركمْ كــلُّ شــيءٍ
فكيــفَ رضـيتمْ بـدون الرِّضـى
أَلا قـد لحنـتُ لكـم فاسـمعوا
وحـاجَيْتُ إن كـان يُغني الحجا
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.